تجمع 200 ممارس للفن

آخر التحضيرات لمسرحية ”بوستيشة”

آخر التحضيرات لمسرحية ”بوستيشة”
  • 1062
ق. ث ق. ث

تعرف المسرحية الجديدة ”بوستيشة” للمخرج أحمد رزاق، ”آخر الروتوشات” قبل عرضها الأوّل الذي سيحتضنه ركح أوبرا الجزائر ”بوعلام بسايح” يوم 8 جانفي الجاري، وهي تجربة فريدة من نوعها تشهد مشاركة أزيد من 200 ممارس للفن الرابع، حسب ما علم من مخرج هذا العمل.

أطلق المخرج أحمد رزاق هذا العمل منذ بضعة أشهر من أجل خلق دينامية مع مجمل ممارسي الفن الرابع على الصعيد الوطني، إذ عرفت هذه المسرحية انخراط نحو 200 مشارك لتصبح ”إنتاج فنانين متطوّعين”.

ويستفيد المشروع أيضا من مساهمة ”مشاركين” على غرار المسرح الوطني ”محي الدين بشطارزي” والمسرح الجهوي ”سي الجيلالي عبد الحليم” بمستغانم وكذا الديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي وضع ”قرية الفنانين” بزرالدة تحت تصرف أصحاب المشروع من أجل التدريبات والتكفّل بكافة المشاركين.

ويتكوّن الطاقم الفني الذي يتشكّل من فنانين من أجيال مختلفة من حوالي ”120 فنان” منهم نحو ثلاثين راقصا وعشرات الموسيقيين ومن ثلاثة إلى خمسة مخرجين إلى جانب كتاب سيناريو ونحو 70 ممثلا قدموا من مختلف ربوع الوطن.

وتروي ”بوستيشة” (مشكل صغير بالدارجة العاصمية) قصة حي ينيره ليلا مصدر وحيد للإنارة وهذا بسبب مشروع لم ينجز من أجل نهب الأموال المخصّصة له، حيث كان من المفترض أن تُنصّب عدّة أعمدة إنارة في هذا الحي، لتأتي ليلة شهد فيها سكان الحي بغضب وآسف أن العمود الوحيد بالحي قد خُرِّبَ وأنّ المصباح الوحيد الذي ينير الحي قد حطم، وهو ما أثار خصاما كبيرا بين الجيران الذين أضحوا يتبادلون الاتهامات ليكشف هذا الحدث غياب العلاقات والاتصال بين سكان الحي. ويعرف النزاع بعد ذلك تشعبات خطيرة ليمر من مجرد سوء تفاهم بين جيران إلى نزاع بين الأحياء ثم خلاف بين المدن.

وتقدّم المسرحية التي ترتكز أساسا على ”البعد الإنساني” مستويات قراءة عديدة، حسب أحمد رزاق الذي أكّد على رمزية ”المصباح المحطّم” التي تعدّ، حسبه، رمزية جدّ مهمة لاسيما وأنّها تشير لغياب الأفكار ما يؤدي حتما إلى ”جميع أشكال الظلامية”.

ووصف المخرج هذا العمل بـ"التجربة” لاسيما وأنّه يقود عدّة جبهات بين إدارة التدريبات بزرالدة وعقد الاجتماعات والورشات المسرحية ومشاهدة التحضيرات التقنية والفنية التي تتم يوميا بالمسرح الوطني والمسرح الجهوي بمستغانم.

حسب عدلان بخوش وهو مخرج مساعد، فإنّ هذا المشروع التطوعي يعرف نجاحا بفضل ”الثقة” التي يضعها الفنانون في شخص أحمد رزاق لاسيما وأنّ نجاح أعماله في السنوات الأخيرة على غرار ”خاطيني” و"طرشاقة” تعزّز مكانته الشرعية كمبدع بمصداقية كبيرة.