"الخضر" يعودون ويصرون على التدارك

استراحة محارب

استراحة محارب
  • 550
و. توفيق و. توفيق

عاد المنتخب الوطني لكرة القدم، سهرة أول أمس، إلى أرض الوطن، قادما من الكاميرون، عقب مشاركته في الطبعة الـ33 لكأس أمم إفريقيا-2021، التي ودعها من الدور الأول. بعثة "الخضر" القادمة من مطار مدينة دوالا الكاميرونية، على متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، ضمت 9 لاعبين فقط، ويتعلق الأمر بكل من الحارس زغبة، توغاي، بدران، بن عيادة، شتي، عمورة، سليماني، بن العمري وزرقان، إضافة إلى الطاقم الفني بقيادة الناخب الوطني جمال بلماضي، فيما غادر يوم الخميس الماضي، 19 لاعبا مدينة دوالا، للالتحاق بنواديهم تواليا، عقب الإقصاء المبكر لـ"الخضر" من الدور الأول لـ"كان-2021". كان في استقبال الوفد الجزائري بمطار هواري بومدين الدولي، وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، حيث حيا المدرب الوطني جمال بلماضي واللاعبين التسعة المرافقين له، وكذا أعضاء مختلف الأطقم، حسب "الفاف". تحادث المسؤول الأول لقطاع الشباب والرياضة بالقاعة الشرفية، مع المدرب الوطني، وعدد من أعضاء الطاقم الفني، قبل أن يشكرهم ويعبر لهم باسم السلطات العليا في البلاد، عن دعمهم المطلق وتشجيعاتهم لباقي الاستحقاقات، لا سيما مبارتي السد المؤهلتين إلى كأس العالم - 2022 بقطر.

مرحلة جديدة والتركيز على التأهل للمونديال 

عقب هذا الخروج "المبكر والمفاجئ" من منافسات الطبعة الـ33 لـ"الكان"، أضحى اللاعب سفيان فغولي وزملاؤه، مجبرين على طي الصفحة والتركيز على مباريات السد المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر. وتنتظر "الخضر" مرحلة جديدة، تتمثل في شحن الهمم وإعادة ترتيب أمورهم، والاستعداد جيدا من كل الجوانب، لما هو آت من مواعيد، أبرزها لقاء السد المؤهل إلى مونديال قطر، فأشبال بلماضي أمامهم ثمانية أسابيع فقط لشحن الهمم مجددا، واستعادة مستواهم المعهود، الذي قدموه في السنوات الثلاث الماضية، من أجل اقتطاع بطاقة المشاركة في العرس الكروي العالمي القادم. قال الناخب الوطني جمال بلماضي في هذا الصدد، خلال تصريحات صحفية: لا يمكن الكشف الآن عن أهم الدروس التي استخلصناها، لكن سنحاول دراسة الوضع وتصحيح الأخطاء، لأن مباريات السد المؤهلة لكأس العالم 2022 على الأبواب".

معلوم أنها أصعب فترة يمر بها الناخب الوطني جمال بلماضي مع "الخضر"، منذ قدومه في شهر أوت 2018، عندما كانت التشكيلة الوطنية في الحضيض، لكنه حتما سيعمل على تصحيح الوضع والكشف عن الهفوات للعودة إلى القمة، قبل المباراة المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022. استطرد بلماضي قائلا: ‘’الإقصاء صعب علينا للغاية، والشعور بالهزيمة مؤلم جدا، علينا النهوض مجددا وهضم هذا التعثر، من أجل العودة بقوة في المستقبل القريب، الذي يبدأ بالدور الفاصل المؤهل لكأس العالم- 2022 المقررة شهر مارس المقبل".

الهجوم أكبر مشاريع بلماضي

كانت الصعوبة التي وجدها "الخضر" في هذه المنافسة، بادية بوضوح على أداء عناصر النخبة الوطنية، التي عجزت عن تطبيق طريقة لعبها الفنية البحتة، التي عودتنا عليها في السابق، ومكنتها من التربع بكل جدارة واستحقاق على عرش الكرة الإفريقية والعربية. على صعيد الإحصائيات، غادر المنتخب الوطني هذه الدورة بتسجيل هدف واحد فقط في ثلاث مقابلات، فيما تلقى شباكه أربع أهداف، في نتيجة تعد الأسوأ "للمحاربين" منذ دورة 1992. عجز خط هجوم المنتخب الوطني بطريقة غريبة وغير مفهومة عن الوصول إلى شباك منافسيه، بالنظر إلى الفرص العديدة التي أتيحت لعناصره،  والتي بلغت 39 فرصة سانحة في 3 مباريات. أمام هذه الوضعية، سيكون الهجوم أكبر ورشة للناخب الوطني جمال بلماضي، خلال المرحلة المقبلة، إذ سيعمل دون شك على تحديد الخلل الكامن وراء غياب الفعالية لدى المهاجمين أمام المرمى، ومحاولة تصحيح الأمور ومعالجتها خلال الشهرين القادمين، على اعتبار أن كتيبة المحاربين، ينتظرها لقاء السد (الذهاب والإياب)، المؤهل لكأس العالم 2022 بقطر.

اللاعبون يؤكدون: سنعود بأكثر قوة

يبدو أن كتيبة" المحاربين" عازمة على العودة بقوة من جديد، ونسيان خيبة الخروج من كأس إفريقيا للأمم 2021، والتحضير للموعد المقبل، والمتمثل في اقتطاع تأشيرة التأهل لكأس العالم بقطر. أكد الظهير الأيسر للمُنتخب الوطني، إلياس شتي، أنهم كلاعبين، سيعملون جاهدين من أجل تدارك خيبة الإقصاء من الكان، والعودة بقوة في قادم المواعيد، وقال شتي أول أمس، في تصريحات للإعلاميين بمطار هواري بومدين: "نشكر الشعب على الاستقبال، ونطلب السماح من الجميع"، مضيفا: "إن شاء الله سنسعد جمهورنا في قادم المواعيد، لم تكن دورة الكاميرون مثلما كنا نتمنى، لكنها تبقى خبرة مُفيدة لنا". واختتم المدافع الأيسر للخضر حديثه، بالتطرق لموعدهم القادم: "المواجهة الفاصلة المؤهلة للمونديال لن تكون سهلة، خاصة أن المنافسين أصبحوا يواجهون الجزائر بكل قوة". من جهته، عبر المدافع المحوري عبد القادر بدران، عن أسفه للإقصاء من كأس إفريقيا الأخيرة، مؤكدا أنهم سيعودون سريعا: هذه هي كرة القدم، في بعض الأحيان لا تكون منصفة، نتأسف لشعبنا على الإقصاء، فقد أعطينا كل ما لدينا لإسعادهم، وأشكرهم على دعمهم الكبير لنا، وإن شاء الله سنعود من جديد، مضيفا: الهدف رقم واحد هو التأهل إلى المونديال، وأتمنى أن نكون في الموعد ونكسب الرهان ونفوز ببطاقة التأهل للعرس الكروي القادم في قطر.