جديد الدكتور بلعقروز بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

قيمة معرفية يحفها البحث والقناعات

قيمة معرفية يحفها البحث والقناعات
غلاف الكتاب
  • 679
مريم . ن مريم . ن

أعلن الدكتور عبد الرزاق بلعقروز، مؤخرا، عن أنّ كتابه الجديد "الاتصاف بالتفلسف..التربية الفكرية ومسالك المنهج" الصادر عن مركز "نهوض"، يشارك حاليا بمعرض القاهرة وسيكون حاضرا في معرض الجزائر المقبل. يقف الكتاب عند عصر "ما بعد الأخلاق" الذي يواجه أزمة أخلاقية تحتاج لنموذج أخلاقي، ليكون بديلا عن الذي تعاني منه الحضارة الغربية المُعاصرة، حيث فُصل بين الأخلاق وأحكام القيمة، وبين العلم الموضوعي والعقل العملي. وانطلاقا من ذلك يلتفت أستاذ فلسفة القيم والمعرفة في جامعة سطيف الدكتور عبد الرزاق بلعقروز، لهذه الإشكالية ليعرض كتابه "الاتصاف بالتفلسف: التربية الفكرية ومسالك المنهج"، متناولا مباحث التربية الفكرية، مستدعيا المعاني الروحية النافعة لمعالجة أمراض الفكر والنفس، ومقترحا في نفس الوقت مسالك المنهج الضرورية.

وحسب بلعقروز، يتناول هذا الكتاب مباحث التربية الفكرية، ويستدعي المعاني الراقية لعلاج تلك الأمراض، مستهدفا تزكية النَّفس وتحريرها من الصوارف التي تعيق كمال الاستعداد العقلي والفكري للإنسان فردا ومجتمعا، وفي هذا المسعى تعالج وتطرح أسئلة الفلسفة الأخلاقية، وأثر ذلك في تعيين منزلة الإنسان في هذا العالم. يرى المؤلّف بأنّ الحضارة الغربية المعاصرة، تعاني اختلالا عميقا في فلسفة القيم والأخلاق، فقد سادت مجتمعاتها المنظورات الأداتية والنفعية والوضعية، التي فصلت بين الأخلاق وأحكام القيمة، وبين العلم الموضوعي والعقل العملي، حتى صار العقل والقلب مجالين منفصلين أشدَّ الانفصال، وصار عصرنا يوصف بعصر "ما بعد الأخلاق"، ورغم نموّ الفلسفات الأخلاقية وتنوّع نماذجها (الاعتراف والتواصل والتسامح)، فإنّها أخفقت في معالجة الأمراض الاجتماعية للإنسان الحديث، بل إنّ تكاثر هذه النماذج دليل على عمق هذه الأزمة الأخلاقية، وعلى الحاجة الملحَّة لتطوير نموذج أخلاقيّ بديل لا يفصل بين الإيمان والعمل، ولا بين القلب والعقل والروح، فالذاتية الإنسانية لا تتقوَّم إلا بتكامل ملكاتها وقواها.

للإشارة، الدكتور عبد الرزاق بلعقروز، دكتوراه في فلسفة القيم، أستاذ محاضر قسم الفلسفة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة سطيف2، صدر له "المعرفة والارتياب (المُساءلة الارتيابية لقيمة المعرفة وامتداداتها في الفكر الفلسفي المعاصر"، "أزمة الحداثة ورهانات الخطاب الإسلامي"، "نيتشه ومهمّة الفلسفة (قلب تراتبيّة القيم والتأويل الجمالي للحياة"، "السؤال الفلسفي ومسارات الانفتاح (تأويلات الفكر العربي للحداثة وما بعد الحداثة"، و«المساءلة النقديّة للحداثة والعولمة في مشروع طه عبد الرحمن الفلسفي"، ناهيك عن "تحوّلات الفكر الفلسفي المعاصر (أسئلة المفهوم والمعنى والتواصل)"، كما أنّ لهذا الباحث حضور بارز في الأوساط العلمية العربية وأعماله ومحاضراته جد رائجة في المشرق العربي.