جزائر الشجعان تهزم "حلف الشيطان"
- 941
هاهي الجزائر تنجح في طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الإفريقي، بعدما قرّر الأخير، في اجتماعه بأديسا بابا، "تجميد" أو "إلغاء" قرار منح رئيسه إسرائيل صفة ملاحظ في الاتحاد، الذي انتصر فيه صوت الحقّ والعدل والقضايا العادلة، وهو الصوت الذي صدحت به الحنجرة الجزائرية وأصدقائها وأشقائها من الأحرار والثوّار.
خسئ أصدقاء وعملاء "بنو صهيون"، وانكسر أولئك الخائنون وبائعو فلسطين، قضية كلّ الأمة العربية والإسلامية، وانفضح المتآمرون من جماعة "المخزن" واخوانه بالرضاعة وغير الرضاعة في الخزيّ والعار والخيانة والفضائح، وهي اللعنة التي ستبقى تلاحقهم إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
خسرتم، وانتصرت الجزائر وأمثالها من الواقفين والمقاومين، الذين مازالوا إلى جانب فلسطين ظالمة أو مظلومة، الشعار الذي وُلد في أرض المليون ونصف المليون شهيد، ومازال حيّ لا يموت، يتجدّد ويتعدّد على لسان المسؤولين والمواطنين، دون أن يتبدّد أو يتلبّد.
النصر الجزائري كان حتما مقضيا، بعد حشد وجهد وجدّ وكدّ ولقاءات و”طوارئ" وسط الدبلوماسية الجديدة، التي عادت تحت توجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى كامل قواها وتأثيرها ونفوذها، إقليميا ومغاربيا وعربيا ودوّليا، وهاهي تحقّق "معجزة" تـُضاف إلى سلسلة الانتصارات، والضربات ضد معاقل الخيانة والخزي والعار والصفقات المشبوهة التي كان حبلها قصيرا، وقد دفنتها الحقيقة وشرف الأحرار الشجعان في مقبرة "النيف" والكبرياء والشهامة.
مرّة أخرى، احزن أيها المخزن، وابكي على أيامك السوداء، وعلى تلطيخ ما تبقى لك من صفحات ممزقة ومبلولة، وهاهي الجزائر ومعها إخوانها الشرفاء والنزهاء، يطردون "صديقك" و"حليفك" الذي نسجت وإياه وغيركما من بائعي القضية، مخطط اختراقه المنطقة بالتسرّب إلى الاتحاد الإفريقي..لكن هيهات!
خسئتم، وثكلتكم أمهاتكم، وقد سقطتم مجدّدا في "مثلث برمودة"، فالتاريخ يُعيد نفسه، بتكريم الأبطال والمحاربين، والرجال الواقفين، وبذلّ المهرولين للهاوية والمطبّعين والخائنين والساجدين لغير ربّ العالمين.
هكذا، انتصرت الجزائر التي كتب التاريخ مسار انتصاراتها بأحرف من ذهب، وهاهي تهزم "حلف الشيطان" بمبادئها المقدّسة ومواقفها الخالدة الثابتة التي لا تتلوّن ولا تنكسر ولا تتغيّر، وغير قابلة بأيّ حال من الأحوال، للتنازل أو التفاوض أو البيع والشراء.
جزائر الشجعان كانت ومازالت وستبقى إلى الأبد مع القضايا العادلة، من بين أمّهاتها فلسطين والصحراء الغربية، وهي الوقفة التي تحفظ لبلد المليون ونصف المليون شهيد انفراده وتميّزه وحصريته في صناعة البطولات وتكوين الفكر الثوري الذي لا يركع إلاّ لله في مفهومه وأهدافه ومقاصده الإنسانية والاستراتيجية.
نعم، لقد انتزعت الدبلوماسية الجزائرية، مجّددا- وهذا ليس بالبدعة أو الغرابة- اعتراف وإشادة الأغلبية الساحقة والمطلقة من الهيئات العربية والإفريقية والدولية، في وقت وجدت فيه "أقلية الأقلية" نفسها معزولة مكسورة مهزوزة، بائسة يائسة خائبة، بعدما قادها غرورها وأنانيتها ونرجسيتها وخداعها وخيانتها، إلى حتفها المحتوم.