عرف بأدائه الهادئ وأدواره المتميزة
كورونا تخطف الممثل مصطفى برور

- 761

ووري الثرى، ظهر أمس، بمقبرة القطار بالعاصمة، جثمان الفنان القدير، مصطفى برور، في جو جنائزي مهيب بحضور أفراد عائلته وأصدقائه ومحبيه ومعارفه الذين أبوا مرافقة صاحب الضحكة الهادئة والأداء الصادق إلى مثواه الأخير. وانتقل الفقيد مصطفى برور الذي رافق الجزائريين عبر مسار فني حافل امتد على مدار عدة عقود، ممثلا إذاعيا وتلفزيونيا، إلى جوار ربه ليلة الجمعة إلى السبت، عن عمر ناهز 87 سنة متأثرا بمضاعفات إصابته بفيروس "كوفيد ـ 19". وكسب برور قلوب الجزائريين بطبعه الهادئ وأدائه المتميّز على خشبة المسرح وأمام الكاميرا، حيث ترك أثرا طيبا مع كل الذين تعامل معهم فنيا وإنسانيا. بدأ الفقيد مسيرته الفنية عام 1948 على خشبة المسرح قبل التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني بمجرد اندلاع الثورة التحريرية سنة 1954.
وكرس المرحوم بعد استعادة الاستقلال الوطني جل حياته خدمة للفن الرابع والسابع منتقلا من المسرح إلى التلفزيون والشاشة الكبيرة حيث شارك في أكثر من 140 فيلم سينمائي جزائري وأكثر من 46 عملا تلفزيونيا وعشرات المسرحيات الإذاعية. وبرع الفقيد في الدور الذي أداء في المسلسل التلفزيوني "شفيقة بعد اللقاء" و"جروح الحياة"، و"القمبري" بالإضافة إلى مشاركته في أكثر من 100 رواية إذاعية في عهد عمالقة هذا الفن من "التوري" ووصولا إلى "رويشد" وأعمال أخرى. وعلى إثر هذا المصاب الذي لحق الأسرة الفنية بعثت، وفاء شعلال، وزيرة الثقافة والفنون، رسالة تعزية لعائلة الفقيد وكل الأسرة الفنية، ضمنتها مواساتها الصادقة، وقالت "بقلب محتسب وصابر، تلقيت نبأ وفاة المغفور له، المجاهد الفنان والمسرحي القدير، مصطفى برور رحمة الله عليه وغفرانه، وأنعم الله عليه في مثواه الأخير". وأضافت الوزيرة "رحل عنا وعن الساحة الثقافية والفنية الجزائرية واحد من أكبر عمداء الفن والمسرح والسينما في الجزائر، "برور" الذي ذاع صيته وطنيا وعربيا، حيث لقب بـ "الأب الحنون" تاركا وراءه رصيدا ثريا، يجمع بين أعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية الرائدة". وتابعت الوزيرة في تعزيتها أن "الفنان الراحل يضاف اسمه إلى عمالقة وقامات الإبداع التي تركت بصمتها في المشهد الفني والثقافي الجزائري.. أسماء وشخصيات ودعناها بالأمس ونودعها اليوم، ولكن أعمالهم ستظل حية في وجداننا".