جمعية سواعد الإحسان تعرض حصيلتها السنوية
محلات وحفر للآبار وتزويج الشباب.. نشاط خيري محترف

- 1029

عرضت الجمعية الخيرية الاجتماعية الوطنية "سواعد الاحسان"، أول أمس، في لقاء نشطه رئيسها الدكتور عثمان رحماني، عرض خلاله حصيلة نشاطات هذا التنظيم ومشاريعه وأهدافه المستقبلية، والتي شملت "قوافل الخير" خلال الحرائق التي شهدتها البلاد الصيف الماضي، وبرنامج الأسرة المنتجة، والزواج الجماعي، إلى جانب مكافحة الآفات الاجتماعية وتشجيع الأبناء على التحصيل الدراسي، وغيرها.
اجتمع إطارات وأعضاء جمعية "سواعد الخير" التي تأسست بتاريخ 18 سبتمبر2016 ، للكشف عن إنجازات وطموحات، هذا التنظيم من خلال رؤية مشتركة رائدة واحترافية في العمل الخيري على المستوى الوطني وفق قيم الاحسان والتراحم والتضحية، حاملين شعار "ملتزمون بترقية العمل الخيري والتطوعي وتحسين أدائه"، وفي هذا الشق أكد رئيس الجمعية الدكتور عثماني على أهمية انخراط الشباب ومختلف شرائح المجتمع في الأعمال الجمعوية الخيرية، حتى يتسنى لكل فرد تقديم يد المساعدة للآخرين من الباب التي يستطيع أن يضمن من خلاله لنفسه الهروب من الآفات. وفي اللقاء الذي جمع أعضاء الجمعية القادمون من مختلف ولايات الوطن بدار الثقافة بالمدنية بالعاصمة، افتتح الدكتور رحماني، حديثه عن القوافل التي حملت لون السترة البرتقالية للجمعية التي باتت تعرف بها على مستوى الوطن، قائلا: "نسعى لتطوير العمل الجمعوي وترقيته لمستوى الاحترافية، في مختلف المجالات من خلال الأنشطة التي قامت بها الجمعية، بمكاتبها المتواجدة ب42 ولاية.
ففي المجال الإغاثي نظمت الجمعية مجموعة من القوافل على مستوى الوطن، علما أن منهجية العمل في هذا الجانب تقوم"، وفق نفس المتدخل، "على إرسال وفد من للجمعية يقف على ما هو عليه الحال في المنطقة التي تحتاج للمساعدة من خلال المعاينة الميدانية، ثم ترسل على وفق التقرير أوجه المساعدة"، وذكر أن أول قافلة كانت نحو ولاية المدية إثر الفيضانات التي وقعت فيها، والمكوّنة من 30 شاحنة شارك فيها 80 عضوا ومسّت 500 عائلة، وبعدها قوافل مساعدة لعدد من الولايات التي تضررت من الحرائق منه قافلة إلى تيزي وزو، التي أرسلت فيها 55 مركبة تضم 100 متطوع، وقافلة أخرى توجهت بالمساعدات الى ولاية سكيكدة، ضمت 16 مركبة وأشرف على العملية 50 عضوا ومسّت 56 مستفيدا، ولولاية خنشلة قافلة قدمت مساعدة من قبل الاخوة الفلسطينيين المقيمين بالجزائر تحت شعار "الجزائر وفلسطين تضامن لا يعرف الحدود" وقافلة أخرى لولاية الطارف مست الأماكن التي اندلعت فيها الحريق.
مشاريع الأسرة المنتجة و"محلات إكرام" لإسعاد المحتاجين والأيتام
وفي سياق العمل التضامني، قال الدكتور رحماني، أيضا، أن الجمعية قدمت مساعدات اجتماعية مختلفة على غرار مشروع الآسرة المنتجة، والذي ثمن من خلاله مساعدة الأسر على إقامة بعض المشاريع البسيطة التي تعود بالنفع العاجل على غرار إقامة طاولة لبيع الفواكه وكراء محل للحلاقة، وهو ما يساعد الأسر على كسب قوتها والمشاركة في العمل الخيري لاحقا، كما شهدت الجمعية توزيع الجوائز على الأطفال الناجحين في الدراسة من أبناء الفئات المحتاجة، إذ أشار رئيس الجمعية إلى أن الأبناء الذين تعكف الجمعية على تكوينهم حققوا معدلات دراسية عالية بفضل الجهود المبذولة، كما سطرت الجمعية دورات تدريبية للمقبلين على الزواج لتأهيلهم للحياة الجديدة ومسؤولياتها، حيث وضعت شرط قبول الدخول في الدورة كعامل أساسي للمساعدة في تكاليف الزواج وهو ما يساعد، كما أشار إليه القائم الأول على الجمعية في الحد من مشاكل الطلاق، لاسيما خلال السنة الأولى من الزواج والتي باتت تشهد ارتفاعا رهيبا في معدلات الطلاق.
كما عمد المختصّون إلى محاربة الآفات الاجتماعية والتسرب المدرسي لحماية المجتمع من الظواهر السلبية التي تهدّده، حيث أشار الدكتور رحماني في معرض حديثه، إلى أن تشجيع الأطفال والمراهقين على العلم والتعلم صمام أمان لهم وللمجتمع لاحقا من الوقوع بين فكي الفقر والحاجة، موضحا أن العلم كفيل بالوقوف في وجه الفقر لما يؤمنه من مزايا، "بالعلم والتعلم نحسن العمل" لاسيما أن العدو الكبير الذي يقف في وجه الأجيال ويحرمها من العلم مشكل التسرب المدرسي، الذي أوضح أنه يستوجب محاربته من قبل الكل بداية من الأسرة التي عليها أن تدرك قيمة المقعد الدراسي الثمينة جدا. تطرق الدكتور رحماني أيضا إلى المساعدات الاجتماعية للجمعية على غرار الزواج الجماعي، وموائد الإفطار الجماعي على شرف الأيتام، وحملة "شتاء الدافئ"، و قفة رمضان و الحقيبة المدرسية، كما فتحت الجمعية "محلات إكرام"، وهي المحلات التي تجمع فيها الملابس التي يقدمها المحسنون بعد أن يتم غسلها وكيها، إذ يتقدم الشخص المحتاج بطلبه، ثم يطوف في أرجائها ويأخذ حاجته منها له ولأبنائه، كما عمدت الجمعية إلى حفر الآبار، الأول كان بولاية عين الدفلى والثاني بولاية برج بوعريريج، وفقا لمطلب المحسن الذي ساهم بالمال. أما في الجانب الصحي، فقد ساهمت الجمعية بسيارتها المبردة التي جاد بها المحسنون لنقل الجثامين عبر الولايات، وفي نقل اللقاح والمساهمة في الحملة ضد "كوفيد19".
آفاق واسعة و تكوين للمكونين للرقي والتقدم
وفيما يخص المشاريع المستقبلية وآفاق الجمعية أشار رئيسها، إلى أن هناك حملات وطنية لمحاربة الآفات الاجتماعية من خلال تكوين الفرق المختصة التي يتم الاشراف على تكوينها مختصين لاسيما وأن الجمعية تحرص على الدورات التكوينية لقيادتها وإطاراتها واعضائها في مخالف المجالات، إلى جانب إنشاء لجان الصلح بكل الولايات لإصلاح ذات البين بين الأسر والأفراد، وكذا توسيع مشروع الأسرة المنتجة بكل مكاتب الولايات، مع العمل على تأمين سيارة إسعاف بكل ولاية، وهو ما يستوجب مساعدة السلطات المحلية لاسيما وأن الجمعية لم تستفد من أي مساعدة من الدولة، كما أنها لا تملك مقرا لها وهو الأمر الذي تأسف له الدكتور رحماني، الذي أشار إلى أمل الجمعية في الحصول على مقر ليتسنى لها العمل وفق البرنامج المسطر والذي يخدم المجتمع والوطن، كما جاء على لسان أفرادها من المتدخلين، حيث أشار الكاتب العام للجمعية محمد سكودالي، إلى أن الجمعية تشرك المحسن في عملها ليعرف حيث ذهبت مساعدته لأنه حق من حقوقه.