الكاتبة أمينة بير لـ"المساء":

أكتب عن قضايا المجتمع ونفسية الإنسان

أكتب عن قضايا المجتمع ونفسية الإنسان
الكاتبة أمينة بير
  • القراءات: 1760
 حاورتها: لطيفة داريب حاورتها: لطيفة داريب

أمينة بير كاتبة شابة، متحصلة على شهادة ماستر تخصص أدب جزائري من جامعة "عبد الرحمان ميرة" ببجاية، صدرت لها أربعة أعمال، في انتظار صدور كتب أخرى.. "المساء" اتصلت بها وأجرت معها هذا الحوار.

حدثينا عن مجموعاتك القصصية الثالثة؟

في رصيدي ثلاث مجموعات قصصية، الأولى تحت عنوان "خدام الموت" الصادرة عن "دار أيوش" للنشر والتوزيع عام 2021، هي مجموعة قصصية اجتماعية تراجيدية تعالج قضية الموت والمتسبب له، وهذا يكون بفعل فاعل، وتبين كيف للإنسان أن تخول له نفسه القضاء على أخيه الإنسان بالموت والكيد له، فيصبح بذلك خادما ينشر الموت، وكيف للظروف التي أدت إلى الخلاص من ذلك الإنسان، الذي سعى لنيل شيء ولم ينل أي شيء، فنال منه كل شيء. أما المجموعة القصصية الثانية "يد الله معي" الصادرة عن "دار الأمير للنشر والتوزيع" في السداسي الثاني عام 2021. فتجمع  في طياتها قصصا اجتماعية، تروي عن حياة الناس التي زارها البأس والضراء، فألقت بهم إلى براثن الهزائم حد القنوط واليأس، ظنا منهم أنها النهاية، فتتدخل يد الله بإعجاز وتنتشلهم وتنقذهم من كل الهزائم، ويعودون مجددا إلى الحياة واقفين على بروج النجاح العالية.

وتتناول المجموعة القصصية الثالثة "فحم أبيض" الصادرة عن "دار الأمير للنشر والتوزيع" في السداسي الثاني عام 2021، حكايات لأناس مروا بتجارب قاسية جدا وحرجة في محطات من حياتهم، غلبت عليهم المواقف الصعبة ورمتهم الأيادي الظالمة بأحجار المكر والخديعة، فأحرقتهم نار الألم والأسى من كل تلك التجارب والمواقف، فذرتهم كالفحم الأسود المتناثر، وأبوا أن يلبثوا في المهانة ورفضوا الاستسلام، فواجهوا أقدارهم ونجحوا في صناعة مستقبل أجمل، وردوا الاعتبار لأنفسهم بنجاح يحاكي الأبطال، فجعلوا من أنفسهم التي حولتها المظالم فحما أسود، فحما أبيض يرسمون على سواد الأيام لوحات فنية يترجمون بها عز نجاحهم وفلاحهم.

عملك الرابع كان مختلفا عن سابقيه، أليس كذلك؟

أجل، فهو عبارة عن رواية تحت عنوان "العارض"، ستصدر قريبا عن دار "ماروشكا" للنشر والتوزيع، تتناول قضية اجتماعية تتناقل على كثير من الألسنة، وهي الأمراض الروحية، من خلال البطلة "حور" التي تكون في صراع مع الأمراض الروحية، وتظهر الرواية البنية النفسية المتأججة بين الخير والشر. وسيكون عمل إلكتروني قريبا لمجموعة خواطر، إن شاء الله.

هل شاركت في كتب جامعية ورقية وإلكترونية؟

شاركت في عدة كتب جامعة ورقية وأخرى إلكترونية، فقد شاركت برسالة "إلى عالي المقام" في كتاب "رسائل الأوبال". وكذا بقصة "خطوات الكرسي" في كتاب "ذوو القلوب الجميلة". إضافة إلى خاطرة "زرقة كالسماء" في كتاب "أنامل أنثى". وقصة "شيماء" في كتاب "اكتفيت". وقصة أخرى بعنوان "أرادني الله أن أكون" في كتاب ضحايا معصية. علاوة على خاطرة "أهذا أنا" في كتاب "في غياهب الجب". وخاطرة "صدأ لا معادن أحباب زنجار" في كتاب "تشتت". وخاطرة أخرى، وهذه المرة، في وصف الجزائر وفلسطين بعنوان "سيدة الجمال"، في كتاب "من أجلك يا أوركيديا". وكذا خاطرة في وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "السراج المنير" في كتاب "لرسولنا نكتب".

منذ متى وأنت تكتبين؟

ليس بكثير، منذ عام فقط، وأولى كتاباتي تمثلت في قصة حول أوضاع شبابنا الذي يمتطي أمواج البحر بحثا عن غد أفضل "الحرقة والحقرة"، شاركت بها في مجلة "شموع" التابعة لجامعة بجاية قسم اللغة والأدب العربي، وبعدها توالت كتاباتي، وجلها اجتماعية، راح قلمي ينسج الكلمات بما جالت به قريحتي وخلاصة التأمل في الإنسان.

هل كان الطريق إلى نشر كتبك سهلا؟

لا يسعني أن أصفه بالسهل، ولا أن أصفه بالصعب أيضا، إنما كانت تجربة تعلمت من خلالها الكثير، فيها من الصعوبات ومن التيسير على حد سواء.

ما رأيك في تنامي ظاهرة الكتابة الشبابية في الجزائر؟

الملاحظ في الآونة الأخيرة، بروز عدة أقلام شبابية، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على وجود طاقات شبابية قد يتحول بعضها إلى قامات أدبية. وحبذا لو يكون هناك ترحيب ومرافقة لهذه الفئة وصقل مواهبها، وقد نتحصل على عمالقة في الأدب، ووجب أيضا الاهتمام بالقارئ لنتحصل في الأخير على مجتمع مثقف وواع وحضاري.

هل أنت مع غربلة الأعمال على مستوى دور النشر أم الحكم يعود للقارئ؟

إذا كانت الغربلة تعني الفصل بين الأعمال الجيدة والرديئة، فأنا معها بكل تأكيد. إلا أنني أقول؛ إن للقارئ أيضا حصة الأسد في الحكم، فالكتابة عملية تواصلية مباشرة بين الكاتب والقارئ، وهذا الأخير هو المقصود من خلال الكتابة، هو يقرر ويحكم على مستوى العمل الموجه له، وتختلف الأحكام باختلاف الأذواق، وكذا إلى قوة أسلوب الكتاب، فكثير من الأعمال لقت ترحيلا كبيرا من القراء ونالت الثناء والإعجاب من طرفه، والعكس صحيح.

  هل تمارسين هوايات أخرى؟

أهوى ممارسة الفنون الجميلة، من خلال تحويل أشياء مهملة إلى قطع فنية للتزيين وصالحة للاستغلال والاستعمال، كذلك أهوى استكشاف مناطق جديدة وثقافات وعادات الناس، كما أعتبر الطبخ فنا من الفنون الذي لا أستغنى عنه.

  هل تنتسبين إلى جمعيات أو نواد؟

كنت عضوا في الديوان الوطني للسياحة لولاية بجاية منذ 2015، وكذا في الجمعية الثقافية والسياحية bega منذ 2013، حتى حل وباء "كورونا"، فتم تجميد النشاطات.

هل ستكون لك إصدارات في الأفق؟

نعم، إن شاء الله، ستكون إصدارات في أجناس أدبية مختلفة.