مدير الموارد المائية بقالمة نور الدين قرعيش لـ"المساء":

50 مليار سنتيم لتموين القطب العمراني "حجر منقوب" بالماء

50 مليار سنتيم لتموين القطب العمراني "حجر منقوب" بالماء
  • القراءات: 698
وردة زرقين وردة زرقين

قلة مياه السقي ترهب منتوج الطماطم الصناعية هذا الموسم

شرعت مديرية الموارد المائية لولاية قالمة، مؤخرا، في إنجاز مشروع ضخم يتعلق ببناء خزان ومحطتي ضخ، ومد قنوات الماء الصالح للشرب نحو القطب العمراني الكبير "حجر منقوب"، الذي يضم 5400 وحدة سكنية بصيغة "عدل". أوضح مدير الموارد المائية بقالمة نور الدين قرعيش لـ"المساء"، أن التجميد رفع عن هذا المشروع في شهر أوت 2021، إذ يضم 3 حصص بغلاف مالي قدره 50 مليار سنتيم، تخص الحصة الأولى مد القنوات لجلب المياه، فيما تخص الثانية إنجاز محطتين للدفع بـ60 لترا في الثانية، وخزان بسعة 5 آلاف متر مكعب في 24 ساعة.

أضاف السيد قرعيش، أنه سيتم تموين السكان من مصدرين مختلفين، من مياه المعالجة السطحية القادمة من سد "بوهمدان"، إلى خزان جبل حلوف، ثم إلى محطة الضخ "1"، ومن المياه الجوفية من آبار وادي حلية مباشرة إلى الخزان، حيث يتم تجميع المياه من النقطتين في اتجاه  المحطة بحجر منقوب لتزويد الخزان، مشيرا إلى أن الكمية المخصصة لتزويد السكان بالماء الصالح للشرب كافية مبدئيا، في انتظار إنجاز مشاريع أخرى لتقوية سعة الضخ والتموين بهذه المادة الحيوية، كاشفا عن دراسة سيتم إطلاقها لتعزيز هذا النظام، من جبل حلوف مباشرة إلى المحطة، بسعة 80 لترا في الثانية. وقد أكد أنه تم تحديد مدة الإنجاز بين 3 و10 أشهر لمختلف الحصص، وسيتم ابتداء من شهر مارس الداخل، القيام بعملية التحويل والتجارب، فيما تبقى المرافق الأخرى إلى غاية جوان، تحسبا لاستلام المشروع نهائيا، في شهر أوت من هذه الصائفة، مع وصول مياه الشرب إلى المدينة الجديدة، ويتم التموين من المياه السطحية المعالجة بسعة 40 لترا في الثانية، والمياه القادمة من وادي حلية بسعة من 10 إلى 15 لترا في الثانية، ويتمركز نظام جلب المياه للمدينة الجديدة "حجر منقوب" في  المحطة الأولى المتواجدة بمنطقة صالح سوفي، فيما تضمن المحطة الثانية ذات سعة دفع قدرها 60 لترا في الثانية، امتلاء الخزان الرئيسي الممون لها.

تراجع منسوب سد "بوهمدان" يهدد منتوج الطماطم

يواجه موسم الطماطم الصناعية بولاية قالمة هذه السنة، تحديات صعبة، بسبب التراجع الكبير الذي يشهده منسوب مياه سد "بوهمدان"، المغذي الرئيسي لمحيط السقي ببوشقوف، المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، والذي يحتاج إلى نشاط هيدروغرافي قوي بالحوض الممتد من سهل الجنوب الكبير، على الحدود مع ولاية قسنطينة، إلى غاية الحدود مع ولاية سكيكدة، وإلى غاية بوشقوف في الجهة الشرقية مع ولاية سوق أهراس.

أدى شح الأمطار وموجة الجفاف التي ضربت ولاية قالمة، على غرار باقي ولايات الوطن خلال هذا الموسم، إلى انخفاض مياه أكبر سدود المنطقة المعروف بسد "بوهمدان"، حيث تراجع منسوب مياهه إلى 21 مليون متر مكعب، من مجموع طاقة استيعابه المقدرة بـ185 مليون متر مكعب. وأثارت هذه الوضعية مخاوف سكان الولاية، والفلاحين خاصة، حيث لا تكفي هذه الكمية للشرب وسقي المحاصيل الزراعية، إذ يستهلك قطاع السقي لوحده من 30 إلى 40 مليون متر مكعب في الموسم الواحد، ويستهلك السكان من 20 إلى 25 مليون متر مكعب من مياه الشرب.

في هذا الصدد، أوضح مدير الموارد المائية بولاية قالمة، نور الدين قرعيش لـ"المساء"، أن وضعية سد "بوهمدان"، لا تبعث عن الارتياح في الوقت الحالي، لكن الأمل مازال قائما في تساقط مزيد من الأمطار بحوض المصب، وانتعاش السد قبل حلول موسم غرس الطماطم الصناعية في منتصف شهر مارس الداخل، موضحا أنه إذا تواصلت موجة الجفاف إلى نهاية الربيع القادم، فإن احتياطي السد سينخفض أكثر، بسبب قوة الاستهلاك، لكنه سيبقى كافيا ـ حسبه- لتلبية حاجيات السكان خلال فصلي الصيف والخريف القادمين، فيما تعمل السلطات المحلية على إيجاد حلول لمشكل السقي وندرة المياه المخصصة لذلك، مؤكدا، أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة لتحديد كميات مياه الشرب المتاحة للسكان، خاصة أن الاحتياطات المائية محدودة، وشهر رمضان وفصل الصيف على الأبواب، ونظرا لمخزون السد الضعيف الذي لا يمكنه تلبية تزويد المنطقة بالماء الصالح للشرب وتزويد محيطات السقي.

أضاف المسؤول، أن مديرية الموارد المائية بالولاية، طلبت من وزارة الموارد المائية، التدخل من أجل الموافقة على تخصيص كمية من المياه لسقي المحاصيل الزراعية بالمحيط الكبير في الولاية، بصدور قرار وزاري، يقضي بتوجيه كمية 10 مليون متر مكعب على فترات، انطلاقا من سد "بوهمدان" لسقي الطماطم الصناعية، لاسيما أن ولاية قالمة تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطب زراعي كبير، وقاعدة للصناعات الغذائية، خاصة في إنتاج الطماطم الصناعية، واحتلت المراتب الأولى وطنيا لسنوات عديدة من حيث المردود العام، إذ وصل إلى 1200 قنطار في الهكتار، نتيجة الزيادة في المساحات المسقية ومساحات الغرس التي كانت مستغلة لإنتاج محاصيل أخرى، وكذا اندماج الفلاحين في هذه الشعبة، بالإضافة إلى الدعم والقروض التي تمنحها الدولة للمصانع التحويلية، إلى جانب توفر البذور والأسمدة والأدوية.

تجدر الإشارة، إلى أن والي قالمة، لبيبة ويناز، عقدت مؤخرا، اجتماعا خُصص لمتابعة وضعية قطاع الموارد المائية بالولاية، بحضور رؤساء الدوائر، ومدراء الموارد المائية، والمصالح الفلاحية، والديوان الوطني للسقي وصرف المياه، ووحدة الجزائرية للمياه، والديوان الوطني للتطهير، أسدت خلاله، توجيهات وشددت على المتابعة اليومية، وضرورة الإسراع في انطلاق المشاريع، وكذا إتمام الأعمال الجارية قبل حلول الفترة الصيفية، ومعالجة تسربات المياه الصالحة للشرب.