ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يستقبل الرئيس تبون
الجزائر – الكويت.. شراكة تاريخية ورؤية متطابقة
- 801
❊ توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الأخوة المتأصّلة
❊ توافق وجهات نظر ورؤى البلدين الشقيقين
❊ بعث اللجان المختلطة في عديد القطاعات وتقوية التعاون
❊ تحقيق عوامل نجاح القمة العربية بالجزائر
وصل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، إلى دولة الكويت في زيارة رسمية تدوم يومين، والتي تهدف وفق بيان رئاسة الجمهورية إلى "توطيد العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الأخوة المتأصلة بين الشعبين الشقيقين". وكان في استقبال الرئيس تبون بالمطار الأميري، ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وكبار المسؤولين في الدولة. وخص رئيس الجمهورية والوفد الوزاري المرافق له باستقبال رسمي في قاعة التشريفات الأميرية، حيث استمع رئيس الجمهورية وولي العهد الى النشيدين الوطنيين واستعرضا تشكيلة من الحرس الأميري. وعرفت العلاقات بين البلدين منذ بداية 2020 تحوّلا نوعيا، من خلال تبادل الرسائل بين قائدي البلدين وتنظيم عدة زيارات على مستوى الوزراء. وكان الرئيس تبون قد بعث يوم 31 جانفي الفارط برسالة إلى صاحب السمو، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، سلمه إياها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة خلال زيارته لهذا البلد.
وثمّن الجانبان الجزائري والكويتي خلالها "توافق وجهات نظر" ورؤى البلدين الشقيقين إزاء عديد القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم بشكل يؤكد على عمق العلاقات التي تربطهما، حيث أكدا إرادتهما السياسية الجادة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وتلقى الرئيس تبون نهاية سبتمبر الماضي رسالة خطية من أمير دولة الكويت، سلّمه إياها وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح خلال زيارته للجزائر. وتم خلال اللقاء "التأكيد على العلاقات التاريخية المتينة بين الشعبين الشقيقين، بالنظر إلى التوافق في الرؤى بين قيادتي الدولتين لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، كما تم "الاتفاق على بعث اللجان المختلطة في عديد المجالات". وخلال تلك الزيارة أكد وزيرا خارجية البلدين على "التوافق الذي يطبع مواقف الجزائر والكويت حول أهم القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك"، لاسيما ذات العلاقة بالعالم العربي والعمل المشترك لتحقيق عوامل نجاح القمة العربية المرتقبة بالجزائر وتعزيز التعاون العربي الإفريقي. وعقب الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، أكد وزير الخارجية الكويتي أن بلاده "ستكون أول المشاركين في القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر وآخر المغادرين لها".
نحو تعزيز التعاون الثنائي والشراكة
وفضلا عن تعاونهما الثنائي في المجال السياسي والديبلوماسي، تسعى الجزائر والكويت إلى تقوية التعاون في المجالات الاقتصادية، والطاقوية، والتجارية، والسياحية، والثقافية والاجتماعية. وفي هذا السياق، تم الاتفاق نهاية سبتمبر الماضي بالجزائر العاصمة على تنشيط اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين ووضع خطة لإرساء شراكة استراتيجية حقيقية وواعدة تشمل المجالات الاقتصادية، خاصة الاستثمارات المشتركة والتبادل الاقتصادي والتجاري. وتم، مؤخرا، بحث سبل إنشاء مجلس رجال أعمال جزائري-كويتي وتنظيم زيارة لمتعاملين كويتيين إلى الجزائر خلال السداسي الأول من السنة الجارية. واستعرض وزير التجارة كمال رزيق مع السفير الكويتي في المجال التجاري، سبل تعزيز وتطوير العلاقات التجارية وآفاقها المستقبلية بترتيب لقاءات مع المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين وكذا تنظيم معارض في كل من الكويت والجزائر، بالإضافة إلى امكانية استفادة الجزائر من التجربة الكويتية في المساحات التجارية الكبرى وسبل رفع الصادرات الجزائرية من مختلف المنتوجات الغذائية والفلاحية التي تتطلبها الأسواق الكويتية.
كما تباحث وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب مع السفير علاقات التعاون الثنائي والفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال المحروقات وخلق شراكات متبادلة المنفعة في إطار قانون المحروقات الجديد الذي يعرض العديد من المزايا للمستثمرين. وفي قطاع السياحة، تم التأكيد على ضرورة تفعيل وبعث اتفاق التعاون السياحي المبرم وترجمته إلى برنامج عمل فعلي للدفع بعلاقات التعاون والشراكة في ميدان السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي وترقيتها. وتربط الجزائر بالكويت عدة معاهدات في مختلف المجالات كاتفاقية للتعاون الثقافي والفني ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال البيئة والتعاون بين قطاعي الإعلام والاتصال والشباب والرياضة. كما يسجل المستثمرون الكويتيون حضورا بالجزائر في مجال الخدمات خاصة المالية والمصرفية. ويعتبربنكالخليج (AGB) الذي بدأ نشاطه بالجزائر سنة 2004 من أهم الاستثمارات الكويتية الخاصة بالجزائر، حيث يموّل البنك الذي يعد من أولى البنوك الخاصة التي فتحت فرعا لها بالجزائر، عدة مشاريع ومؤسسات عبر 61 وكالة منتشرة بمختلف الولايات.