تصعيد الخطاب الدبلوماسي وتأجيج الوضع الميداني

بوادر الحرب تلوح في الأفق الأوكراني

بوادر الحرب تلوح في الأفق الأوكراني
  • 527
ص. م ص. م

يبقى العالم يحبس أنفاسه مترقبا ما تخفيه تطورات الأزمة المتفجرة في أوكرانيا، في ظل تصعيد لهجة الخطاب الدبلوماسي والتطورات الميدانية الخطيرة  التي تدفع باتجاه المواجهة العسكرية. وواصلت الولايات المتحدة ومختلف الدول الأوروبية وعيدها برد قاس تجاه روسيا في حال أقدمت على اجتياح الأراضي الأوكرانية، وسط اتهامات واتهامات مضادة زادت في درجة تأزيم وضع ينذر بمفاجآت  لن تكون سارة للجميع. وبينما توعدت روسيا أمس، برد قوي ومؤلم على العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة عليها، سرعت أوكرانيا تحضيراتها لمواجهة ما وصفته بهجوم روسي وشيك ضدها. وأكدت الخارجية الروسية أمس، أنه ليس هناك مجال للشك.. سيكون هناك رد قوي على العقوبات ليس بالضرورة بالمثل ولكنه سيكون محسوبا ومؤلما للطرف الأمريكي.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أول أمس، عن حزمة أولى من العقوبات الاقتصادية والمالية ضد روسيا ستمنعها من ولوج الأسواق المالية الغربية، متوعدة بعقوبات أكثر شدة مازالت مطروحة على الطاولة في حال اتجه الوضع نحو مزيد من التصعيد مع أوكرانيا. وعززت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حزمة عقوبات اتخذها الاتحاد الأوروبي كان أكثرها وقعا على روسيا قرار ألمانيا بتعليق مشروع أنبوب الغاز العملاق "ستريم ـ 2" الذي كان سيزود ألمانيا وكل أوروبا بحوالي 60 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا ويدر على روسيا أموالا طائلة. ووجدت أوكرانيا في خضم هذا السجال الاستراتيجي نفسها في قلب صراع شرس ومسرح محتمل لحرب مدمرة بين قوتين عالميتين تقودها بالوكالة على أراضيها مما جعلها تطالب أمس، الغرب وروسيا معا بضمانات أمنية لحمايتها. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده بحاجة إلى ضمانات أمنية فورية وواضحة وملموسة لتفادي كارثة عسكرية وإنسانية في حال وصل الصدام إلى طريق مسدود. وذكر بأنه اقترح مرارا بعقد لقاء قمة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أجل إيجاد مخرج سلمي لأزمة بقيت تتفاعل على نار هادئة طيلة عدة اشهر قبل أن تبلغ الآن  مرحلة الغليان قبل الانفجار.

ولكن الرئيس الروسي، كانت له قناعات أخرى عندما اعتمد لهجة أكثر حدة ضد أوكرانيا ومسؤوليها الذين وصفهم بأنهم "شيطانيون ومتعصبون ومصممون على تهديد روسيا، في إشارة إلى إصرار كييف على الانضمام إلى عضوية حلف "الناتو" الذي عارضته موسكو وجعلت ذلك خطا أحمر لا يمكن التسامح مع كل من يتخطاه. واتهم بوتين، أوكرانيا بانتهاج سياسة إبادة ضد الناطقين بالروسية فوق أراضيها،  متهما إياها بأنها دولة بلا شرعية تاريخية  تعمل على جعل نفسها نظاما نازيا جديدا برعاية الغرب لإبادة المتحدثين الروس في دونباس". وذهب وزير الدفاع الروسي، سيرغي شوايغو، إلى أبعد من ذلك عندما اتهم كييف بالسعي لامتلاك قنبلة نووية. وهو ما رأى فيه الغرب أنها حجج ومبررات تدفع بها موسكو تمهيدا لشن هجوم عسكري على أوكرانيا ومحاصرتها. ودفعت هذه التطورات المتصاعدة بالأمين العام الاممي، انطونيو غوتيريس، الى الخروج أمس، عن صمته بعدما حذّر بأن العالم في مواجهة "لحظة خطر" حيث ندد بما وصفها بـ"الخروقات التي ترتكبها موسكو ضد كييف. ووصف غوتيريس، في افتتاح اجتماع للجمعية العامة الأممية أمس، "قرار روسيا الاعتراف باستقلال مناطق دونيتسك ولوغانسك وخارجها، انتهاكا لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا وتتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة"