فوضى سلاح ومعارك عنيفة بكييف

أوكرانيا تحت نيران المدفعية والقصف الروسي

أوكرانيا تحت نيران المدفعية والقصف الروسي
  • 617
ق. د ق. د

أمرت روسيا أمس، قواتها العسكرية بشن هجمات على جميع المحاور وجبهات المواجهة مع القوات الأوكرانية بعد رفضها التفاوض وفق شروط موسكو التي تصر على ضرورة وضع الجيش الأوكراني سلاحه ضمن شرط اعتبرته كييف بأنه استسلام مبطن. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إصدارها أوامر لوحداتها بشن هجوم في جميع الاتجاهات في اطار عملياتها العسكرية وذلك بعد إعلان الرئاسة الاوكرانية، رفض التفاوض مع روسيا ضمن طرح عرضته موسكو وأعلنت استعدادها الدخول فيها لكن شريطة وضع الجيش الأوكراني للسلاح سارع الرئيس الأوكراني إلى رفضه. مؤكدا أن قواته تقوم بالدفاع عن بلاده وأنه لا يزال في كييف ولن يغادرها. كما أكد فلوديمير زيلينسكي، أن الجيش الأوكراني يسيطر على كييف والمدن الرئيسية المحيطة بالعاصمة ضمن حرب اعلامية شرسة يسعى كل طرف لإظهار أنه ألحق خسائر بعدوه وتمكنه منه. 

وأعلنت السلطات الأوكرانية أمس، عن سقوط قرابة 200 قتيل في صفوف المدنيين من بينهم ثلاثة أطفال واصابة ما لا يقل عن 1115 آخرين في الهجمات التي تشنها القوات الروسية. وتحدثت عن انفجارات وتبادل اطلاق نار في كييف دون ان توضح طرفيه. وقالت بأن مدينة كييف تشهد "أعمالا قتالية نشطة"، مطالبة السكان بتوخي "الهدوء واليقظة". وتشهد العاصمة الأوكرانية التي تعيش على فوضى السلاح تشديد حظر التجول، حيث أعلنت أي شخص في الشارع بعد الخامسة مساء والى الثامن من صباحا "عدوا". وقال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف إنه "سيعتبر جميع المدنيين الموجودين في الشوارع خلال فترة حظر التجول اعضاء في مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للعدو". من جهتها أعلنت روسيا أنها استهدفت بنى تحية عسكرية أوكرانية بالصواريخ الجوية والبحرية في اليوم الثالث من العملية العسكرية. وقال ايغور كوناشانكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إن قوات بلاده ضربت مواقع عسكرية أوكرانية بأسلحة عالية الضغط والمدى الطويل باستخدام قذائف صاروخية بحرية وجوية.

وأضاف أن الجيش الروسي، بسط سيطرته على مدينة ميليتوبول الواقعة في جنوب اوكرانيا، وغير البعيدة عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014. وبالمجمل فقد أشار المسؤول العسكري الروسي، الى أن القوات الروسية دمرت 821 موقع عسكري منها 14 مطارا. واستخدمت روسيا مساء أول أمس، حق النقض ضد مشروع قرار مجلس الأمن الدولي، صاغته الولايات المتحدة وألبانيا أدان "بأشد العبارات عدوانها على أوكرانيا" ويدعوها إلى سحب قواتها من هذا البلد "فورا"، وصوت 11 عضوا من أعضاء المجلس الـ15 لصالح النص بينما امتنعت عن التصويت ثلاث دول هي الصين والهند والإمارات.

دعم غربي للجيش الأوكراني

أعلنت معظم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة أمس، تقديم دعم عسكري يمتثل في إرسال أسلحة وعتاد عسكري لدعم الجيش الاوكراني في حربه مع روسيا التي دخلت أمس، يومها الثالث. وبينما أعلنت الولايات المتحدة التي سبق وأكدت أنها لن ترسل قوات الى أوكرانيا بدعم عسكري لهذه الاخيرة بقيمة 350 مليون دولار، تعتزم هولندا إرسال 200 صاروخ أمريكي مضاد للطائرات الى الجيش الاوكراني في القريب العاجل، في حين أعلنت جمهورية التشيك إرسال في الساعات القادمة أسلحة بقيمة 8.7 مليون دولار الى أوكرانيا، بينما أكدت بلجيكا تزويد كييف بألفين بندقية رشاشة و3800 طم من الفيول. وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن أسلحة ومعدات عسكرية في طريقها الى أوكرانيا من حلفاء كييف الأوروبيين والأمريكان الذين يرفضون إرسال أي قوات عسكرية الى أوكرانيا التي رأت في الموقف الغربي بمثابة تخلي صريح عنها وتركوها في مواجهة مصيرها المحتوم مع روسيا.

وزاد تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أول أمس، بخصوص أن حلف (الناتو) سيدافع عن كل شبر من أراضي بلدان المنظمة الأطلسية، ليؤكد عدم توجه هذا الاخير الى الخيار العسكري باعتبار أن أوكرانيا ليست عضوا فيه. وبذلك تكتفي الدول الغربية بتشديد عقوباتها الاقتصادية والمالية التي مست حتى شخص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزيره للخارجية سيرغي لافروف، والتي أكدت واشنطن أنه قد لا يكون لها أثر سريع على الاقتصادي الروسي لكنها ستكون موجعة على المدى المتوسط والبعيد. ولكن لأوكرانيا رأي آخر وهي التي لا تزال تضغط باتجاه دفع حلفائها الى فرض أقصى عقوبة مالية ضد روسيا بإخراجها من نظام "سويفت" للتعاملات البنكية الدولية، والذي تبدي كل من برلين وبودابيست تحفظا على اللجوء لمثل هذه الخطوة التي توصف بـ "القنبلة النووية المالية" لما لها من تأثيرات وخيمة ليس فقط على الاقتصاد الروسي، ولكن أيضا على الاقتصاد الألماني والمجري وحتى دول الاتحاد الأوروبي.