المدية

اقتراح أربعة معالم تاريخية للتصنيف

اقتراح أربعة معالم تاريخية للتصنيف
  • 761
ق. ث ق. ث

اقتُرح على اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، أربعة معالم تاريخية متواجدة بمدينة المدية، وتعود إلى الفترات الرومانية والعثمانية لتصنيفها ضمن التراث الوطني، وفق ما عُلم من المديرية المحلية للثقافة والفنون. وأوضح رئيس مصلحة حماية التراث أحمد مربوش لوأج، أن هذا المسعى "سيوفر للقطاع الثقافي إطارا قانونيا، من شأنه المساعدة في الحفاظ على التراث التاريخي المحلي من جهة، وتثمينه من جهة أخرى"، كما ذكر أن طلب التصنيف يخص قناة نقل المياه القديمة بالمدية، ومئذنتي مسجدي "الأحمر" و"العتيق"، وكذا "حوش الباي"، وهي المعالم التي تُعد من آخر آثار الفترتين الرومانية والعثمانية، التي لم يأت عليها الزمن، ولا أيدي الإنسان.

قناة المدية عبارة عن منشأة مائية قديمة، كانت تُستغل، في الماضي، في نقل المياه إلى ثكنة عسكرية نُصبت أثناء تشييد مدينة لامبديا ابتداء من القرن الثاني قبل الميلاد. وأكد مربوش أن هذه المنشأة التي بقيت محافظة على بنيتها الأصلية نسبيا رغم نقص الصيانة، "مهددة، حاليا، بالتوسع العمراني الفوضوي"، ما استدعى، كما قال، اقتراح تصنيفها من طرف مديرية القطاع، بهدف حمايتها. أما بخصوص مئذنة جامع الأحمر، فتعود إلى أواخر القرن السادس عشر، وتمثل آخر الآثار المعمارية لهذا المسجد الذي شيده العثمانيون، قبل تحويله إلى كنيسة خلال الفترة الاستعمارية، ثم تعرضه للإهمال والتدهور، إذ لم يتبق منه سوى هذه المئذنة التي أُنقذت بصفة "استعجالية"، بفضل عملية ترميم أُنجزت عام 2007. وفي ما يخص المعلم الثالث المقترح للتصنيف، وهو مئذنة جامع "العتيق" أو "الحنفي"، فقد كان مسجدا لأتباع المذهب الحنفي، الذين استقروا بمدينة المدية خلال العهد العثماني. ورغم الحالة الجيدة لهذا المسجد الذي شيده الباي مراد عام 1583، فقد أضحى، حاليا، مهددا بالتوسع العمراني الفوضوي الجاري بالجوار.

أما المعلم الأخير المدرج ضمن هذه القائمة المقترحة للتصنيف والحماية من أيدي الإنسان المدمرة، فهو "حوش الباي"، الإقامة الثانية للباي مصطفى بومزراق آخر بياليك التيتري بين 1819 و1830. ويتمثل هذا المعلم في إقامة صيفية، استقبلت العديد من البايات الذين توالوا على حكم منطقة المدية من نهاية القرن الثامن عشر إلى غاية بداية الغزو الفرنسي، حيث أُهمل، واحتُل من طرف سكان غير شرعيين لعدة عقود من الزمن. وأكد أحمد مربوش على استعادة هذا الموقع مؤخرا من طرف المديرية الثقافية، واستفادته من عدة عمليات صيانة، لحمايته من التدهور الكلي، في انتظار تسجيل عملية ترميم للموقع.