التطوع في زمن الكوارث والأزمات
تكوين 5428 مسعف بالبليدة
- 790
بادرت مديرية الحماية المدنية لولاية البليدة، إلى تنظيم يوم إعلامي تحسيسي حول التطوع في زمن الكوارث الطبيعية والأزمات، موجه للمسعفين المتطوعين، من أجل نشر ثقافة الإسعاف في حال وقوع الكوارث بطريقة علمية نظامية، حفاظا على الأرواح، تحت شعار "المسعف المتطوع بين العشوائية والتنظيم في زمن الأزمات والكوارث". عرف اليوم التحسيسي الذي احتضنته قاعة المحاضرات بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية الشهيد "يحياوي بن مالك"، تنظيم عدد من الورشات حول الإسعافات الأولية، لتجديد المعلومات حول طرق الإسعاف والإنقاذ، مشاركة نوعية لعدد كبير من المتطوعين الذين سبق لهم وأن استفادوا من دورات تكوينية حول الإسعافات الأولية قبل جائحة "كورونا"، والتي مكنتهم من التدخل لتقديم الإسعافات الأولية لمن يحتاجون إليها، سواء داخل البيت العائلي أو في محيط العمل، وهو ما جاء على لسان الشابة "إيمان. ن" صيدلانية، أوضحت في معرض حديثها لـ"المساء"، أن مهنتها تفرض عليها أن تكون على اطلاع بكل ما يخص الإسعافات الأولية، الأمر الذي جعلها تقبل على التسجيل لدى مصالح الحماية المدنية، من أجل الاستفادة وتعلم التقنيات الخاصة بالإسعافات الأولية.
بينما أوضحت أخرى بأنها تمكنت، بفضل اكتساب عدد من المهارات الخاصة بالإسعافات الأولية، من التدخل لإنقاذ أحد تلامذتها، بعدما أصيبت بنوبة سكري، بينما أوضح عبدالرحمان يخلف، طالب بجامعة البليدة "1"، أنه منخرط في الكشافة الإسلامية، وبحكم أنه متطوع، ارتأى أن يتعلم الإسعافات الأولية، التي تمكنه من التدخل لإسعاف كل من يحتاج إليه، سواء على مستوى النشاط الكشفي أو في حياته اليومية. حسب المكلف بالاتصال عادل الزغايمي، فإن مصالح الحماية المدنية على مستوى ولاية البليدة، ومنذ 2010، تمكنت من تكوين 5428 مواطن في إطار "مسعف لكل عائلة"، من بينهم 3133 رجل و2295 امرأة، ويقول في هذا الصدد: "انطلقنا في تكوين فئة أخرى، وهي المسعف المتطوع الجواري، إذ تمكنت مصالح الحماية المدنية من تكوين على مستوى 10 وحدات بتعداد 12 مسعفا في كل وحدة، ما يعادل 120 مسعف"، مشيرا إلى أن العمل الجواري غاية في الأهمية في تقديم الإسعافات عند حدوث الأزمات والكوارث، إلى غاية وصول فرق الحماية المدنية.
أوضح ذات المسؤول، بأن مصالح الحماية المدنية على مستوى الولاية، أعادت ربط الصلة بين المتطوعين ومصالح الحماية المدنية، بعدما توقف التكوين طيلة فترة الجائحة، من أجل استئناف النشاط التكويني، لتمكين المسعفين من التطوع إلى جانب أعوان الحماية المدنية، بالموازاة مع مساعي تكوين مكونين مختصين". مشيرا في السياق، إلى أن العمل الذي تعول عليه مصالح الحماية المدنية، هو "تكوين المسعف المتطوع الجواري، الذي يعول عليه بعد تكوينه، من أجل أن يتعرف على حدوده والتزاماته في حال وقوع الكوارث، من خلال التكوين النوعي الذي يتم المراهنة عليه، للوصول إلى تكوين مسعف في كل عائلة وحي وبلدية وولاية". حول مدى درجة الوعي لدى مختلف الشرائح العمرية بأهمية التكوين فيما يتعلق بالإسعافات الأولية، أكد محدثنا "بأن جائحة كورونا رفعت نسبة الوعي، فضلا على وقوع الكوارث التي تتطلب التدخل على الأقل، لتقديم أبسط إجراءات الإسعافات الأولية، كلها عوامل رفعت نسبة الوعي، وشجعت الكثيرين على التقرب من أجل الاستفادة من هذه التكوينات، للمساهمة في إنقاذ الأرواح".