قواته تحاصر العاصمة كييف وتكثف قصفها على مدن أوكرانية

الجيش الروسي يسرع من وتيرة عملياته العسكرية

الجيش الروسي يسرع من وتيرة عملياته العسكرية
  • 579
ق. د ق. د

تدخل الحرب الروسية ـ الأوكرانية أسبوعها الثالث ولا مؤشرات على قرب انتهائها، على الأقل في المنظور القريب في ظل مواصلة القوات الروسية لعمليات القصف المكثف على البنى التحتية العسكرية والأمنية ومختلف المنشآت في المدن الأوكرانية وتقدمها باتجاه العاصمة كييف ومحاصرتها. شددت القوات الروسية أمس حصارها من حول العاصمة الأوكرانية، كييف مواصلة تقدمها التدريجي إلى ضواحيها في وقت كثفت فيه من عمليات قصفها على مدن ميكولاييف وماريوبول. ودوت صافرات الإنذار كل مناطق البلاد وخاصة في العاصمة كييف ومدن اوديسا ودنيلرو وخاركيف، حيث دمرت الغارات الروسية مطار فاسيلكيف الواقع على بعد 40 كلم إلى جنوب مدينة كييف ومخزنا للنفط. وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية واصلت محاصرة مدينة كييف بعد أن احتلت ضواحيها في محاولة للقضاء على مجموعات المقاومة في غرب وشمال العاصمة ضمن مسعى لعزلها عن بعضها البعض.

وذكرت تقارير إعلامية، أن عمليات القصف التي طالت  مدينة ميكولاييف في جنوب البلاد  لم تتوقف طيلة ليلة السبت إلى الأحد في نفس الوقت الذي دخل فيه الحصار المفروض على مدينة ماريوبول يومه الثاني عشر مما أدى إلى انقطاع إمدادات الغذاء والماء والغاز والكهرباء والاتصالات ضمن وضعية كارثية وصفتها منظمة "مراسلون بلا حدود" بأنها "شبه ميؤوس منها"، خاصة وأن رئيس الدبلوماسية الأوكرانية، دميترو كوليبا، تحدث عن مقتل ما لا يقل عن 1582 مدني. ولا يمكن التأكد من حصيلة الضحايا سواء المدنيين أو العسكريين من الجانبين في ظل استمرار تضارب المعلومات وحرب البيانات التي يسعى كل طرف تحميل الطرف الآخر مسؤولية استهداف العزل من المدنيين. وفي هذا السياق نفى أمس مسؤول عن أحد المساجد بماريبول ما روّجت له السلطات الأوكرانية بمقتل ما لا يقل عن 80 شخصا مدنيا في قصف روسي كانوا قد احتموا في مسجد بهذه المنطقة. وقال في تصريح صحفي أن "الروس قصفوا منطقة على بعد كيلومترين من المسجد، في حين سقطت  قنبلة على بعد 700 متر".

من جهته ندّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بما وصفها بـ"انتهاكات صارخة" لحقوق الإنسان اتهم القوات الأوكرانية باقترافها من "اغتيالات خارج نطاق القضاء للمعارضين" و"أخذ المدنيين رهائن" و"استخدامهم كدروع بشرية" وكذلك "نشر الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية وبالقرب من المستشفيات والمدارس والحدائق". وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أمس مع الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، اولف تشولز، اللذين لا زالا يصران على حل دبلوماسي لإخماد نيران الحرب المشتعلة في أوكرانيا والتي تزداد ضراوة مع مرور الأيام. وجاء الاتصال بعد لقاء جمع وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا برعاية تركية ضمن أول لقاء رفيع المستوى بين الجانبين، أحيا الأمل في إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي لإنهاء حرب يجمع متابعون أن كلمة الحسم فيها لا تزال تتأرجح بين نيران المدفعية وأزيز الطائرات.  ومع استمرار الحرب وعدم قدرة الجيش الروسي حسم عمليته العسكرية الخاصة في أقصر مدة كما راهنت على ذلك موسكو، تبقى هذه الأخيرة في مواجهة مزيد من العقوبات الاقتصادية التي تستهدف اقتصادها وعزلها عن العالم.

فبينما أعلنت ألمانيا التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على مصادر الطاقة الروسية أنها تخطط لتكون قادرة على الاستغناء عن الفحم الروسي بداية من الخريف القادم والنفط  الروسي بحلول نهاية العام ، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تشديد خناقها من خلال فرض مزيد من العقوبات القاسية. ومن بين تداعيات هذه العقوبات تحذير وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" من خطر سقوط محطة الفضاء الدولية بسبب العقوبات الغربية على روسيا والتي استهدفت بالدرجة الأولى الجانب المالي والمحروقات والتجاري. وطالبت "روس كوسموس" الغرب برفع العقوبات المفروضة على مؤسسات تابعة لها، محذرة من أن هذه الاجراءات العقابية قد تؤدي الى تحطم محطة الفضاء الدولية التي يصل وزنها الى 500 طن، مع نشرها لخريطة تظهر الأماكن المحتملة سقوطها عليها.