"سيلا " بشعار "الكتاب جسر الذاكرة"

عرض 300 ألف عنوان..ومنع 185 آخر لهذه الأسباب

عرض 300 ألف عنوان..ومنع 185 آخر لهذه الأسباب
  • القراءات: 533
نوال جاوت نوال جاوت

كشف السيد حسن منجور المكلف بتسيير مديرية الكتاب والمطالعة بوزارة الثقافة لـ"المساء" عن التحفظ على 185 عنوان ومنعه من العرض في الدورة الخامسة والعشرين من معرض الجزائر الدولي للكتاب المزمع تنظيمه من 24 مارس الحالي إلى 1 أفريل الداخل بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، تحت شعار "الكتاب جسر الذاكرة". وأوضح السيد منجور أنّ التحفظ جاء بناء على المادة الثامنة من قانون 15-13 المتعلق بأنشطة وسوق الكتاب، التي تنص على إلزامية احترام قوانين الجمهورية والسيادة الوطنية وكذا القيم الثقافية للمجتمع فضلا عن كرامة الإنسان والحريات الفردية والجماعية. وتعقيبا على السيد منجور، أوضح محافظ المعرض السيد محمد ايقرب خلال الندوة الصحفية التي نظمتها محافظة الصالون، أمس، بالمكتبة الوطنية، أن هذا العدد يعتبر "ضئيلا" مقارنة بعدد العناوين التي ستُعرض للجمهور والمقدّر بـ300 ألف عنوان في مختلف روافد الفكر والمعرفة، مؤكدا أنّ الأولوية منحت للكتب العلمية والجامعية والأدبية، فيما يعرف الإقبال على الكتاب الديني تراجعا معتبرا خلال الدورات السابقة.

وعن انخفاض عدد دور النشر الوطنية بنسبة 12% في هذه الدورة، خاصة مع التدابير المحفّزة على المشاركة، آخرها قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القاضي بإعفاء دور النشر الجزائرية من أعباء استغلال الأجنحة، رد السيد إيقرب على سؤال "المساء" بالإشارة إلى أن جائحة "كوفيد 19" أثرت بشكل كبير على عالم صناعة الكتاب، مضيفا بأن الناشرين الجزائريين ليسوا بمنأى عن ذلك، قبل أن يستطرد بالقول "لقد أعطيت الأولوية لمشاركة دور النشر الجزائرية ونسبة 12% تعدّ ضئيلة مقارنة بالعدد الاجمالي لدور النشر المشاركة والمقدّر بـ1250 عارض من 36 دولة"، متوقفا عند الزيادة المطردة لعدد العارضين، حيث تضاعف بنسبة 42,7% بين 2011 و2016، وارتفع من 521 إلى 910 عارض ثم تجاوز عتبة الألف (1015 عارض) في دورة 2018. وفيما اعتبر من السابق لأوانه الحديث عن تنظيم الدورة 26 من "سيلا" في أواخر أكتوبر القادم، قدّر المحافظ ميزانية الدورة الخامسة والعشرين من الصالون بـ8 ملايير سنتيم، وتابع بالقول إن الدورة 25 "استثنائية" بعد عامين من التوقف بسبب الجائحة، وأضاف أنّ هذه الدورة لا بدّ أن تتيح استئناف المعرض السنوي "الذي لم ينقطع من قبل، حتى يزرع الأمل في قطاع الكتاب الذي عانى بشكل حاد من هذه الكارثة العالمية، لأن الناشرين والموزعين وبائعي الكتب وغيرهم من المهنيين في سلسلة الكتاب، في حاجة ماسة لاستعادة أنشطتهم وصلتهم بجمهورهم المتأثر بانقطاعهم لعامين".

"سيلا" في يوبيلها الفضي ستستضيف إيطاليا، في محطة رمزية رفيعة تعكس الروابط التاريخية والتراثية والشراكات الناشئة التي تجمع الجزائر وإيطاليا. في هذا الصدد، قال مساعد رئيس البعثة بسفارة إيطاليا بالجزائر، "سعداء بهذا الاختيار وسنعمل على انجاح هذا الموعد بحضور أدبي وفكري نوعي يكون بمستوى متانة العلاقات البينية". من جهته، تحدّث الأستاذ عبد الكريم أوزغلة عن البرنامج الثقافي المرافق للصالون، مشيرا إلى أنّ الشعار العام المختار "الكتاب جسر الذاكرة" سينعكس على المواضيع المطروحة للإثراء والنقاش، وقال "روعيت في البرنامج مجموعة معايير تستجيب للسياق الراهن بكل أبعاده، بداية من الاحتفال بستينية الاستقلال إلى الظرف الحيوي الذي تشهده الجزائر وبقية أقطار العالم (كوفيد 19) وكذا الروح التفاؤلية التي تسكن الانسان بطبعه وبصفة خاصة الجزائريين، وكذا الوفاء للذاكرة والإسهام في المجهود الحضاري لهذا المحفل".

واستعرض أوزغلة الخطوط العامة للبرنامج الذي يحمل ما يقارب 50 نشاطا تتباين بين اللقاءات التكريمية والمواعيد التاريخية، ناهيك عن المنصات والندوات على غرار ندوة "النشر، التاريخ وكتاب الذاكرة"، "الآداب الإفريقية ضمن عولمة متطورة"، "الرواية والتاريخ"،  "الجوائز الأدبية.. وماذا بعد؟"، "ايطاليا والثورة التحريرية"، "الترجمة، الراهن والآفاق"، "أشكال الكتابة الأدبية في الجزائر اليوم"، وغيرها من المواعيد التي تستضيف عددا من المبدعين والباحثين الجزائريين والأجانب. للإشارة، أطلقت محافظة صالون الجزائر الدولي للكتاب منصة رقمية تمنح وجودا افتراضيا، حيث تسمح المنصة بالتجول في أجنحة المعرض واقتناء الكتب عن بعد، ناهيك عن تطبيق "سيلا" على الهاتف النقال.