اليوبيل الفضي لـ"سيلا"

شرف وسعادة وتحد

شرف وسعادة وتحد
  • القراءات: 457
نوال جاوت نوال جاوت

"شرف، سعادة وتحد"، بهذا وصف محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب محمد ايقرب  تنظيم الدورة الخامسة والعشرين التي ستنطلق في الرابع والعشرين مارس الجاري، حيث أكّد في رسالته بالمناسبة أنّه "شرف، لأنّ الأمر يتعلّق من دون شك بأهم تظاهرة شعبية في البلاد، سعادة لاحتفاله باليوبيل الفني وربع قرن من الوجود، وتحدِّ لأنّها دورة استثنائية لكنها متطلعة للمستقبل"وعدّد ايقرب مرتكزات الشرف، حيث قال "سرعان ما حظيت بتأييد جمهور واسع ومتنوع يحضرها بقوة، حيث كان يتجاوز عدد الوافدين إليها في كلّ طبعة من طبعاتها الأخيرة مليون زيارة".

وأضاف "ننوّه أيضاً بجاذبية سيلا الممتدة عبر التراب الوطني بأكمله إذ يأتي زواره من جميع أنحاء الجزائر"واعتبر المحافظ، معرض الجزائر الدولي للكتاب "واحدا من أكثر المعارض ازدحامًا في العالم، ما سمح له، بالبقاء إلى حدّ ما وبانتظام كرائد لمعارض الكتاب في العالم العربي وإفريقيا والبحر المتوسط"، مشيرا إلى أنّ مشاركة العارضين، زاد بشكل مطرد خلال الطبعات المتوالية ما عزّز شهرتها الدولية بينما تم التعبير عن الإقبال المتحمّس عليها في البلاد بارتفاع عدد الزوّار.

تقليد وطني هادئ وحميمي

الباعث على السعادة، حسب ايقرب، ما يجسّده هذا الموعد الثقافي العظيم الخاص أصلاً بالكتاب بعد أن تخطى أشواطًا معتبرة بطبعاته الخمسة وعشرين التي تعطي سيلا بعدًا رمزيًا عبر مسيرة ربع قرن. فمن خلال ترسيخ جذوره على مرّ الزمن، نجح الصالون في بلورة صورته كأهم تظاهرة ثقافية جزائرية، الأولى في رزنامة التظاهرات عبر كل القطاعات مُجتمعة، إذ لم يكتف بالحفاظ فقط على استمراره بل بالتحسين المتواصل لأدائه، وهو الأمر الذي يستدعي الاعتراف لكلّ من كان لهم منذ البداية يد في تنظيمه أو المشاركة فيه كمؤسسات وأفراد بأي صفة كانت"وبعيدًا عن مهامه وأهدافه، تحدّث المحافظ، عن "سيلا" الذي أصبح تقليدًا وطنيًا حديثًا على مرّ السنين، اتّخذ ألوان الاحتفال بأسمى معاني الكلمة، يجمع في جوّ هادئ وحميمي كافة أطياف المجتمع حول الكتاب كعلامة للمعارف والقيم والمشاعر.

من أكبر المعارض إلى أفضلها

يكمن التحدي، وفق ايقرب، في تنظيم هذه الطبعة بعد عامين من التوقّف في سياق الوباء الذي عرفته البشرية وما زالت تعرفه، حيث اضطرت معظم معارض الكتب حول العالم للتخلي عن إقامتها، ولكن في الوقت الحالي تعود المياه إلى مجاريها، وقال "يجب أن تتيح الطبعة الخامسة والعشرون من سيلا استئناف المعرض السنوي الذي لم ينقطع أبدًا من قبل حتى يُزرع الأمل في قطاع الكتاب الذي عانى بشكل حاد من هذه الكارثة العالمية لأن الناشرين والموزعين وبائعي الكتب وغيرهم من المتخصصين في سلسلة الكتاب، وبالتالي المؤلفين، في حاجة ماسة لاستعادة أنشطتهم وصلتهم  بجمهورهم المتأثر بانقطاعهم لعامين كاملين"الدورة الجديدة من معرض الجزائر، يريدها ايقرب، متطلّعة للمستقبل، وهنا يؤكّد "كان الشغل الشاغل هو دعم مهنيي قطاع الكتاب بقدر ما يستطيعه الصالون من خلال قرار  منح مجانية إيجار كافة أجنحة الصالون للناشرين الوطنيين والأجانب على حد سواء، حيث أوضح رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بطريقة ملموسة ومُعَبرة كل الاهتمام الذي توليه الدولة للكتاب وللقراءة كأساس للتقدم واقتصاد المعرفةويضيف المحافظ "بصمة سيلا تجلت منذ البداية في كنف الأمل والإرادة وأنه استمر بنفس الطريقة، حيث تقدّم تدريجيًا متخطيًا مراحل مهمة بفضل الخبرة المكتسبة وأيضًا الانتقادات السخية المُقَدمة بشكل أساسي من طرف الزوار أو وسائل الإعلام التي سمحت باستدراك جوانب عديدة من التنظيم أو البرامج، حتى لو كانت هناك دائمًا خطوات أخرى يجب اتخاذها كي ينتقل سيلا من دائرة أكبر المعارض للكتاب إلى واحد من أفضلها".