الحرب الروسية - الأوكرانية تدخل شهرها الثاني
موسكو تتهم واشنطن بعرقلة المفاوضات مع كييف
- 520
يمر اليوم شهر كامل على اندلاع الحرب الروسية ـ الأوكرانية ولا يزال صوت الرصاص هو الطاغي على أرض الميدان في ظل مواصلة القوات الروسية عمليتها العسكرية "الخاصة" في أوكرانيا من جهة واستمرار الحرب النفسية والدعائية وسط تراشق الاتهامات بين مختلف الأطراف المتورطة فيها. وفي الوقت الذي تبقى فيه نافذة أمل مفتوحة في إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب، اتهمت موسكو، أمس، غريمتها واشنطن بعرقلة المفاوضات "الصعبة" الجارية بينها وبين كييف. وترى موسكو أن واشنطن تحاول من خلال هذه العرقلة "التحكم" في النظام العالمي بإشهارها سلاح العقوبات الذي اعتادت الولايات المتحدة استخدامه ضد أي دولة تخرج عن طوعها.
وحمل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الطرف الأوكراني بتعقيد العملية التفاوضية بخضوعه للضغط الأمريكي وقال إن "المفاوضات صعبة بسبب الموقف الاوكراني المتغير باستمرار"، مضيفا أنه "من الصعب التخلص من الشعور بأن زملائنا الأمريكيين يمسكون بأيديهم". وبينما انتقد رئيس الدبلوماسية الروسية، الدول الغربية لتزويدها أوكرانيا بالسلاح قصد "إبقاء موسكو وكييف أطول فترة ممكنة" في حالة حرب، وصف كبير المفاوضين الأوكرانيين، ميخاييلو بودولياك، المفاوضات مع موسكو بالصعبة، مشيرا إلى أنه لدى كييف مواقف واضحة ومبادئ. ودعا حلف "الناتو" الذي يعقد اليوم قمة لبحث الموقف، دعا الصين إلى الامتناع عن دعم المجهود الحربي الروسي ضد أوكرانيا، حيث اتهم الأمين العام للمنظمة الاطلسية، جينس ستولتنبورغ، بيكين بتوفير "دعم سياسي لموسكو بما في ذلك نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة حول الغزو الروسي لأوكرانيا".
ووجدت الصين نفسها في موضع شدّ وجذب بين موسكو التي تربطها علاقات استراتيجية وقوية وبين الغرب الذي يريد استمالتها إلى صفه لدعم موقفه من هذه الحرب المستمرة منذ شهر كامل دون مؤشرات لإنهائها على الاقل في المستقبل القريب. وبعد شهر منذ اندلاعها لا تزال كييف مهددة بالسقوط في يد القوات الروسية التي بلغت مواقع قريبة من العاصمة الأوكرانية من جهتي الشمال الغربي والشرق. ورغم حديث السلطات الأوكرانية، أمس، عن تراجع القوات الروسية على عدة جبهات خلال الايام القليلة الماضية، إلا أن العاصمة كييف بقيت من بين الأهداف الرئيسية للجيش الروسي الذي يفرض حصارا مشدّدا على عدة مدن رئيسية على غرار ماريوبول وخاركييف.