الشاف سلام توقّع "ذاكرة طبخ الجزائر"
توثيق لتراث محل نهبٍ ونسيان
- 814
وقّعت الشاف ياسمينة سلام بجناح المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، كتابها الجديد "ذاكرة طبخ الجزائر"، وهو الأول من نوعه، الذي يتناول هذا التاريخ الذي بقي مستترا وبعيدا عن البحث والتدوين، ما جعله عرضة للنهب والضياع. وأشارت الشاف ياسمينة خلال حديثها إلـى "المساء"، إلى أن كتابها ليس كتاب وصفات، وفي نفس الوقت ليس كتابا للتاريخ، فلهذا الأخير مختصوه. وقالت: "حاولت، لأول مرة في الجزائر التأريخ للأطباق الجزائرية منذ ظهورها قبل قرون، علما أن لكل حقبة تاريخية خصائصها ومؤثراتها التي بقيت بعض معالمها في المطبخ وأدواته وتقاليده".
وأضافت السيدة ياسمينة (مهندسة زراعية وأستاذة جامعية)، أنه لم يسبق لأي باحث أن تناول هذا الموضوع قبلها، حيث بقيت جوانب مهمة من هذا التاريخ الثقافي والاجتماعي مجهولة. واكتفى بعض المؤرخين والباحثين بالإشارة إلى هذا الموضوع من بعيد وفي سياقات أخرى، ولم يجد هذا المطبخ حظه من البحث العلمي الممنهج. كما أكدت محدثة "المساء" أنها تناولت الموضوع حسب المراحل التاريخية. ودعّمت ذلك بالصور الفوتوغرافية، ومن ذلك الحقبة النوميدية، والرومانية، والإسلامية، والأندلسية، والعثمانية وغيرها. وقالت السيدة سلام إن الهدف الذي توخته من هذا الكتاب، هو صد هجمات السطو على تراثنا ومطبخنا الجزائري الضارب في التاريخ، مشيرة إلى أن عدم التدوين والحفظ يجعل تراثنا يُسرق من الآخرين في وضح النهار. زيادة على أن الكتاب جاء ليحيي أطباقا جزائرية قديمة غابت اليوم، منها الطباهج، واللبلابي، وكفتة حسن باشا، والصنهاجي والمروزية، والمنمشة وغيرها، وكذا الزهور، منها الياسمين، وأدوات التقطير، والأواني، وأسماؤها، وطابع الحلوى.
وطبعا، فإن لكل طبق تاريخه، ومناسبة تقديمه، وجهته من التراب الجزائري الشاسع. وهناك أطباق ووصفات جزائرية قديمة يظن البعض أنها دخيلة، منها "بريوش لامونة"، والعجينة المورقة، وحلوى الفنيد مثلا، ولكل طبق حكاية، ووصفته المضبوطة تماما، كما كان يُطبخ منذ مئات السنين. ويتضمن الكتاب ذو الطبعة الراقية، لغة علمية وأدبية سلسة، تتجول بالقارئ بين العصور والأمكنة على خطى الوصفات، بحكايات ممتعة، وبتاريخ ثري، تراكمت فيه الثقافات. للإشارة، دخلت ياسمينة سلام مجال الطبخ في سن 7 سنوات في مسقط رأسها بميلة. وخاضت تجربة البحث والإنتاج والظهور الإعلامي منذ تقاعدها. كما أسست مشروعها "بيت جدي". وقدّمت مواد الطبخ التقليدي المصنوعة بورشتها، وسوّقتها، ما جلب لها الاهتمام حتى من وراء الحدود. وقصدها الأجانب للاستفادة من تجربتها في التراث بطرق علمية.