مؤرخون يجمعون:

الإيطاليون ساندوا الثورة الجزائرية

الإيطاليون ساندوا الثورة الجزائرية
  • القراءات: 968
لطيفــة داريــب لطيفــة داريــب

اتّفق مؤرّخون إيطاليون، حول موضوع مساندة الشعب الإيطالي للثورة الجزائرية، وأضافوا في الندوة التي نشّطوها، أوّل أمس، بفضاء إيطاليا بالمعرض الدولي للكتاب، أنّ الحكومة الإيطالية حاولت تحقيق التوازن بين تعاطفها مع المناضلين الجزائريين وعلاقاتها مع فرنسا. بهذه المناسبة، تحدّثت الكاتبة الإيطالية برونيا بانياتو عن كتابها "إيطاليا وحرب الجزائر 1954-1962" الذي ترجم إلى اللغة الفرنسية بدار "دحلب" في انتظار ترجمته إلى اللغة العربية أواخر السنة الجارية، فقالت إنّ الحكومة الإيطالية في الخمسينات من القرن الماضي اتبعت سياستين واحدة صريحة رسمية وثانية ضمنية.

وأضافت أنّ الحكومة الإيطالية سعت إلى الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع فرنسا وحلف الشمال الأطلسي، وفي نفس الوقت وتحت ضغط الرأي العام ساندت الثورة الجزائرية بشكل ضمني، مؤكّدة صعوبة هذا الوضع خاصة حينما يحصل تصادم بين الحالتينـ وتابعت أنّ ايطاليا أرادت النهوض بنفسها بعد حرب عالمية مدمّرة وكذا العودة إلى منظمة الأمم المتحدة، كما سعت إلى البحث عن مصادر ثروات جديدة خارج حدودها لمواجهة النمو الاقتصادي الذي عرفته في تلك السنوات، كما أشارت إلى دعم الإعلام الإيطالي للثورة الجزائرية وكدليل لذلك إجراء التلفزيون الحكومي الإيطالي لحوارات مع فرحات عباس. وكذا تنظيم مظاهرات أمام السفارة الفرنسية بروما. وتحدّثت بانياتو أيضا عن تنظيم أسبوع إعلامي حول الجزائر بإيطاليا أياما قبل مظاهرات ديسمبر 1960، ما دفع بالبرلمان الايطالي إلى تناول قضية استقلال الجزائر في جلسة مطوّلة. كما نظّمت محاضرة عام 1960 بروما حضر فيها بولحروف ممثل جبهة التحرير الجزائرية بإيطاليا وممثلين من فرنسا، وكذا ملتقى شارك فيه الرئيس الايطالي وبومنجل، ما اعتبرته فرنسا دليل على اختيار إيطاليا الوقوف بجانب المناضلين الجزائريين.

من جهته، تناول أندريا برازودورو وقوف التيار اليساري مع طلب استقلال الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي، حيث كانت المقاومة الجزائرية تذكرهم بمقاومتهم ضدّ الفاشية. وتحدّث اندريا عن الترجمات الكثيرة للكتب التي تناولت الثورة الجزائرية والتعذيب إلى اللغة الإيطالية وتأتي في مقدمتها ترجمة كتاب هنري علاق "السؤال"، حيث ترجمة عنوانه إلى "التعذيب"، وقدّم أندريا مثالا ببيرالي الذي زار المناطق التي كانت تأوي اللاجئين الجزائريين بتونس والمغرب وجمع شهاداتهم، كما انضم الى شبكة جونسون. بدوره، تحدّث ممثل مؤسّسة فلترينلي، السيد تارنتينو، عن الناشر جامي جاكيمو فلترينلي الذي أهتم بشكل كبير في نشر كتب مساندة للثورة الجزائرية ليس في ايطاليا وحسب، بل حتى في فرنسا لتعريف الرأي العام العالمي بالقضية الجزائرية. واعتمد تارنتينو على وثائق المؤسّسة لتبيان المساندة القوية للمناضلين الجزائريين من قبل فلترينلي، أبعد من ذلك فكلّ مدينة ميلانو مسقط راسه وقفت مع الجزائريين.