الغرب يتهم موسكو بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا

استئناف المفاوضات على وقع مشاهد الدمار والخراب

استئناف المفاوضات على وقع مشاهد الدمار والخراب
  • 484
ق. د ق. د

يستأنف الطرفان الروسي والأوكراني اليوم جولة مفاوضات جديدة على أمل التوصل إلى أرضية توافقية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ 24 فيفري الماضي وسط تفاؤل، تارة وتشاؤم تارة أخرى، يطبع تصريحات مسؤولي الجانبين بما يبقي حالة الترقب هي السائدة على حرب بدأت تكشف عن مخلفاتها المدمرة، على المستويين الإنساني والاقتصادي في أوكرانيا. واستبق رئيس الوفد الروسي المفاوض، فلاديمير ميدنيسكي، أمس، انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بنوع من الأمل في امكانية تحقيق اختراق على مسار الدفع باتجاه توصل الطرفين الى أرضية توافقية تنهي الحرب المستعرة بينهما.

وحسب المسؤول الروسي، فإن كييف أصبحت أكثر واقعية في مقاربتها حول وضعها المحايد وغير النووي الذي رفعته موسكو كواحد من أهم مطالبها لوقف عمليتها العسكرية على جارتها الغربية. وعدد ميدنيسكي جملة القضايا المتفق عليها إلى حد الآن والمتعلقة بالوضع المحايد وغير المنحاز وغير النووي لأوكرانيا ورفض نشر القوات الأجنبية والقواعد وأي أسلحة هجومية ورفض تطوير وانتاج أسلحة الدمار الشامل واجراء التدريبات بمشاركة طائرات أجنبية فقط بإذن من الدول الضامنة بما في ذلك روسيا وكذا إقامة  نظام ضمانات أمنية دولية لأوكرانيا المحايدة. وقال إن هذه القضايا التي تم التوصل إليها في اسطنبول هي نفسها التي سعت إليها روسيا باستمرار منذ عام 2014غير أن المسؤول الروسي، الذي أكد أن موقف بلاده من شبه جزيرة القرم ودونباس في المفاوضات لم يتغير، أشار إلى أن مشروع المعاهدة التي تخص كل هذه القضايا ليس جاهزا بعد لعرضه على رئيسي البلدين بما يؤكد أن مسار المفاوضات لا يزال طويلا وشاقا ويتطلب تقديم الطرف الأوكراني مزيدا من التنازلات.

ويتأكد ذلك خاصة وأن تصريح المسؤول الروسي جاء غداة قرار سحب قوات بلاده من ضواحي العاصمة كييف ومدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا لتركيز قواتها على مناطق الشرق والجنوب الواقعة تحت سيطرتها والتي لا يبدو ان القوات الروسية ستنسحب منها الا في حال قبلت كييف بشروط موسكو بخصوص اقليمي القرم ودونباس. وهو ما أكده كبير المفاوضين الأوكرانيين، ديفيد أرخاميا، الذي قال إن موسكو قبلت "شفويا" كل المقترحات الأوكرانية باستثناء تلك المتعلقة بشبه جزيرة القرم التي كانت ضمتها بالقوة عام 2014وتطالب كييف التي قبلت تحت ضغط المدفعية الروسية الوضع المحايد والتراجع عن المطالبة بالانضمام الى حلف الناتو باتفاق دولي توقعه عدة دول يكون ضامنا لأمنها في مواجهة أي اعتداء أو هجوم جديد من روسيا على أراضيها.

ولكن السؤال المطروح، هل يمكن لهذه المفاوضات أن تحقق المرجو منها في ظل ما يشهده الوضع الميداني من عمليات عسكرية من الجانبين لا تزال الغالبة على المشهد العام في أوكرانيا وسط اتهامات من كييف لموسكو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وجاءت هذه الاتهامات على لسان الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، الذي اتهم موسكو باقتراف ابادة جماعية في أوكرانيا بهدف القضاء على "الأمة"،  بعد اكتشاف  عشرات الجثثت ملقاة بعد انسحاب القوات الروسية من احدى المدن القريبة من العاصمة، كييف. وهي نفس الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة وحلف الناتو  وباقي الدول الأوروبية  التي عبرت أمس عن "صدمتها" للمشاهد التي نقلها الاعلام الغربي من مدينة بوتشا القريبة من العاصمة الأوكرانية بعد انسحاب القوات الروسية منها.