إثر تراجع عمارة عن الاستقالة ورفض أعضاء المكتب عودته

بيت "الفاف" على صفيح ساخن!

بيت "الفاف" على صفيح ساخن!
  • القراءات: 434
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

تسارعت الأحداث هذه الأيام، حول مستقبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي ما كان لها أن تدخل من جديد في خضم التوترات، هي في غنى عنها،  لولا فشل الفريق الوطني أمام نظيره الكاميروني، في تصفيات نهائيات كأس العالم 2022. الوضع الحالي الذي تعيشه الهيئة الفدرالية، ينذر بوقوع تقلبات عديدة بداخلها وفي محيطها، بعد تراجع رئيسها شرف الدين عمارة عن الاستقالة، التي أعلن عنها الخميس الفارط، في موقف توقعته الأوساط الكروية، التي لا زالت مصدومة مما حدث للفريق الوطني بملعب "مصطفى تشاكر". لكن عمارة لم يقرأ أي حساب، لما سينجر عن ذلك التصرف، وظهر بشكل واضح أن قلة تجربته وعدم إلمامه ببعض القوانين المسيرة لـ"الفاف"، والضغط الذي كان واقعا حوله، جعله يتسرع إلى الانسحاب دون استشارة المحيط القريب منه، المتمثل في أعضاء المكتب الفدرالي.

مصادر قريبة من هذا الأخير، كشفت لـ"المساء"، أن تسرع عمارة في تقديم استقالته، أظهرت الهوة الكبيرة الموجودة في علاقاته مع مساعديه في المكتب الفدرالي، الذين لم ينصحوه - ربما عمدا- بعدم اللجوء إلى هذا القرار، الذي انفرد به دون أن يعلم إن كان بوسعه إرغام كل أعضاء المكتب الفدرالي على الانسحاب، مثلما تمليه قوانين الفاف في مثل هذه الحالة، في الوقت الذي كانت الأغلبية الكبيرة من المكتب الفدرالي، تسعى إلى التعجيل برحيله، حتى يجدوا الأرضية سهلة أمامهم لتحقيق مآربهم، والدليل على ذلك، تصريح أكبر معارض له داخل المكتب الفدرالي عمار بهلول، الذي سارع أول أمس، إلى الإعلان عن رفضه لعودة شرف الدين عمارة: شرف الدين عمارة استقال بصفة رسمية، ولا يمكنه التراجع عن قراره، قوانين الهيئة الفدرالية تمنعه من استئناف نشاطه على رأس هذه الأخيرة، قال عمار بهلول، الذي أبان من خلال كلامه هذا، عن أنه لم يكن على خط واحد مع عمارة في مجال تسيير "الفاف"، مضيفا أنه كان الوحيد من بين أعضاء المكتب الفدرالي، الذي عارض سياسة تسيير الاتحادية.

غير أن مواقف وتصريحات عمار بهلول، قد لا تكون كافية لمنع رئيس الاتحادية من التراجع عن قراره، بعد أن أكد هذا الأخير، أنه أعلن فعلا عن استقالته، لكنه لم يحدد تاريخها، وبإمكانه إرجاءها إلى وقت لاحق، لاسيما أن لا أحد على مستوى الفاف أجبره على الانسحاب، ويبدو أن موقف عضو المكتب الفدرالي عمار بهلول من بقاء أو رحيل شرف الدين عمارة، لن يكون له أي وزن من الناحية القانونية، ما دام أن قوانين "الفاف" تفرض على رئيسها الإشراف، على تنظيم الجمعيتين العامة العادية والانتخابية قبل انسحابه، فضلا عن أن وزارة الشباب والرياضة، تكون قد كلفت شرف الدين عمارة بالإشراف على تنظيم الجمعية العامة القادمة لـ«الفاف، والتي لم يحدد بعد تاريخ انعقادها.

الخوف من تدويل انتخابات "الفاف"

تدخل وزارة الشباب والرياضة في موضوع الجمعية العامة له خلفياته، حيث ترفض الوصاية رفضا قاطعا أن يكون مسار تنظيم الجمعيتين العادية والانتخابية فوضوي، وترى أن تنظيم هذين الموعدين من طرف شرف الدين عمارة ضروري، من أجل إضفاء صفة الشرعية القانونية عليهما، فالوصاية تدرك تمام الإدراك أن الخروج عن القوانين المعمول بها في مثل هذه الحالة، قد يؤدي إلى تدويل هذه الانتخابات عن طريق تدخل الاتحادية الدولية لكرة القدم، المعروفة بصرامتها، لما يتعين الأمر بضرورة الحفاظ على الشرعية القانونية في كل عملية انتخابية للهيئات الرياضية، ولنا أن نتذكر التهديد شديد اللهجة، الذي ارسلته الهيئة الدولية لكرة القدم، أثناء التوترات التي رافقت عملية المصادقة على المشروع الجديد للقانون الأساسي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، فالخوف كل الخوف، أن يحصل تدخل الفيفا في حالة ما إذا تمسك أعضاء من المكتب الفدرالي، بعدم قبول تراجع شرف الدين عمارة عن الاستقالة، التي أعلن عنها الخميس الفارط.

أسماء معروفة مهتمة برئاسة "الفاف"

من جهة أخرى، فتح إعلان شرف الدين عمارة عن انسحابه من رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الباب لبعض الأسماء الرياضية المعروفة على الساحة الكروية، من أجل الترشح لهذا المنصب الحساس، الذي طالما أوقع أصحابه في مشاكل عويصة، أجبرتهم على تقديم الاستقالة قبل انتهاء عهدتهم، ومن هذه أبرز الأسماء التي كشفت عنها الصحافة الرياضية، نجد  رئيس مجلس إدارة وفاق سطيف سرار، والمناجير السابق للمنتخب الوطني وليد صادي، والحكم الدولي السابق عبد الرحمان برقي. يبدو أن الترشح لرئاسة "الفاف" ومكتبها الفدرالي، سيكون مفتوحا على مصراعيه، بعدما تم تسريب أخبار مفادها أن محمد روراة، الذي ترأس "الفاف" لفترة طويلة، رفض العودة من جديد إلى شؤون هذه الأخيرة، ويكون قد اعتذر عن الترشح لأسباب صحية، في الوقت الذي ترشحه أغلبية كبيرة من الأوساط الرياضية، ليكون الرجل الأول في "الفاف"، حيث ترى فيه الشخص الوحيد الذي بإمكانه إعادة الهيبة للاتحادية وبعث الفريق الوطني، على أسس صحيحة.