المكتب الفدرالي
حصيلة سلبية على طول الخط
- 431
لو لم يقص الفريق الوطني من تصفيات كأس العالم 2022، لما عشنا اليوم هذه المشاكل التي تهز أركان الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لنكتشف بكل أسى وحزن أن الأفراح التي صنعها الخضر، هي التي أنستنا الوقوف والتساؤل عن المراحل التي قطعتها برامج العمل، التي انتخبت من أجلها "الفاف" الحالية بقيادة شرف الدين عمارة، الذي وجد نفسه فجأة في قلب عاصفة هوجاء أوقعته في مواجهات إعلامية مع بعض أعضاء مكتبه.
كيف لا، والاتحادية تأخرت كثيرا عن الانطلاق في رهانات استراتيجيتها، التي وعدت بتجسيدها أمام أعضاء الجمعية العامة منذ سنة، فعديد الأهداف التي تعهد المكتب الفدرالي ببلوغها، في أسرع وقت ممكن بقيت ملفاتها في الأدراج، ولم ينفض عليها الغبار إلى حد اليوم للشروع في تطبيقها ميدانيا، ليتحوّل كل ما تم التعهد بتنفيذه إلى وعود كاذبة، على غرار تنظيم المجالس الوطنية لكرة القدم، التي شكلت في خطابات أعضاء المكتب الفدرالي أهم محاور السياسية الجديدة للاتحادية، فمن أجل أي مشروع يا ترى، تم انتخاب المكتب الفدرالي الجديد؟ هل للتكفل فقط بالفريق الوطني؟، وما الذي جعل أعضاءه يدخلون في سبات نوم عميق طيلة كل هذه الفترة من الزمن؟ تساؤلات تدلنا إلى الاعتقاد أن "الضجيج الإعلامي" الذي فبركه بعض أعضاء المكتب، كان الهدف منه التستر عن فشل هيأتهم في تطبيق البرنامج الذي انتخبوا من أجله، فاختاروا تصويب نيرانهم على رئيسهم شرف الدين عمارة، بهدف التنصل من مسؤوليتهم المباشرة في فشل الاتحادية في تطبيق برنامجها، ومحاولة كسب ودّ وعطف الجمهور الرياضي وأعضاء الجمعية العامة، بينما كان من المفروض عليهم تقديم استقالتهم مباشرة، بعد إعلان الرئيس شرف الدين عن انسحابه من رئاسة الاتحادية ، بل إن القوانين الأساسية للاتحادية، تلزم حدوث استقالة جماعية لكل الأعضاء المعينين من قبل الجمعية العامة، التي يتوقع أن تجري أشغالها في أجواء متوترة.
اجتماع المكتب الفدرالي من دون عيساوي وبهلول
ولأول مرة منذ انتخاب المكتب الفدرالي، سيعقد هذا الأخير بعد غد اجتماعا آخر، من دون حضور عضوين أساسيين هما مولدي عيساوي وعمار بهلول، اللذان تم إبعادهما مؤقتا، بسبب الانتهاكات المتكررة للقوانين الأساسية للفاف، بعد أن قام أدلى كلاهما بتصريحات صحفية، انتقدا فيها السياسة المتبعة على مستوى الاتحادية، وينتظر أن يقوم أعضاء المكتب الفدرالي خلال هذا الاجتماع، بالتصديق على القرار المتخذ ضد العضوين المذكورين، كما يتوقع أن يقوم شرف الدين عمارة، بتقديم تفسيرات أخرى عن سبب اتخاذه هذا القرار، سيما وأن عمارة مصمّم على إسكات أي معارضة داخل المكتب الفدرالي، وهو الآن بصدد الحصول على تأييد مطلق من الأعضاء الباقين، داخل المكتب الفدرالي.
نحو استمرار عمارة على رأس الفاف
وفضلا عن هذا التأييد، الذي يلقاه من الأعضاء الباقين في المكتب الفدرالي، فإن شرف الدين عمارة يبحث الآن عن الحصول على تأييد مطلق من أعضاء الجمعية العامة، قبل انعقاد هذه الأخيرة، وقالت مصادر عليمة بما يدور في الاتحادية، أن عمارة يريد الاستمرار في منصبه، بعد تلقيه مساندة أخرى من السلطات العمومية المكلفة بالرياضة، سيما وأن الوصاية تخشى وقوع حالة توتر جديدة على مستوى الفاف، ويهمها كثيرا أن يلقى شرف الدين عمارة، تأييدا كبيرا من أعضاء الجمعية العامة ي العملية الانتخابية القادمة.