البروفيسور عبد القادر بخوش ضيف منتدى الفكر الثقافي الإسلامي

راهن التحوّلات الدولية يسمح بمعرفة الآخر

راهن التحوّلات الدولية يسمح بمعرفة الآخر
  • 352
مريم. ن مريم. ن

استضاف منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، في عدده الثالث بقصر الثقافة، أمس، البروفيسور عبد القادر بخوش، رئيس قسم العقيدة بجامعة قطر، قدم خلاله محاضرة بعنوان "الأديان والتعايش نحو تأصيل علم مقارنة الأديان في الثقافة الإسلامية". ولفت المحاضر منذ البداية، إلى أن هذا العلم الذي برز على الساحة الدولية خلال السنوات الأخيرة كأداة استراتيجية لتفسير التحوّلات الجارية يكاد يكون غائبا ومهمشا عندنا، رغم  أن جذوره ذات منشأ إسلامي. ودعا البروفيسور عبد القادر بخوش في هذه الندوة التي حضرها خوزي ماريا، أسقف كنيسة السيدة الإفريقية بالعاصمة،  إلى ضرورة إحياء  ثقافة الحوار بين المسلمين وكافة الشعوب لضمان التعايش والتسامح بين الأديان وتفادي التصادم والصراعات التي باتت تهدد الأوطان والمجتمعات في الآونة  الأخيرة.

وبيّن ضيف المنتدى، أن مسألة الدين أساسية في بناء الحضارة كما أن الثقافة من مقومات الدين، حيث ربط بين حوار الحضارات وحوار الأديان، مؤكدا على أن الدين الإسلامي حث على حوار الحضارات والتعايش والتسامح والتحاور مع الآخر، مستعرضا بعض آيات القرآن الكريم التي تناولت التعايش مع الأديان الأخرى، ترسيخا لقيم التعامل والتعايش مع الآخر كما ركز في  آياته على قيم التسامح. وأعطى المتحدث نماذج من تاريخ الحضارة الإسلامية خاصة في الأندلس مع البيروني وابن حزم وابن تيمية والبختي والغزالي الذين ألفوا جميعهم كتبا في الحوار مع الآخر خاصة المسيحي واليهودي ومن ذلك كتاب البيروني "الفصل في الملل والنحل" معتمدين على المنهج التاريخي في النصوص المقدسة  وكذا منهج المحدثين الذين اخذ عنهم الغرب بعد ذلك هذه القيم والمبادئ ليؤسس مدرسته في "نقد الكتاب المقدس".

وأضاف أن الجزائر كانت سباقة في كل العالم الإسلامي في هذا المجال، من خلال جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة التي أنشأت قسما تعليميا خاص بـ"مقارنة الأديان"، وقبل ذلك كانت كتابات بن نبي في "الظاهرة القرآنية" وفي كتب الأمير عبد القادر. وأكد أن علم مقارنة الأديان جد رائج اليوم بالغرب ومسألة التعايش أصبحت من القضايا الساخنة على مستوى العالم ويتم اعتبار الدين بمثابة القاسم المشترك بين الشعوب ومفتاح ثقافتها وهويتها، وحتى أن نظرية صدام الحضارات كانت مؤسسة على البعد الديني . وأوضح بخوش أن مسألة الحوار لا تعني الجدال ولا المناظرة بل هي رصد لما هو كائن في دين وثقافة الآخر، ما جعله يقترح فتح تخصّص الأديان وحوار  الحضارات على مستوى الجامعات والمعاهد كاستراتيجية لدراسة هذا التخصص  والتعريف به وتلقينه للطلبة والباحثين.