لا تنازل..لا تفاوض ولا سقوط بالتقادم!
- 614
تشاء الصدف أن يتزامن العدوان الإرهابي الجديد للمخزن المغربي، في حقّ مدنيين أبرياء عزّل مع الاعتداءات السافرة للكيان الصهيوني على الفلسطينيين بالمسجد الأقصى، وبين ”المخازنية” والصهاينة جرائم مشتركة واحتلال وإرهاب دولة وخوف من المواجهة.
هكذا هم المجرمون والسفّاحون والإرهابيون و"الخوّافون"، لا يلتقون إلاّ في الظلام الدامس، ومن أجل دسيسة أو مؤامرة خبيثة أو لتخابر دنيئ، يحاولون من خلاله إلحاق الضرر والأذى بمن يشكلّ لهم على مرّ التاريخ والأزمنة، شوكة في حلقهم أناء الليل وأطراف النهار.
هو غرب ومغرب يلتقيان في "حلف الشيطان" مع صهاينة يستبيحون الأرض والعرض، ويسفكون دماء المسلمين في فلسطين الزكية، ولكم أن تشاهدوا بعين العدل والإنصاف الكيل بمكيالين الذي يتعاملان به مع النزاع في أوكرانيا، والوضع في فلسطين والصحراء الغربية، لتنكشف الخديعة ويتبيّن الخيط الأبيض من الأسود، ويتضح أن هؤلاء ما هم سوى أدعياء للسلم والسلام والدفاع عن الإنسانية وحقوق الإنسان التي تعني شيئا عندما يتعلق الأمر بمناطق ودول وشعوب مضطهدة ومحتلّة!
فضحتكم دماء فلسطين، وقد قالها الفاتح صلاح الدين الأيوبي، عندما حرّر القدس من الفرنجة: "لن يعودوا ما دمنا رجالا"، فها هو التاريخ يعيد نفسه، فالمخزن الخائن وملكه الحزين باع القضية وهو من يدّعي زورا وبهتانا بأنه "يقود" لجنة القدس، وهكذا فإن "لجنة القدس" ضدّ القدس(..)، فهل هناك نذالة وخساسة أكثر من هذا البؤس و"الرخس"؟
الجزائر التي كانت ومازالت وستبقى ”مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، تحافظ على مواقفها المقدّسة المستنبطة من مبادئ بيان أول نوفمبر 1954، وهي كذلك لأنها من طينة الأبطال ومعدن الذهب الذي لا يحول ولا يزول.. فيا أيها المخادعون والخدّاعون والمنافقون، احفظوا الدرس ولا تقربوا الجزائر، فإن لعنة الشهداء الأبرار والشجعان الأحرار ستطاردكم إلى حيث لا رجعة.
الموقف الجزائري تضمنته أيضا، رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يحذّر فيها من مغبّة الصمت الدولي تجاه الاعتداءات السافرة على المسجد الأقصى، مستعجلا التحرّك الفوري وغير المشروط من أجل ضمان حماية الفلسطينيين ومقدساتهم، وقد شدد على أن الشعب الفلسطيني يفرض على الجميع كلّ الاحترام بتضحياته الأبدية ومقاومته الباسلة.
ولأن الرجال يفرضون الاحترام ويكسبون ثقة هؤلاء وأولئك، من دون منّ ولا انتظار جزاء أو شكورا، فقد سجل الفلسطينيون بمختلف أطيافهم الموقف الاستثنائي للجزائر الذي يبقى فريدا من نوعه وقوّته وتأثيره، وسط المجموعة العربية والدولية المناضلة والمتضامنة مع حركات التحرّر العادلة، والواقفة ضد أيّ احتلال حيثما وُجد.
لقد اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأخيه الرئيس عبد المجيد تبون، ليشكره على الموقف الثابت والخالد للجزائر دولة وشعبا، وفي هذا الاتصال في هذا الظرف الخاص بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأيضا لكلّ العرب والمسلمين الشرفاء، رسالة إلى أولي الألباب وإلى كلّ من له ذرّة نيف وأنفة.
إن فلسطين قضية شرف.. هي قضية مقدّسة وأمّ القضايا بالأمس واليوم وغدا، وهي ليست للبيع أو شراء، ومبدأ غير قابل للتنازل أو التفاوض أو حتى السقوط بالتقادم، وصدق من قال: "وين العرب وين، وين الملايين"؟