الرئيس تبون يتلقى مكالمة هاتفية من الرئيس عباس:
شكرا للجزائر.. موقفكم ثابت ومشرّف
- 435
❊ التطرّق إلى التطورات الخطيرة للأوضاع في فلسطين المحتلّة
❊ تدارس استهداف حرمة المقدسات الإسلامية بباحة المسجد الأقصى
❊ "أبو مازن" تحدث عن اتصالاته مع قادة الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي
تلقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، اتصالا هاتفيا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شكر من خلاله الجزائر على موقفها "الثابت والمشرّف" تجاه القضية الفلسطينية، كما أطلع رئيس الجمهورية، على التطورات الخطيرة للأوضاع في فلسطين المحتلّة، واستهداف حرمة المقدسات الإسلامية بباحة المسجد الأقصى. وأوضح بيان رئاسة الجمهورية، أن المكالمة تناولت أيضا الاتصالات التي أجراها الرئيس الفلسطيني، مع قادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وكان الرئيس تبون، قد بعث يوم الإثنين الماضي، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المسجد الأقصى، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية الكاملة والتعجيل بالتحرك من أجل ضمان الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين ومقدساتهم بموجب القانون الدولي.
وجاءت رسالة رئيس الجمهورية، الى الهيئة الأممية بعد المواقف المخزية للمجموعة الدولية التي لم تأبه لما يحدث في الأرض المحتلّة خاصة الاعتداءات على المسجد الأقصى الذي يتكرر كل شهر رمضان. ومن ذلك ما حصل على مستوى المنظمة الأممية، حيث حرص المغرب على عرقلة بيان للمجموعة العربية يندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في المسجد الأقصى، بعد أن تضمن اقتراحا جزائريا بضرورة تفعيل عمل لجنة القدس ودعوتها للاجتماع، مما يؤكد التنصل الكامل للمخزن من مسؤولياته تجاه لجنة القدس التي يترأسها، خاصة بعدما واكب موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني. ويأتي اتصال الرئيس الفلسطيني ليقر مرة أخرى بالمواقف الثابتة للجزائر تجاه القضية العادلة، مثلما أكد على ذلك خلال زيارته لها شهر ديسمبر الماضي، على رأس وفد هام، حيث عبّر الرئيس محمود عباس، عن سعادته الغامرة بوجوده في الجزائر، التي احتضنت بقوة وثبات القضية الفلسطينية منذ 1963، أي قبل إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وقدمت لها كافة أشكال الدعم.
أرض الشهداء لن تخون القلادة الكبرى
وبالإضافة إلى الدعم المعنوي الذي حظيت بها السلطة الفلسطينية خلال هذه الزيارة، قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منح مساعدة مالية بمبلغ 100 مليون دولار لفلسطين والرفع من عدد المنح المقدمة للطلبة الفلسطينيين لتصل إلى 300 منحة. وأثنى الرئيس "أبو مازن"، عندها على المواقف الجزائرية الداعمة للقضية الفلسطينية في المحافل العربية والإفريقية والدولية، وبخاصة تصديها لمحاولات إسرائيل الأخيرة اختراق الاتحاد الإفريقي بمساعدة بعض الدول الحليفة لها.
وخلال هذه الزيارة وشح الرئيس تبون، الرئيس عباس بوسام "أصدقاء الثورة الجزائرية"، ليوشح الرئيس عباس، من جانبه الرئيس تبون بــ"القلادة الكبرى لدولة فلسطين" وهي أرفع وسام فلسطيني. ويرى مراقبون أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للجزائر اكتست "أهمية بالغة" للسلطة الفلسطينية، خاصة وأنها جاءت في وقت تعرف فيه القضية الفلسطينية نوعا من الجمود بسبب ما تتعرّض له من دسائس ومؤامرات تهدف إلى تصفيتها من أساسها، من خلال الإساءة لها سياسيا ودبلوماسيا وتشويهها إعلاميا، ومنع الدعم المالي وبث الفرقة لتمزيقها داخليا .
وأمام هذا الوضع حرصت الجزائر على التمسك بمبادئها في دعم قضايا التحرر مثلما تنص على ذلك مبادئ سياستها الخارجية، على غرار القضية الفلسطينية التي تعد من أمهات القضايا للشعب الجزائري. وقد جدد رئيس الجمهورية، هذا الموقف في عدة مناسبات رافضا مساعي التطبيع في المنطقة العربية مقابل الدعم المطلق للقضية الفلسطينية بالقول "أنا أرى أن هناك نوعا من الهرولة نحو التطبيع، ونحن لن نشارك فيها ولن نباركها والقضية الفلسطينية عندنا تبقى مقدّسة بالنسبة إلينا وللشعب الجزائري برمته"، وأنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بدولة فلسطينية في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف. وحظي هذا الموقف الثابت بتقدير من قبل الشعب الفلسطيني، والذي ترجمته مؤسسة "سيدة الأرض المقدسية" التي كرمت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، باعتباره شخصية العام لـ 2020، حيث زرعت شتلة زيتون على جبل الزيتون باسمه.