رئيسة نادي "ماركوندا الأوراس" لـ "المساء":

حنين إلى أطباق وسهرات الزمن الجميل

حنين إلى أطباق وسهرات الزمن الجميل
السيدة نادية زردومي رئيسة نادي "ماركوندا الأوراس"
  • 762
ع. بزاعي ع. بزاعي

أكدت السيدة نادية زردومي رئيسة نادي "ماركوندا الأوراس"، أن القلة من سكان الأوراس مازالوا محتفظين ببعض العادات والطقوس التي تميز الشهر الفضيل، خاصة بالقرى والمناطق النائية المتشبثة ببعض العادات والتقاليد الضاربة في التاريخ رغم تأثير الحداثة على سلوك الأفراد والأسر. ويبدو أن مظاهر الحضارة والتقدم، بحسبها، جارفة في تقدمها، لأن العديد من مظاهر وطقوس رمضان زمان، أصبحت آيلة للزوال.

أوضحت محدثة "المساء" أن الحداثة بالمدن الكبرى، أتت على القسط الكبير من الطقوس التي تلاشت ولم يمكن قراءتها سوى في عيون الشيوخ والعجائز، الذين رغم التطور الذي عرفته المدينة والتجمعات السكانية الكبرى، لايزالون متمسكين ببعض العادات والتقاليد بتبادل الزيارات في السهرات الرمضانية بعد أداء التراويح والاجتماع على المأكولات التقليدية، من زلابية ومقروط التي تفنن في صناعتها على مر العصور صانعو الحلويات. واعتبرت السيدة نادية شهر رمضان، فرصة لتهيئة الأطفال على صوم رمضان واعتياده، إذ يتم خلال أول يوم من صيام الأطفال الذي يكون حسب ما جرت عليه العادة ليلة النصف من رمضان أو ليلة السابع والعشرين منه، إعداد مشروب خاص يتم تحضيره في المنزل. ولا تختلف طرق الاحتفال بصيام الطفل لأول مرة في منطقة أخرى فحسب، بل من عائلة إلى أخرى أيضا، إذ هناك بعض العائلات التي تشجع صغارها على الصوم ولو لنصف يوم بدون إرغامهم على صيام اليوم كله، كخطوة أولى لاكتشاف ماهية الصيام، والتعود عليه.

واستحضرت في حديث خصت به "المساء"، نماذج لطقوس رمضان في تحضير مائدة الإفطار، بتحضير"الرفيس التونسي"، والزيراوي، وخبز الدار الذي يلازم صحن "شربة الفريك". وقد تفننت نادية في تحضير أشهى الأطباق التقليدية التي يرتبط اسمها بمختلف المناسبات، على غرار المولد النبوي الشريف، وكذا السنة الهجرية، والسنة الأمازيغية، وشهر رمضان، وهي المعروفة عبر مختلف ولايات الوطن، غير أن طريقة تحضيرها تختلف نوعا ما من ولاية إلى أخرى من حيث المكونات والطعم أيضا، ومنها التي تفننت في إعداد أطباق الشرشم، والشخشوخة، والزيراوي، والعيش، والبراج وكسرة الشعير "الحرشاية".

وعبرت نادية عن حنين يسري في شرايينها، لأنها على صلة بفكرها، حيث تتأمل الواقع. واعتبرت نشاطها في الشهر الفضيل ورشة للتأمل في جماليات الأنشطة الافتراضية، وسخائها اليومي في تغيير العادات واليوميات للتأقلم مع واقع مفروض. ومن هذا المنطلق تؤكد المتحدثة أن ثمة ما يدفعها للتيه في الخيال، الذي غالبا ما يكون مصاحبا للإبداع، لذلك فإن المبدعين، حسبها، من الكتاب والشعراء، يمتلكون خيالا قويا نشيطا، يواكب هذا الوضع  بصمود وتحد كبيرين.