التشابه والتكرار سمة أغلب المسلسلات الجزائرية
"بابور اللوح" ينقذ الموسم الرمضانيّ
- 630
لم يختلف أداء المسلسلات التلفزيونية هذا رمضان، عن السنوات السابقة، حيث قُدّمت أعمال درامية متشابهة باستثناء مسلسل "بابور اللوح"، الذي عالج مواضيع مختلفة، وسابقة لم تتناولها الشاشة الجزائرية من قبل. كما كشفت للمشاهدين عن مواهب جديدة، وأخرى ظهرت جودتها في أعمال كوميدية، وقد ألِفها الجمهور الجزائري في أعمال درامية. ككل مرة ومع نهاية السباق الرمضاني، يعود حديث المجالس والصحف عن المستوى "الضعيف" لمجمل هذه الأعمال الدرامية والكوميدية، وغالبا ما توجَّه أصابع الاتهام إلى ضعف الكتابة سواء في ما يخص السيناريو أو الحوار الدرامي، والتي تجلت في مسلسلات مثل "أنين الأرض" للمخرج مسعود العايب، أو "عندما تجرحنا الأيام" للمخرج عمار سي فضيل، ومسلسل "يما" الجزء الثالث للمخرج التونسي مديح بلعيد.
وفاجأ المسلسل الجزائري "بابور اللوح" للمخرج التونسي نصر الدين السهيلي، المشاهدين، بجودة العمل على المستويين الدرامي والتقني. واستطاع أن ينتقد مع تواصل الحلقات، واقع المرافق الصحية، وصعوبة العمل في سوق المدينة، فضلا عن مواضيع الهجرة غير النظامية، والتمييز العنصري، ودور الإعلام في فضح واقع مرير يعيشه الشباب. غير أن هذا المسلسل لم يواصل على إيقاعه الأول مع تتابع الحلقات. وتجلت بعض المشاهد أو المواقف المشهدية في خطابات مباشرة، تعطي الدروس، وتقدم المواعظ، وبذلك افتقد إلى عنصر تشويق المشاهدين، الذي كان، في الأول، باحتكام الرمزية في سرد القصة، وتناولها كما هي دراميّا. ومنذ أعوام، أصبح موسم رمضان فرصة للعمل المشترك بين تونس والجزائر، فبعد "مشاعر" و"المليونير" شهدت الشاشة الجزائرية بث مسلسل "حب ملوك" للمخرج نصر الدين السهيلي، وهو ما يبشر بمستقبل واعد للممثلين الجزائريين والتونسيين، عسى أن تكون تجارب أخرى لاحقا، وأن يكون الطرف الجزائري أكثر حضورا، ومحاولة التصوير في الجزائر، واستغلال ديكوراتها الطبيعية، والترويج لصورتها كما يفعل التونسيون.
وغابت مواضيع هامة في المشهد الفني، على غرار الأحداث التاريخية والسياسية والدينية. واقتصرت قصص الدراما الجزائرية على المواضيع الاجتماعية، التي تشابهت مع أعمال سابقة. ومن ناحية أخرى، عادت بعض الوجوه الفنية إلى مكانتها، وأخذت مساحات كافية لتظهر مواهبها من جديد، على غرار الممثلة سامية مزيان. كما اكتشف المشاهد الجزائري أداء الممثل محمد الصغير بن داود في سيت كوم "دقيوس ومقيوس”، وظهر بثوب كوميدي، وقد ألِفه الجزائريون في أعمال درامية عديدة. كما برع في الكوميديا كما في الدراما، وتفوّق على نفسه بأدائه المتميز، فضلا عن تسجيل حضور وازن للممثل الشاب رابح عبد الكريم، بتجسيد دور "مراد" في مسلسل "بابور اللوح"، وهي أول تجربة بعد أن خاض في أغنية الراب. وعرف رمضان 2022 غياب عملين كانا منتظَرين للعرض، الأول "عين الجنة" للمخرج كريم موساوي، والذي كان من المفترض أن يُبث في رمضان الماضي، لكن لم يحدث. ولم تُعرف الأسباب وراء غياب أول عمل درامي لكريم موساوي صاحب أعمال سينمائية متوجة دوليا، والثاني “ماينا” للمخرج وليد بوشباح، وهو ثاني مسلسل له بعد “باب الدشرة".