أطلقت منصة "تراثي".. مولوجي:
ضرورة تعزيز الحماية الشاملة للتراث الثقافي
- 403
أكّدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، ضرورة رفع سقف التحدي بالتصدي للإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، عن طريق تضافر الجهود وتوحيد الرؤى من أجل تعزيز مسألة الحماية الشاملة للتراث الثقافي على جميع المستويات المحلية والاقليمية والدولية، مشيرة إلى أنّ الجزائر تبنت عديد الأدوات والآليات للحدّ من عمليات نهب التراث الثقافي، حيث وضعت ترسانة قانونية واسعة لحمايته. وأوضحت مولوجي خلال إشرافها على انطلاق أشغال اليوم التكويني لإطلاق المنصة الالكترونية "تراثي"، أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكريا"، أنّ هذا المشروع يأتي تنفيذا لأهداف مذكرة التفاهم الموقعة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في أوت 2019، والمتعلقة بفرض قيود استيراد بعض الممتلكات الثقافية التي جاءت في سياق اتفاقية اليونيسكو لعام 1970 بشأن التدابير الواجب اتّخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير شرعية.
كما أشارت إلى أنّ منصة ”تراثي” التي رأت النور بفضل التعاون مع الجانب الأمريكي، يعدّ دليلا فوتوغرافيا عبر موقع الكتروني يتضمّن قاعدة بيانات رقمية عن مختلف الممتلكات الثقافية الأكثر عرضة لجرائم السرقة، التهريب والاتجار غير المشروع عبر كامل التراب الوطني، مردفة بالقول إنّ هذه المنصة تعتبر دليلا مرجعيا للاستخدام من طرف موظفي مختلف الأسلاك الأمنية ورجال القانون والشركاء الدوليين الفاعليين في هذا المجال، واشارت إلى انّ هذا العمل المشترك تخلله عدّة ملتقيات تكوينية حول حماية ورقمنة التراث الثقافي والمجموعات التراثية. وأكّدت الوزيرة، السعي الجاد للبحث عن السبل والتقنيات والإمكانات اللازمة والتعاون لحماية التراث الثقافي الوطني، مشيرة إلى توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في إطار مخطط عمل الحكومة، والمتعلقة بضرورة حفظ وحماية وتثمين الموروث الثقافي الجزائري.
وتوقفت الوزيرة عند ظاهرة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وقالت إنّ الجزائر ليست بمنأى عنها، فهي ثالث نشاط إجرامي بعد تجارة الأسلحة والمخدرات، وجريمة عابرة للحدود، لتستعرض الخطوات التي قطعتها الجزائر في مجال حماية التراث الثقافي، من خلال استحداث مديرية فرعية بوزارة الثقافة خاصة بتأمين الممتلكات الثقافية، وكذا التنسيق المشترك مع مختلف الأجهزة الأمنية المتخصصة باستحداث خلايا ووحدات متخصصة في مكافحة المساس بالممتلكات الثقافية. من جهتها، أكّدت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر اليزابيت موور أوبن أنّ منصة ”تراثي” تعدّ جزءا من الالتزامات المشتركة بين الولايات المتحدة والجزائر وأيضا قسما من مشروع بكلفة مليون دولار هو ثمرة مذكرة التفاهم الموقعة في أوت 2019، والتي على ضوئها أيضا جُسدت العديد من المشاريع في عدة مجالات كالموسيقى والترميم.
كما أكّدت السفيرة الأمريكية أنّه بناء على مراجعة شاملة قامت بها منظمة "تحالف الآثار" للتشريعات الجزائرية الخاصة بحماية التراث الثقافي، تمّ التوصل إلى أنّ الترسانة القانونية الجزائرية في هذا المجال هي من بين الأقوى والأشمل، مضيفة انّ الولايات المتحدة الأمريكية تأخذ على محمل الجدّ التزامها في حماية التراث الثقافي عالميا وقالت "هذه المنصة ستكون أداة قيّمة وشهادة على ثراء وجمال وتنوّع الثقافة الجزائرية".
للإشارة، جاء اليوم التكويني الذي ضمّ مختلف الأجهزة الامنية المتدخلة في عملية حماية الممتلكات الثقافية من أمن وطني ودرك وجمارك وكذا متحفيين وأثريين، تجسيدا لاستراتيجيات حماية وترقية المجموعات المتحفية والمكتبية من خلال إعداد مشاريع الرقمنة والتكوين لمحاربة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية وكذا ضمن العمل على مواجهة ظاهرة التهريب والاتجار غير المشروع بهذه الممتلكات.