“المساء” تنقل واقع قرية أساكة ببلدية تاكسنة (ولاية جيجل)

عزلتها الطبيعية وغاب عنها الماء وأشياء أخرى

عزلتها الطبيعية وغاب عنها الماء وأشياء أخرى
  • 587
نضال بن شريف  نضال بن شريف

يحصي سكان مشتى "أساكة"، التابعة لإقليم بلدية تاكسنة بولاية جيجل، عدة مشاكل عكرت صفو يومياتهم،  لخصوها في انعدام مياه الشرب والطرقات وغياب الغاز الطبيعي، ناهيك عن افتقار المنطقة لأهم المرافق الضرورية. أوضح سكان قرية أساكة في حديثهم لـ"المساء"، أن أحوالهم لم تتحسن ولم ترتق إلى ما كانوا ينتظرونه، خاصة أن المنطقة جبلية وتتميز بصعوبة مناخها في فصل الشتاء، مع تساقط للأمطار والثلوج والبرودة الشديدة، مما جعلهم يعيشون عزلة تامة عن العالم الخارجي.

تأتي أزمة المياه الصالحة للشرب، في صدارة المشاكل التي تؤرق سكان القرية، كونهم ما زالوا يتزودون بمياه الينابيع من أعالي جبال تاكسنة، وكذلك الشعاب، لاستعمالها في الغسيل وسقي محاصيلهم الزراعية، حيث يقطعون عدة كيلومترات يوميا لجلب الماء على الحمير أو على ظهورهم، حيث قال بعضهم، بأن مشكل انعدام مياه الشرب يسجل منذ عقود من الزمن، في ظل عدم تزويد القرية بشبكة المياه، كغيرها من قرى ومشاتي البلدية، وأن مشكلتهم مع هذه الثروة الطبيعية تتأزم بشكل كبير في فصل الصيف، حيث تجف معظم العيون والآبار. كما سجل السكان، مشكل اهتراء الطرقات المؤدية للقرية وانعدام المسالك الفلاحية، فطرقات القرية عبارة عن مسالك ترابية يصعب السير عبرها، حيث يتكبد السكان مشقة السير يوميا للتنقل إلى مركز البلدية أو البلديات المجاورة، لقضاء حاجياتهم اليومية، نظرا لعدم توفر القرية على أدنى الضروريات، من هياكل صحية، ومؤسسات تربوية وحتى لمحلات بيع المواد الغذائية، وهو ما يزيد الأمر سوء في فصل الشتاء.

وحسب تصريح سكان أساكة لـ"المساء"، فإن الطريق المعبد ينتهي عند مدخل القرية، في حين بقية المسالك ترابية، وباقي أجزاء المنطقة تصبح معزولة تماما في فصل الشتاء، كما أن الطريق الرابط بين "أساكة" ومركز البلدية مقطوع على مستوى منطقة أباينو منذ قرابة 4 سنوات، بسبب انزلاق التربة، مما زداد من معاناتهم خلال تنقلاتهم لقضاء حاجياتهم اليومية، خاصة التلاميذ وكبار السن والمرضى، وهو ما أدى بالناقلين الخواص إلى العمل على في الخط، خوفا من تعطل حافلاتهم وإصابتها بأعطاب. وأمام عزوف الناقلين عن العمل عبر هذا المسلك، يضطر السكان إلى الاستعانة بالطرق البدائية في التنقل من وإلى القرية مشيا على الأقدام، لمسافات طويلة، وحتى أصحاب سيارات "الفرود"، أصبحوا يعزفون عن العمل بهذا الخط، رغم الأسعار المرتفعة التي يشترطونها على الزبائن، خاصة المرضى المجبرين على التنقل طلبا للعلاج وإجراء الفحوصات الطبية.

من بين المشاكل التي أرقت حياتهم اليومية، انعدام الغاز الطبيعي الذي بات هاجسهم الكبير، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتميز المنطقة بطبيعة مناخها البارد وتضاريسها ذات الطابع الجبلي، كما زاد انعدام هذه المادة الطاقوية من معاناة هؤلاء السكان مع رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان، أمام غياب شاحنات التوزيع التي لا تكاد تزور المنطقة إلا نادرا، بسبب تدهور الطريق الرئيسي. أكد المشتكون، أن الكثير منهم يحتطبون من الغابة للتدفئة، والحفاظ على قارورة غاز البوتان، التي يستعملوها في الطهي، وعليه فهم يطالبون بربط مشتى أساكة بشبكة الغاز الطبيعي، انطلاقا من منطقة "أباينو" التي لا تبعد عنهم سوى ببضعة أمتار.

وأمام هذا الوضع الذي وصفوه بـ"المر"، فإن سكان قرية "أساكة" ببلدية تاكسنة الجبلية في جيجل، يناشدون السلطات المحلية للالتفات إلى حالتهم المزرية، من أجل برمجة مشاريع تنموية بالمنطقة لفك العزلة عنهم وضمان استقرارهم بقريتهم في سبيل خدمة أراضيهم، خاصة أنها منطقة يقطنها عدد كبير من العائلات ويمارسون نشاطات فلاحية متنوعة (مدجنات، إسطبلات لتربية المواشي)، إضافة إلى الأشجار المثمرة، على غرار أشجار الزيتون والزراعة المعاشية بصفة عامة.