كتّاب يستلهمون من كورونا ويصرحون لـ "المساء":

الجائحة غيّرت سلوكنا وكتاباتنا

الجائحة غيّرت سلوكنا وكتاباتنا
  • القراءات: 665
لطيفة داريب لطيفة داريب

فرضت كورونا نفسها على الجميع، وغيرت الكثير من العادات، وحتى طريقة التفكير، فليس من العجب، مثلا، أن يكتب عنها الكُتاب، مثل ما هو الأمر بالنسبة لبومدين بلكبير، وأحمد بن زليخة، ومحمد رحماني. "المساء" اتصلت بهم، فكان هذا الموضوع.

بومدين بلكبير: كورونا فرضت نفسها على كتاباتي

قال الكاتب بومدين بلكبير لـ "المساء"، إن كورونا فرضت نفسها على كتاباته الأخيرة، والبداية برواية "زنقة الطليان" التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة بوكر العالمية لعام 2022، حيث شكلت الشخصية البطلة للرواية، دلال سعيدي، رمزا لكورونا، من خلال عيشها في وحدة بعدما هربت من زوجها، ووجدت نفسها تعيش وحيدة في حي شعبي، وفي بناية متهالكة، ثم بعد طردها من العمل، وهي رمزية إلى كورونا، "التي دفعت بنا إلى العزلة والعيش في وحدة"، مضيفا أن هناك رمزا آخر، يتمثل في السقوط، أي أن هناك من سقط في هاوية لا معنى ولا جدوى ولا محدد في ظل كروونا، ليؤكد أن "الأدب ليس بمعزل عن الأزمات، بل يعيش الواقع والأزمة، ويكتب عن قضايا الإنسان أولا، وقبل كل شيء".

تأثير كورونا على بومدين بلكبير ظهر بشكل جلي أكثر، في كتابه الذي صدر حديثا بعنوان "عدو غير مرئي"، قال عنه بومدين إنه عبارة عن رواية سيرية، تدخل في أدب اليوميات في ظل ظرف كورونا. وأضاف أن الكتابة بالنسبة له، ملاذٌ، ينقذه من حافة الجنون، وهاوية الاكتئاب والانفجار.

محمد رحماني: كتبتُ عن كورونا مساندةً مني للبليدة

أشار الكاتب محمد رحماني إلى أن روايته "عندما تحجر الورود"، هي أول رواية كُتبت عن هذه الجائحة الخطيرة في البليدة، مضيفا: "نعلم جميعنا أن أول حالة لهذا الوباء القاتل، ظهرت فيها. وعلى إثرها أُغلقت أبواب المدينة، وأصبح اسمها يخيف الجميع! نعم، أصبحت البليدة بين عشية وضحاها، ولاية منكوبة، وتلقَّب بـ "ووهان الجزائر" (نسبة إلى ووهان المدينة الصينية التي ظهر فيها الفيروس أول مرة)، ومن ثم فُرض الحجر على سكان الولاية، فجاءت فكرة كتابة هذه الرواية، التي أضفى عليها من الخيال، في قصة حب نشأت في هذا الجو الأليم بين الطبيب إلياس الذي يعمل في مستشفى بوفاريك، والطبيبة سمية، التي تعمل في مستشفى فرانس فانون بالبليدة، وكلما كبر هذا الحب كلما صغر هذا الفيروس، إلى أن يضمحل تماما ويختفي، وهكذا يفشل في تحقيق مآربه.

أحمد بن زليخة:  تخيلت العالم ما بعد كورونا

قال أحمد بن زليخة إنه تخيل في روايته "المغفلون"، العالم ما بعد كورونا. وقال إنه إنسان متفائل، ويثق في الإنسان، والعلم، والتطور. كما يعتقد أن كل إنسان يستطيع أن ينتصر على هذا الوباء، والواقع أثبت ما أجزمه، ليس هذا فقط، بل أن يجدد نفسه أيضا، ولم لا التحلي بقيم أكثر أهمية وعمقا في سبيل أن نصبح جميعنا أكثر إنسانية.