رئيسا غرفتي البرلمان يستقبلان وفدا برلمانيا إيطاليا.. قوجيل:
مقاربات الجزائر مستمدة من مآثر الفاتح نوفمبر
- 759
❊ مسايرة الديناميكية التي تعرفها العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين
استعرض رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أمس، مع وفد برلماني إيطالي يقوده رئيس لجنة الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية بغرفة النواب الإيطالية بييرو فاسينو، راهن ومستقبل العلاقات البرلمانية بين البلدين، في إطار مسايرة الديناميكية التي تعرفها العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الصديقين اللذين يربطهما اتفاق صداقة وتعاون، كرسته الإرادة السياسية للرئيسين عبد المجيد تبون وسيرجيو ماتاريلا.
وأشاد السيد قوجيل، خلال اللقاء بقوة العلاقة بين الجزائر بإيطاليا وبمواقف إيطاليا الداعمة للجزائر منذ ثورة نوفمبر المجيدة 1954 إلى اليوم، مستذكرا العمل التوثيقي الذي قام به الصحفيان الإيطاليان بييرو أنجيلا وبرناردو فالي خلال مظاهرات 11 ديسمبر 1960 "والذي كان له إسهام كبير في تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية". وأشار رئيس مجلس الأمة، إلى أن الجزائر التي صادقت على الاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، مستعدة لتأسيس شراكة في هذا المجال نحو إفريقيا، في إطار الشراكة الثنائية أو المتعددة الأطراف رابح ـ رابح.
وأحاط رئيس المجلس الضيف الإيطالي، بالمقاربات التي تنتهجها الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على الصعيد الداخلي، وأكد بأنها “مقاربات تستمد إلهامها من قيم ومآثر الفاتح نوفمبر 1954، وتصبو إلى تصحيح الأوضاع في الحاضر، مع العمل بنظرة متبصرة من أجل مستقبل تعم فيه المنفعة على عموم الشعب الجزائري"، مضيفا أن هذا الأمر "تجسد على أرض الواقع وسيتجسد إن شاء الله بعد إقرار دستور الفاتح نوفمبر 2020". من جهته نوّه السيد فاسينو، بجودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مبرزا بأن الجزائر تعد "شريكا استراتيجيا لإيطاليا". واعتبر أن التعاون التجاري والاقتصادي الكبير بين البلدين سيتعزز أكثر خاصة بعد الزيارة الأخيرة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى إيطاليا، التي قال إنها عرفت "نجاحا وترحيبا سياسيا وإعلاميا، واعتبرها بمثابة قفزة نوعية في العلاقات الثنائية.
كما تناول الطرفان القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث ذكر قوجيل، بمبادئ السياسة الخارجية للجزائر المرتكزة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم قبول التدخل في شؤوننا الداخلية، فضلا عن العمل من أجل الحلحلة السلمية للنزاعات واحترام المواثيق والقرارات الدولية في تسويتها مع احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها. وخص السيد قوجيل، بالذكر "الشعب الصحراوي الذي يعاني من الاحتلال، فضلا عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لقمع واضطهاد ممنهج"، داعيا المجتمع الدولي إلى تفعيل مخرجات مبادرة بيروت للسلام لسنة 2002 والرامية إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
من جهته أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، خلال استقباله أمس، للوفد البرلماني الإيصالي أن العلاقات الجزائرية - الإيطالية تشهد منحى تصاعديا، معربا عن أمله في أن تساهم المجموعة البرلمانية للصداقة بين البلدين في تعزيز تبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين التشريعيتين. وركز بوغالي على ما عرفه التعاون البرلماني من تطور خاصة بعد التوقيع على اتفاقية التعاون بين الطرفين سنة 2004، معبرا في هذا الصدد، عن أمله في أن تساهم المجموعة البرلمانية للصداقة التي نصبت مؤخرا في "تعزيز تبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين التشريعيتين".
وثمن رئيس المجلس الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى إيطاليا منذ أيام، معبرا عن "ارتياحه لما أسفرت عنه العديد من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين". وفي الشق الاقتصادي قال إن التعاون بين البلدين يعرف "مؤشرات إيجابية للغاية لاسيما في مجال الطاقة الذي تعزز بالشراكة بين شركتي "سوناطراك" و"إيني"، مضيفا أن الجزائر "تتطلع إلى توسيع هذا التعاون كي يشمل مجالات أخرى على غرار البنى التحتية والنقل".
وأشار بوغالي إلى مشروع قانون الاستثمار المزمع عرضه قريبا على البرلمان، مؤكدا أنه من شأنه "تحسين مناخ الأعمال وتحفيز حركة الأشخاص ورؤوس الأموال". كما تطرق إلى مشكلة الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن الجزائر تعتمد مقاربة تشاركية من خلال "معالجة مسببات هذه الظاهرة مع الحفاظ على كرامة وحقوق المهاجرين في نفس الوقت".
جلسة عمل بين النواب الجزائريين والإيطاليين
عقد أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية في الخارج، بمجلس الأمة، أمس، جلسة عمل مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والأوروبية بغرفة النواب الإيطالية، خصصت لـ"دراسة سبل توطيد العلاقات البرلمانية" لجعلها مواكبة لوتيرة الروابط متعددة الأبعاد بين البلدين. وخصصت جلسة العمل لـ"دراسة وتبادل الرؤى حول سبل توطيد العلاقات البرلمانية وإعطائها ديناميكية جديدة والرقي بها لمواكبة المنحى والوتيرة التي تعرفها العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين الذين تربطهما علاقات تاريخية ميزها التنسيق المتواصل على جميع الأصعدة".
واتفق الطرفان، على "تفعيل دور وأداء مجموعات الصداقة البرلمانية، لمرافقة التطور الحاصل في العلاقات بين البلدين والتي تعرف قفزة نوعية غير مسبوقة، جعلت من الجزائر شريكا طاقويا استراتيجيا لإيطاليا". واستعرض الجانبان "العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك"،خاصة الوضع في ليبيا والساحل وكذا تداعيات الأزمة في أوكرانيا. وأبدى الطرفان ارتياحهما لتطابق الرؤى و"جددا تمسكهما بضرورة تسوية النزاعات بالطرق السلمية في ظل احترام الشرعية الدولية وسيادة الدول والشعوب، خاصة المتعلقة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، واحترام المواثيق الأممية ذات الصلة".