تخفيض سعر تذكرة السفر بـ 10 ملايين
الرئيس تبون يُنصف حجاجنا الميامين
- 563
❊ رفع العبء عن المواطن لتسهيل استطاعة أداء الشعيرة
حمل اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أول أمس، البشرى لحجاج البقاع المقدسة لهذا العام بعد قرار رئيس الجمهورية، بدعم تذكرة سفرهم وتخفيض سعرها بـ 100 ألف دج، وذلك استجابة لانشغالات زوار الحرمين الذين اشتكوا من ارتفاع تكاليف الركن الخامس من الإسلام، لدرجة دفعت بعضهم إلى التنازل عن أداء هذه الشعيرة،بسبب عدم قدرتهم على تسديد تكلفتها. حرص اجتماع مجلس الوزراء على أخذ شكاوى الحجاج محمل الجد، بإصدار قرار يقضي بالتخفيف من العبء المادي بسبب الظروف الاقتصادية الدولية التي أفرزها وباء كورونا، فضلا عن "تعويض الحجاج الذين دفعوا سعر التذكرة ضمن التكاليف الإجمالية للحج".
وبرأي متابعين فإن القرار من شأنه تشجيع بعض الحجاج الذين قرروا التخلي عن زيارة البقاع المقدسة، التسجيل عبر البوابة الرقمية للديوان الوطني للحج والعمرة، التي عرفت تسجيل 14 ألف حاج من إجمالي عدد حجاج حصة الجزائر هذا الموسم والمقدرة بـ18697 حاج. وكان أحمد سليماني، المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، دعا في وقت سابق، الحجاج إلى اغتنام مهلة الأربعة أيام الإضافية التي قررها الديوان والتي تنتهي بعد غد، لتسجيل أنفسهم عبر البوابة الإلكترونية والتوجه إلى مقرات الدوائر الولائية، لاستكمال الخطوات الإدارية الخاصة بعملية الحج ومنها حجز تذاكر السفر عبر المنصة الرقمية.
ويعود سبب ارتفاع تكاليف الحج المقدرة، هذا العام، إلى أكثر من 85 مليون سنتيم لعدة عوامل، منها خروج العالم من أزمة جائحة كورونا وما تبعها من ارتفاع في الأسعار وقيام السلطات السعودية بفرض رسومات جديدة على العديد من الخدمات بنسبة تتراوح ما بين 5 و 15 بالمئة لم تكن موجودة من قبل، منها التأمين الطبي والتأمين على "كوفيد ـ 19" ورسوم جديدة على التأشيرة.
ورغم ذلك فقد قررت الدولة رفع العبء بخصم قيمة تكلفة الحج وتحمل الخسارة استجابة لرغبة المواطنين الذين كانوا يحلمون منذ سنوات بزيارة البقاع المقدسة، في الوقت الذي أطلق فيه البنك الوطني الجزائري نهاية الأسبوع، منتوجا جديدا باعتماد الصيرفة الإسلامية يقضي بتمويل الحج من خلال قرض بدون فائدة لفائدة الحجاج تحت تسمية "السبيل"، في سياق تسهيل العملية أمام المواطنين لأداء شعيرة الحج.
ويرى مراقبون، أن الأمر يتعلق بقرض دون فوائد قائم على مبدأ- القرض الحسن، حيث يمكن أن يغطي نسبة 70% من تكاليف الحج خاصة تكاليف الاقامة والإطعام والنقل وثمن تذكرة الطائرة مع إمكانية التسديد في أجل مدته 24 شهرا مع مهلة تأخر التسديد بثلاثة أشهر. وسيستفيد من هذا القرض الحائزون على جواز سفر خاص بالحج وأزواجهم وأصولهم وفروعهم "لفائدة أولياء الحجاج"، في حين يؤكد مختصّون على أن هذا المنتوج مطابق لتعاليم الشريعة الإسلامية "تلبية لانشغالات الحجاج الجزائريين خاصة بعد ارتفاع تكاليف الحج.
ويجمع محللون، على أن القرارات الأخيرة التي تندرج في إطار التكيف مع المستجدات الدولية تعكس البعد الاجتماعي للدولة الذي لطاما رافع لأجله رئيس الجمهورية، باعتباره خطا أحمر، حيث سبق له أن اتخذ قرارات جريئة في عز الأزمة الصحية المنجرة عن وباء "كوفيد ـ 19" والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الوطني، مجددا في كل مرة تأكيده على أن مصلحة الوطن تبقى فوق كل اعتبار. كما أن قرار خصم نسبة من تكاليف الحج من شأنه أن يغطي الحصة المخصصة للجزائر من قبل المملكة العربية السعودية، حيث عبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لمبادرة رئيس الجمهورية، التي أعادت الأمل للكثيرين منهم لزيارة البقاع المقدسة.