الرئيس تبون حريص على إعطاء رمزية خاصة لستينية الاستقلال.. ربيقة:
شبابنا مدعو لاحتضان رسالة نوفمبر وضمان استمراريتها
- 295
دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، الشباب الجزائري إلى احتضان رسالة نوفمبر التي تركها الشهداء والمجاهدون، لضمان استمراريتها وإيصالها إلى الأجيال القادمة، مضيفا أن الجزائر ”تعيش في هذه الفترة زخما معتبرا من الأحداث المتعاقبة تتخللها الاحتفالات المخلدة للاستقلال وافتكاك حريتنا من الاستعمار الغاشم”.
قال ربيقة في حديث خصّ به وكالة الأنباء الجزائرية عشية الاحتفالات المخلدة للذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، أن هذه الاحتفالات ”تندرج في سياق رمزية خاصة أراد لها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون أن ترقى الى مستوى تضحيات الشعب الجزائري”، مشددا بالمناسبة على أنه ”من مسؤولية شباب اليوم احتضان رسالة الشهداء والمجاهدين ضمانا لاستمراريتها”.
وأكد ”حرص السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها الرئيس تبون، بإعطاء رمزية خاصة للاحتفال بستينية الاستقلال والتي يراد منها إبقاء رسالة الشهداء والمجاهدين مستمرة فيما بين الأجيال المتعاقبة”، في حين أشار إلى أن ”المسؤولية التاريخية للشباب الجزائري الذي يمثل غالبية المجتمع تنحصر في ضمان تواصل الأجيال، في ظل تمسكهم بقيم ومبادئ أسلافهم والتضحيات التي قدموها”.
واعتبر أن ”برنامج الاحتفالات بهذه الذكرى العظيمة تم إعداده وضبطه بتوجيهات من رئيس الجمهورية بالشكل الذي يسمح للشباب باحتضان هذه الفعاليات ومن ورائها القيم والمبادئ التي قامت من أجلها الثورة التحريرية بما يحفظ تضحيات الشهداء والمجاهدين ومن وراء ذلك عزة وكرامة الجزائر”.
منصة رقمية بمناسبة ستينية استرجاع السيادة الوطنية
في سياق ذي صلة، أكد السيد ربيقة أن قطاعه وفي إطار ترقية الذاكرة الوطنية وكتابة التاريخ وتدريسه للأجيال الناشئة، أعد ”مشروعا هاما بمناسبة الذكرى 60 للاستقلال”، مبرزا أن هذه المبادرة ”تمت بلورتها ضمن لجنة مشرفة يحرص الوزير الأول شخصيا على إنجاحها لأنها تعكس حقيقة وواقع الجزائر”.
وأضاف أن محتوى هذه المنصة التي سيتم إطلاقها يوم الخامس من جويلية الجاري ينسجم تماما مع الشعار المعتمد لإحياء ذكرى استقلال الجزائر (تاريخ مجيد وعهد جديد)، مشيرا إلى أن الشق الأول (تاريخ مجيد) يبرز ”عمق الحضارة الجزائرية انطلاقا من فترة ما قبل التاريخ الى يومنا هذا وكذا التاريخ العسكري للجزائر وثقافتها وفنونها وكل ما يمت بصلة بهذا البلد العظيم”.
ويتناول الشق الثاني من المنصة (عهد جديد) ”إنجازات كل القطاعات الوزارية طيلة 60 سنة من الاستقلال، إضافة إلى رصد ومتابعة كل الانشطة المتعلقة بهذه القطاعات التي ترافق تجسيد البرامج المسطرة الخاصة باحتفالية ستينية الاستقلال طيلة عام من الزمن”.
وكشف الوزير أنه ”يمكن الاطلاع على محتويات هذه المنصة والاستفادة من المعلومات المتضمنة فيها والتي تبرز تاريخ الجزائر ونضالات شعبها طيلة 132 سنة من الاستعمار من خلال استعمال تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة”.
وذكر في هذا السياق، بمسعى ”توثيق الذاكرة الوطنية والتأريخ لمختلف أحداثها من خلال تحقيق نقلة نوعية في استغلال الرصيد الوطني من الشهادات الحية حول الثورة التحريرية”، باعتبارها ”مصدرا تاريخيا حيا ومرجعا أكاديميا وعلميا”.
وقال ربيقة في هذا الصدد ”كان لزاما علينا إضفاء الصبغة العلمية على هذه الشهادات التي فاق عددها 36 ألف شهادة وتبويبها وتصنيفها وفق الآليات العلمية المتاحة، ليتم تخزينها رقميا ويتاح بعد ذلك استخدامها ضمن منصة رقمية من طرف المختصين في كتابة التاريخ بطريقة سليمة”.
كما أبرز الوزير حرص قطاعه على ”إنتاج خطاب تاريخي مستوحى من مدرسة التاريخ الوطنية”، مؤكدا أن ”الجهود منصبة على تصحيح المفاهيم التاريخية التي يسعى البعض إلى تشويهها، من خلال إرساء أسس مدرسة تاريخية وطنية بالكيفية الملائمة”. واعتبر أنه ”آن الأوان لإعادة الأمور إلى نصابها وإسناد كتابة التاريخ الوطني على أسس صحيحة ”إلى أهل الاختصاص”، كاشفا في هذا الصدد عن ”مشروع بحثي خاص يحدد المفاهيم ويعيد ضبط المصطلحات المستخدمة في كتابة التاريخ”.
ملف الذاكرة يحظى بعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية
كما جدّد وزير المجاهدين التأكيد بأن ملف الذاكرة ”يحظى بعناية خاصة من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الذي شدد في الكثير من المناسبات على أن كل جرائم التعذيب والتقتيل والإبادة التي مارسها الاستعمار ضد الشعب الجزائري لن يطالها النسيان ولن تسقط بالتقادم”.
واستطرد السيد ربيقة بالقول إن دراسة ملف الذاكرة بين الجانبين الجزائري والفرنسي ”مسألة متروكة للجان عليا منصبة لهذا الغرض وهي تأخذ على عاتقها في كل مرة دراسة الجديد وفقا لمبدأ التعامل بالندية بين البلدين”، مؤكدا أن الجزائر ”لن تتأخر في معالجة هذا الملف بالكيفية التي تليق بذاكرة أمتنا”.
من جانب آخر، تطرق الوزير إلى المسائل المرتبطة بالتكفل الاجتماعي بالمجاهدين وذوي الحقوق، مشيرا في هذا الشأن إلى أن هذا التكفل ”مكرس في أسمى قوانين الدولة من خلال ضمان احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وكرامة ذويهم وكذا المجاهدين”. وأضاف أنه ”يتعين علينا بذل المزيد في سياق الاعتناء بهذه الفئة وفق ما كفله قانون المجاهد والشهيد، في ظل ما تضمنه الدولة من إمكانيات وخدمات ورعاية ومنح كتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بالمجاهدين جراء مشاركتهم في الثورة التحريرية”.
وأشار الوزير بخصوص مشروع قانون المجاهد والشهيد إلى أنه ”من الضروري فهم هذا المشروع ومحتوياته لنتحدث عن التعديلات التي يمكن أن تطرأ عليه”، مؤكدا وجود ”عديد المواد التي تحتاج إلى المراجعة والتعديل، وهذا في سياق الاهتمام بالذاكرة الوطنية”.
وحث الوزير في ختام حديثه الشباب الجزائري إلى ”احتضان أمانة الشهداء والمضي قدما على خطاهم وفقا للمبادئ التي كرسها بيان أول نوفمبر”، معربا عن قناعته بأن هذا الشباب ”لن يتنكر أبدا لتاريخ بلاده ولن ينسى الأبطال الذين صنعوا مجد هذه الأمة”.