استعراض عسكري باهر في ستينية الاستقلال
قدرات قتالية عالية وتحكم في العتاد
- 544
شهدت الجزائر، أمس، أضخم استعراض عسكري منذ 31 سنة، بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي، الذي استمر 132 سنة، دفع خلالها الجزائريون ثمنا باهظا من أجل التحرر قوامه أكثر من مليون ونصف المليون شهيد. الاستعراض الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية تميز بأداء باهر وفي غاية الدقة لتشكيلات قوات للجيش الوطني الشعبي.
جرى هذا الحدث الهام الذي حضره رؤساء ووفود عدة دولة شقيقية وصديقة، على مستوى الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر والذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة التحريرية، حيث اصطفت على جوانبه جماهير حاشدة أبت إلا أن تحضر هذا الاستعراض العسكري الذي جاء ترسيخا للتقاليد العسكرية العريقة للجيش الوطني الشعبي.
وتنفيذا لتعليمات السلطات العليا للبلاد، اتخذت المصالح الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية وكذا فعاليات المجتمع المدني، جملة من الترتيبات والتدابير لضمان راحة وأمن المواطنين خلال هذا الاستعراض الذي عرف تنظيما محكما.وبعد التحاقه بالمنصة الشرفية والاستماع إلى النشيد الوطني وإلقائه كلمة بالمناسبة، قام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالإعلان عن الانطلاق الرسمي لهذا الحدث الذي استهل بمرور مربعي الفرقة الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري، تلتها مربعات المجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية، إضافة إلى مربعات المديرية العامة للأمن الوطني والجمارك والحماية المدنية.
بعدها قام تشكيل جوي لست طائرات للتدريب القاعدي والمتقدم بتزيين سماء الجزائر العاصمة بالألوان الوطنية، تلاه تشكيل جوي لطائرة تدريب متقدم لطيران النقل مرفوقة بطائرتين للتدريب القاعدي والمتقدم. كما حلق فوق المنصة الشرفية التي نصبت أمام ”جامع الجزائر” تحت تصفيقات وإعجاب ضيوف الجزائر، تشكيل جوي لثماني طائرات للتدريب المتقدم والإسناد الناري وتشكيل ثلاثي لطائرات النقل التكتيكي وتشكيل آخر لطائرات استطلاعية متعددة المهام.
واستعرض طيارو القوات الجوية عملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع ”سوخوي 30 م.ك.أ” وطائرتين من نوع ”سوخوي 24 م.ر” من طرف طائرة تموين من نوع ”إليوشن 78” مع مرافقة طائرات مقاتلة من نوع سوخوي.
وبأداء باهر في نهاية الاستعراض الجوي، تم تشكيل رباعية طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف من نوع ”سوخوي 24 م.ك” تجسد عماية التزود بالوقود جوا مع مرافقة طائرتين من نوع ”سوخوي 30 م.ك.أ”.
كما شاركت في الاستعراض دبابات معصرنة وآليات إسناد وعربات لنقل المشاة مزودة بمنصة إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى عربات قتالية مدولبة مزوّدة بمنصات صواريخ وعربات استطلاع قتالية.
وبأداء مميز دخلت مضمار الاستعراض مدفعية ذاتية الحركة أعقبتها مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى شاحنات مزوّدة بمدافع ثنائية مضادة للطائرات وعربات قتالية ذاتية الحركة مضادة للطائرات وعربات قتالية مزوّدة بمنظومة صواريخ أرض جو متوسطة المدى. كما تم عرض منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى ”أس300” وعربات لكل الميادين مزوّدة بمدافع عديمة الارتداد، وعربات خفيفة مدرعة لكل الميادين وعربات مدرعة مدولبة رباعية الدفع.
وتميزت المناسبة التاريخية بعرض منظومة سلالم اقتحام ودبابات لنصب الجسور وعربات لفتح الطرقات ومحطات رادار متعددة المهام ودبابات التصليح والإخلاء وعربات إسعاف وجر مدرعة، قبل أن تدخل الاستعراض شاحنات مسطحة رباعية وسداسية الدفع وشاحنات مخصصة للقيام بمهام التصليح والميكانيك العامة وتصليح الدبابات والإخلاء والجر.
في نهاية الاستعراض الذي تخلله إنزال مظلي لتشكيلة من الفريق الوطني العسكري للقفز المظلي ذكور وإناث وعرض تشكيلات من فرق الدرّاجات النارية التابعة للدرك الوطني، تم فسح المجال لاستعراض تشكيلات القوات البحرية، متمثلة في سفن حربية متنوعة ومتعددة المهام، على غرار الغواصات وسفن القيادة ونشر القوات وكذا الإسناد والدعم، الفرقاطات، الغرابات، كاسحات الألغام وسفن تدريبية وسفن مخصصة للبحث والإنقاذ.
وقد تفاعل المواطنون الذين توافدوا على منتزه ”الصابلات” منذ ساعات الصباح الأولى مع مختلف العروض المقدمة في هذا الاستعراض الباهر الذي تم أحياء تقليده من قبل الرئيس عبد المجيد تبون بعد غياب دام لـ3 عقود. كما خصت الجماهير، رئيس الجمهورية باستقبال حار أثناء تفتيشه للتشكيلات المائة المشاركة، حيث عكس هذا التوافد الجماهيري الكبير الانخراط الكامل للشعب الجزائري وخاصة فئة الشباب في الديناميكية الجديدة التي تعيشها الجزائر منذ تولي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون سدة الحكم.