مبرزا تلاحم الجيش والشعب.. الرئيس تبون:
إرساء دولة المؤسسات والقانون مسؤولية الجميع
- 445
❊الاستعراض العسكري يضفي وجها استثنائيا على ستينية استرجاع السيادة الوطنية
❊الجزائر وصلت بمؤسساتها الدستورية مرحلة الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل
❊المناسبات التاريخية محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ومعالم مرشدة لخدمة الوطن والشعب
أكد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون أن الاستعراض العسكري الذي أعطى إشارة انطلاقه، أمس، بالجزائر العاصمة، يضفي ”وجها استثنائيا” على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، في وقت ”وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية، مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والآمل في المستقبل”.
قال الرئيس تبون في كلمة له أمام الحضور الرسمي والجماهيري في هذا الاستعراض الضخم الذي ينظمه الجيش الوطني الشعبي، ”في هذه السانحة، أؤكد من جديد أننا جميعا ومهما كانت مواقعنا ومستويات مسؤولياتنا، مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجذر فيها الشعور بالواجب الوطني”.
محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة
ودعا رئيس الجمهورية إلى جعل هذه المناسبات التاريخية ”محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”، مشيرا إلى ضرورة أن ”نتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي”.
كما جدّد رئيس الجمهورية تقدير الأمة للجيش الوطني الشعبي، درع الأمة وحامل لواء جيش التحرير الوطني، الذي ”نشهد معه باعتزاز ما أحرزه من مكاسب وانجازات عظيمة”، مبرزا أن ”هذه اللحظات عميقة المغزى والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عالي في العلوم والتكنولوجيا العسكرية وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”.
وأكد الرئيس تبون أن الجيش الوطني الشعبي ”متلاحم مع الشعب ويزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الأمة ويزداد تمرسه اقتدارا بما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المستخدمين والمنتسبين اليه من وطنية والتزام”.
وأشاد رئيس الجمهورية في هذا الصدد بـ«المرابطين على الحدود ونسور العلا في أجوائنا وحفظة رياس البحر الأمجاد”، مهنئا في الوقت ذاته الجزائريين بهذا العيد الذي يمثل ”شعلة المجد في سماء الجزائر ومنارة العزة على أرضها الطاهرة”.
ولم يفوّت الرئيس تبون الفرصة لتقديم جزيل الشكر والعرفان لكل ضيوف الجزائر الذين ”أبوا إلا أن يقاسموا معنا الإفراح في هذا العيد المبارك عيد الاحتفاء بستينية استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها”.
وقد أشرف رئيس الجمهورية الذي كان مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة على انطلاق الاستعراض العسكري، إذ قام قبل التحاقه بالمنصة الشرفية والاستماع إلى النشيد الوطني على وقع 60 طلقة من المدفعية، بتفتيش المربعات المشاركة في هذا الاستعراض والتي يناهز عددها المائة مربع، تمثل كافة قوات الجيش الوطني الشعبي.
تقدمت هذه المربعات الفرقة الموسيقية وفرقة الخيالة التابعة للحرس الجمهوري، تلتها مربع خاص بمجاهدي ثورة التحرير الوطني وآخر بأشبال الأمة.
وشاركت في الاستعراض القوات البرية والجوية والدفاع الجوي عن الإقليم والقوات البحرية والدرك الوطني، إلى جانب مربعات تمثل مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي وأخرى تمثل المديريات العامة للأمن الوطني والحماية المدنية والجمارك. وتضمن العرض أيضا، تشكيلة من الدبابات المعصرنة بمختلف الأنواع وآليات الإسناد ومنصات صواريخ والمدفعية وعربات قتالية، بالإضافة إلى تشكيل جوي يتكون من عدة أنواع من الطائرات والسفن والفرقاطات.
وجرى الاستعراض العسكري الذي جاب الطريق الوطني رقم 11، المحاذي لجامع الجزائر، الذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة التحريرية، بحضور رؤساء ووفود عدة دول شقيقة وصديقة لمشاركة الجزائر فرحتها بهذا الحدث الهام.
استقبال جماهيري كبير لرئيس الجمهورية
قبلها حظي رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى جامع الجزائر للإشراف على انطلاق الاستعراض العسكري المخلد لستينية الاستقلال، باستقبال كبير من قبل الجماهير الحاضرة بعين المكان، حيث بادل الرئيس تبون آلاف المواطنين التحية ووقف مطوّلا أمام الجماهير التي توافدت إلى منتزه ”الصابلات” منذ ساعات الصباح الأولى لحضور الاستعراض العسكري الضخم.
فعلى مختلف جوانب الطريق السريع رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر، الذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة التحرير المجيدة، اصطف آلاف المواطنين أغلبهم من الشباب والعائلات، موشحين بالراية الوطنية ومردّدين شعارات وأناشيد وطنية. وشهد توافد الجماهير القادمة من مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر وبعض الولايات المجاورة، تنظيما محكما سهرت على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية وكذا فعاليات المجتمع المدني الحاضرة بقوة، على غرار أشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين حرصوا منذ الساعات الأولى من يوم أمس على ضمان راحة المواطنين وتوجيههم.
ووسط هتافات وأهازيج الجماهير والتي تخللتها إيقاعات عسكرية من أداء فرق الحرس الجمهوري، سار الموكب الرئاسي ليلتحق بالمنصة الشرفية التي تم نصبها بمحاذاة جامع الجزائر، حيث جلس ضيوف الجزائر من رؤساء ووفود دول شقيقة وصديقة. ويتعلق الأمر بكل من رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، رئيس دولة فلسطين محمود عباس، رئيسة جمهورية إثيوبيا ساهلي وورك زودي، رئيس النيجر محمد بازوم، رئيس جمهورية الكونغو دونيس ساسو نغيسو، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليزاريو ابراهيم غالي، رئيسة مجلس الشيوخ الايطالي ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ووزير التسامح الاماراتي، نهيان بن مبارك آل نهيان. كما حضر الاحتفال أيضا مسؤولين سامين في الدولة ومستشاري رئيس الجمهورية وأعضاء في الحكومة وجمع من المجاهدين، بالإضافة إلى ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.
تدشين معلم ”أصدقاء الثورة الجزائرية”
دشّن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون صبيحة أمس، بساحة رياض الفتح بالجزائر العاصمة معلم ”أصدقاء الثورة الجزائرية’’، بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.
ويتمثل هذا المعلم التذكاري في جدارية تحمل أسماء أصدقاء الثورة التحريرية المجيدة من الاجانب، مرصعة بعبارة ‘’أصدقاء الثورة: إخوة في الكفاح، عرفان دائم”.
ووضع الرئيس تبون إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري، مع الوقوف دقيقة صمت وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية المظفرة.
وكان رئيس الجمهورية مرفوقا خلال مراسم تدشين هذا المعلم التذكاري، بكل من رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة وكبار المسؤولين في الدولة وأعضاء في الحكومة، إلى جانب شخصيات وطنية ومجاهدين.
كما ترحم رئيس الجمهورية بمقام الشهيد بالعاصمة على أرواح شهداء الثورة التحريرية، حيث قام بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري والوقوف دقيقة صمت وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية المظفرة.