بعد انهزام فرحات فازيل في انتخابات الاتحاد الإفريقي للملاكمة

كيف ستكون استراتيجية الجزائر القادمة في التمثيل الرياضي؟

كيف ستكون استراتيجية الجزائر القادمة في التمثيل الرياضي؟
  • 466
ع .إسماعيل ع .إسماعيل

يأتي فشل رئيس اتحادية الملاكمة فرحات فازيل في انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لهذا الاختصاص الرياضي، ليذكرنا بالتمثيل الرياضي الجزائري المتواضع، ليس على مستوى الهيئات الرياضية الإفريقية فحسب، بل حتى في كثير من الاتحاديات والمنظمات الدولية لمختلف الرياضات. كان وقع الصدمة أقوى، بشكل خاص، على الأوساط الرياضية للفن النبيل في الجزائر، لأن فرحات فازيل خسر الرهان هنا بفندق "الأوراسي"، الذي جرت فيه الانتخابات على هامش انعقاد المؤتمر الإفريقي للملاكمة. الرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية للملاكمة فرحات فزيل، فشل في مسعاه بعدما ترك الانطباع بإمكانية اعتلاء سدة الاتحاد الإفريقي للعبة، الذي جعل من ترؤسه، أحد أهدافه الأساسية عند انتخابه رئيسا جديدا للاتحادية الجزائرية للملاكمة منذ سنتين. وكانت الجزائر نالت شرف تنظيم المؤتمر الإفريقي للملاكمة، على هامش المؤتمر الاستثنائي للجمعية الدولية للملاكمة، الذي نظم أثناء منافسة بطولة العالم للسيدات، التي جرت أطوارها بتركيا.

وقالت مصادر قريبة من فرحات فازيل، إن هذا الأخير راح ضحية عمل المناورات والكواليس، التي سبقت انعقاد مؤتمر الكنفدرالية الإفريقية للملاكمة، وهو الذي تلقى ضمانات من بعض أعضاء هذه الهيئة للحصول على أصواتهم، فلماذا، إذن، خاطر بخوض هذه الانتخابات وهو لم يكن يملك كل أصول النجاح بين يديه، عكس خصمه القوي الكاميروني برتراند مندوغا، الذي له باع طويل في تسيير الملاكمة الإفريقية، التي قاد رئاسة اتحادها عدة مرات، فضلا عن أنه كان عضوا لفترة طويلة، في مجلس الاتحاد الدولي للملاكمة، وفي المنظمة العالمية للملاكمة، مما جعله يكسب طيلة أربعة وثلاثين سنة التي قضاها في الأوساط الرسمية للملاكمة الإفريقية والدولية، ثقة وإعجاب الجميع، سيما في البلدان الإفريقية الفرنكوفونية، بل حتى على المستوى الدولي لهذه الرياضة، وهذا ما يدل على أن الوعود التي تلقاها فرحات فازيل من الأطراف التي وعدته بالتصويت لصالحه، كانت غير كافية لقلب الموازين لصالحه، حيث نال عشرة أصوات مقابل عشرين صوتا لمنافسه المباشر الكاميروني برتراند مندوغا، الذي فاز بالرئاسة، وتسعة أصوات للمتنافس الثالث الأوغندي موزس ماهونغا.

وقالت مصادر مطلعة على كواليس الملاكمة الإفريقية، إن فرحات فازيل احتكم إلى رأيه فقط، لما تلقى نصائح حثته على المشاركة، فقط، في انتخابات عضوية مجلس الاتحاد الإفريقي للملاكمة، حيث كانت حظوظه قوية للحصول على مقعد، عوض خوض انتخابات الرئاسة، التي بدا فيها خاسرا مسبقا، لكونه غير معروف لدى الدوائر المؤثرة في الكنفدرالية والاتحاد الإفريقي للملاكمة، فاصطدم بواقع مر، بعدما فاز عليه ممثل الكاميرون برتراند، الذي آلت إليه، في النهاية، رئاسة الاتحاد الإفريقي للملاكمة، بفارق عشرة أصوات عن فرحات فازيل، الذي كان يأمل في أن تستمر غمرة الفرحة بعد النجاح الباهر لملاكمينا في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي جرت أطوارها بوهران. 

الوصاية مستاءة من انهزام فرحات فازيل

قالت مصادر تابعت، عن كثب، أطوار المؤتمر الإفريقي للملاكمة وانتخابات رئاسة الاتحاد بفندق الأوراسي، إن مسؤولي وزارة الشباب والرياضة استاءوا كثيرا من انهزام رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة فرحات فازيل، لكون الوصاية تراهن كثيرا في المستقبل القريب، على تعزيز التمثيل الرياضي الجزائري في كل الهيئات القارية والدولية الرياضية. الوزارة تريد، بشكل خاص، تجنيب الرياضة الجزائرية بمختلف اختصاصاتها، الوقوع ضحية أعمال الكواليس والمناورات خلال المنافسات، ولنا أن نستدل في هذا الشأن بما حدث للفريق الوطني الجزائري، الذي يدربه جمال بلماضي، بسبب التسيير الغامض الواقع داخل الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم. ولا شك في أن فشل رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة في اعتلاء رئاسة الاتحاد الإفريقي، سيدفع وزارة الشباب والرياضة إلى وضع استراتيجية جديدة مع الاتحاديات الرياضية، للحصول على تمثيل جيد في الهيئات الرياضية الإفريقية والدولية.