وثائقي "444" يرصد دور الدبلوماسية الجزائرية في القضية

مراد أوعباس يستعد لتصوير أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران

مراد أوعباس يستعد لتصوير أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران
  • القراءات: 1109
دليلة مالك دليلة مالك

يستعد الإعلامي والمخرج مراد أوعباس، لدخول مرحلة تصوير فيلمه الوثائقي الجديد "444"، بعد أن أنهى مرحلة البحث والاتصال بالوجوه التي ستثري هذا العمل الوثائقي، الذي سيعود لدور الدبلوماسية الجزائرية في أزمة الرهائن الأمريكيين في طهران الإيرانية. وأكد المخرج مراد أوعباس، في حديثه لـ"المساء" أن تصوير الفيلم الوثائقي سيشمل الولايات المتحدة الأمريكية، إيران والجزائر، قائلا "إن إنجاز أي عمل وثائقي كهذا، ما هو إلا محاولة للبحث في أرشيف الدبلوماسية الجزائرية وانجازاتها على مر التاريخ، الوثائقي يسمح لنا بإعادة قراءة صفحات من بعض تلك الحقبة الذهبية من عمر الدبلوماسية الجزائرية، لتتراءى لنا حجم الانجاز الذي تحقق على أرض الواقع، ونال اعتراف وتقدير القاصي والداني، انحنى الجميع اعترافا وتقديرا لجميل الجزائر".

وأضاف المتحدث "ظلت الدبلوماسية الجزائرية تنأى بنفسها عن النزاعات والصراعات التي تعرفها بعض المناطق في العالم، وتمسكت بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي الوقت نفسه المساهمة قدر المستطاع في حل بعض الأزمات الدولية". وتابع "كما ارتبطت الدبلوماسية الجزائرية خلال عقود من الزمن، بوقائع وأحداث على غاية من الأهمية على الصعيد الإقليمي والدولي. ولعل أبرزها أزمة الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في طهران خلال ثمانينات القرن الماضي، وقد تمكنت الدبلوماسية الجزائرية بعد فشل مساعي غربية وغيرها أن تلعب دورا محوريا مما تتمتع به من سمعة واحترام لدى الجانبين الإيراني والأمريكي".

وحسب أوعباس، فقد مثلت الدبلوماسية الجزائرية لدى البعض من المراقبين صوت العقل والحكمة، خاصة في النزاعات والصراعات الإقليمية، مما بوأها أن تلعب دورا فاعلا في حل هكذا مشاكل ولعل أبرزها تحرير الرهائن الأمريكيين الـ 52 الذين احتجزوا في إيران لمدة 444 يوم، حيث تعتبر من أعقد الأزمات التي لعبت الدبلوماسية الجزائرية في حلها والخروج بنهاية سعيدة وبشكل سلمي عبر وساطة شاقة انتهت بنهاية سعيدة وهي الإفراج عن الرهائن الأمريكيين.

والوثائقي يسلط الضوء على بعض المشاهد المخفية لهذا الدور الذي لعبته الجزائر من خلال ثلاثة من الرجال الذين برزوا كمفاوضين حكماء- تمكنوا من حلحلة هذه الأزمة المستعصية التي استغرق حلها نحو عام ونيف، ليصنع هؤلاء فصولا ملحمية بوأت الدبلوماسية الجزائرية مكانة مرموقة بين الأمم، وبخاصة من الأمريكيين الذين اعترفوا بهذا الدور البارز للجزائر ودبلوماسيتها المحنكة. "ومن هنا تأتي فكرة انجاز فيلم وثائقي يسرد وقائع قصة هذه الأزمة ضمن السياق الطبيعي لتزاحم الأحداث على الصعيد الإقليمي والدولي، والشد والجذب الذي ميز العلاقة بين إيران والإدارة الأمريكية اثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وسقوط نظام الشاه". وسوف يتيح الفيلم الوثائقي مساحة لكل الفاعلين في تلك الفترة أن يميطوا اللثام عن فصول تلك القصة من الرهن الى التحرير، وكيف لعبت الديبلوماسية الجزائرية دورا مشهودا في تلك الحقبة الحرجة.

وعن ضيوف العمل، أكد المخرج أنها تضم شخصيات فاعلة، فمن الجانب الإيراني الطلبة الذين كانوا من الفاعلين في تلك الأحداث وواكبوا عملية المفاوضات في الجزائر، ومن الجانب الأمريكي بعض الرهائن وأحد أبرز وأكبر مساعدي الرئيس كارتر، الذين اشتغلوا على هذا الملف آنذاك، ونوه مراد أوعباس، بالمناسبة بالتعاون كل من سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية وسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر.

وقال "يجري التنسيق مع مختلف الدوائر المعنية بالموضوع وعلى رأسها الخارجية الجزائرية. ونحن منفتحون لكل المقترحات للمضي قدما لتنفيذ المشروع". وكشف المخرج أنه عرض مشروع الوثائقي على إدارة التلفزيون الجزائري، الذي رحب بالفكرة "ومضينا قدما لتنفيذ الفكرة لصالح قناة الذاكرة، كما استطعنا جلب تمويل من لدن شركة سوناطراك". ومن جهة ثانية كشف المتحدث، عن مشروع يتمثل في عمل اقترحه على وزارة المجاهدين موجه للأطفال في شكل رسوم متحركة عن مجموعة 22 التاريخية.