تباينت آراء المختصين حول فيروس انتشر مؤخرا وسط الأطفال والبالغين، فمنهم من  أكد أن الأعراض التي ظهرت عليهم من إسهال شديد وغثيان وآلام المفاصل وارتفاع درجات حرارة الجسم، تعود إلى فيروس "ريتا" الذي يصيب الأطفال  وينتشر بين البالغين، ومنهم من أكد أن هذا الفيروس موسمي يظهر كل صائفة غير أن أعراضه تتشابه بشكل كبير وأعراض فيروس كورونا "كوفيد19".

وبهذا الخصوص أكد أمس في مكالمة هاتفية مع ”المساء” البروفيسور كمال جنوحات رئيس مصلحة مخبر التحاليل الطبية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالرويبة،  أن مصالح الاستعجالات في الآونة الأخيرة تستقبل يوما عشرات الأطفال والبالغين يعانون من إسهال حاد وغثيان وآلام المفاصلو ارتفاع درجات حرارة الجسم  ،مرجعا ذلك الى فيروس موسمي يظهر كل صائفة .ويتميز هذا الفيروس حسب البروفيسور جنوحات، بانتشاره الكبير وسط الأطفال الصغار، مؤكدا أن أعراضه تتشابه وأعراض فيروس كورونا "كوفيد19"، المتمثلة في الغثيان، الاسهال، آلام المفاصل، ارتفاع درجات الحرارة  مشيرا إلى زوال هذه الأعراض في الغالب تكون خلال ثلاثة أيام.

البروفيسور جنوحات أكد أن  أغلب المصابين قاموا بإجراء الفحوصات الطبية للكشف عن فيروس كورونا ”كوفيد19”، غير أن النتائج أثبتت عدم إصابتهم . رئيس مصلحة مخبر التحاليل الطبية بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالرويبة أرجع مصدر هذا الفيروس إلى المياه المعدنية أوالبكتيريا الضارة، أو الفيروسات والفطريات المرتبطة بالمنتجات الغذائية على غرار الخضر والفواكه، والتي قد تكون ذات خطورة مهمة على صحة الإنسان.

من جهته يرى الدكتور محمد كواش الأخصائي في الصحة العمومية، الانتشار الواسع لهذه الأعراض وسط الأطفال والرضع في الآونة الأخيرة، راجع إلى إصابتهم بفيروس "روتا"، إذ تتسبب الإصابة بهذا الفيروس في فقدان الطفل لكميات كبيرة من السوائل والمعادن المهمة الموجودة بجسمه بفعل نوبات إسهال وقيء حادة. وأوضح الدكتور كواش في مكالمة هاتفية مع "المساء" أنه غالبا ما تنتقل مسببات الإصابة بهذه الفيروس إلى الطفل عن طريق الأيدي الملوّثة أو الاستخدام الجماعي للمناشف، لافتا إلى أنه قد ينتقل أيضا بنفس طريقة انتقال عدوى نزلات البرد، أي عن طريق السعال والعطس أو الأشياء الملوثة مثل لعب الأطفال.

وأشار محدثنا أن فيروس "روتا" هو نوع من العدوى الأكثر شيوعا بين الأطفال دون سن الخامسة، كما يمكن أن يصاب البالغون أيضا بالعدوى، لكنها عادة ما تكون أقل حدة. وحسب الدكتور كواش لا يوجد علاج محدد لعدوى فيروس "روتا"، إلا أن المضادات الحيوية  تساعد في علاج العدوى الفيروسية، وعادة ما يكون الشفاء في  غضون ثلاثة إلى ثمانية أيام، ولكن تكون الوقاية من الجفاف هي الشاغل الأكبر  بالنسبة للأطباء لذا نصح ذات المتحدث بضرورة الإكثار من شرب السوائل لتعويض الجسم ما فقده من أملاح معدنية وسوائل  جراء الإسهال والغثيان .