أكّدت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، أوّل أمس، أنّه "حان الوقت بل وتأخّر، في الشروع بوضع نص قانوني يحدّد حقوق الفنان وواجباته، وأيا كانت طبيعة هذا النص سيسمح لا محالة بحل عديد الإشكالات المرتبطة بالحياة الاجتماعية والمهنية للفنان، وأشارت خلال تنصيبها للجنة الوطنية المكلفة بإعداد مشروع قانون الفنان، إلى أنّ "النظر إلى وضعية الفنان ورصد الدعائم التشريعية القانونية وتوفير المعطى المادي والعامل البشري الكفء لتعزيز فاعلية هذه الفئة المهنية والإبداعية من المجتمع، هي من اهتمامات توليها، الدولة الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اعتبارا وشأنا".

وأوضحت السيدة مولوجي أنّ ذلك إضافة "إلى المساعي التكاملية لعديد الدوائر الوزارية وفي مقدّمتها الوزارة الأولى، والتي تسعى وتعمل بمعية قطاعنا الوزاري على حلحلة العديد من المسائل التي تهم الفنان"، مشيرة إلى أنّ العملية ستجري على مرحلتين، الأولى سيضطلع بها المجلس الوطني للفنون والآداب وسيتم فيها مشاورات واستشارات واسعة لدى الفاعلين في المجال الفني على المستوى الوطني وفي فترة زمنية محددة بثلاثة أشهر، فيما سيقدّم في المرحلة الثانية "مخرجات عمل المجلس الوطني للآداب والمتمثلة في مسودة المقترحات والتوصيات التي تنبثق عن الورشات الجهوية من أجل عرضها على اللجنة الوطنية المكلّفة بإعداد مشروع قانون الفنان".

في نفس الصدد، جدّدت الوزيرة، تأكيدها على "دعم العمل الفني والفعل الثقافي والرقي بهما وتوفير الدعم اللازم في حدود الإمكانات"، مبرزة أنّها كلّفت مصالحها بـ«البدء في تشكيل هيئة خاصة للنظر في منازعات استعمال المصنفات والأداءات وفضّ الخصومات فيما يتعلّق بحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة وهي الهيئة المنصوص عليها قانونيا منذ سنة 2005 ولم يتم تفعيلها لحدّ الساعة سعيا منا لإعطاء كلّ فنان حقّه وتمكينه من مستحقاته غير منقوصة".

ويترأس اللجنة الوطنية المكلفة بإعداد مشروع قانون الفنان مدير الآداب وتطوير الفنون بالوزارة، ميسوم لعروسي، وتضمّ 7 أعضاء، هم الاكاديمي والناقد الأدبي رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب عبد المالك مرتاض، المكلفة بتسيير مديرية الشؤون القانونية بوزارة الثقافة والفنون، كريمة شعلال، ممثلة وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي حيزية بن كريرة، الفنان ورئيس الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي عبد القادر بن دعماش وكذا المختصة القانونية عضو المجلس الوطني للفنون والآداب جازية فرقاني والخبير القانوني رحال بن عمر.

للإشارة، اجتمعت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي بقصر الثقافة "مفدي زكريا" مع رئيس وأعضاء المجلس الوطني للفنون والآداب، كاشفة على هامش الاجتماع أنّه بموجب الصلاحيات الجديدة لهذه الهيئة فإنّ المجلس خوّلت له عدّة مهام، على غرار إعداد مدوّنة المهن الفنية ووضع معايير موضوعية وشفافة لاستصدار بطاقة الفنان واقتراح العناصر المرتبطة بأدب وأخلاقيات العمل الفني.

وشدّدت الوزيرة على الدور المحوري للفنان في مرافقة التحوّلات والتغيرات الاجتماعية والحفاظ على الهوية الجزائرية، وأضافت أنّ تعزيز دور ومكانة الفنانين لا يمكن أن يتم إلاّ من خلال تثمين كفاءاتهم وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية، والتي يجب أن يأخذها المجلس بعين الاعتبار، خاصة بعد الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا عليهم.

كما دعت الوزيرة مولوجي أعضاء المجلس إلى تقديم اقتراحاتهم التي تصبّ في سياق الاضطلاع بالاستماع إلى انشغالات الأدباء والفنانين وتنظيم لقاءات توجيهية جهوية، وورشات تكوينية تحسيسية بالتنسيق مع الهيئات التابعة للقطاع، وكذا عقد اتفاقيات شراكة مع مؤسسات من القطاعات الأخرى ذات الصلة.