في ردها على مغالطات المخزن جراء استقبالها الرئيس الصحراوي

تونس تستدعي سفيرها في المغرب

تونس تستدعي سفيرها في المغرب
  • القراءات: 466
ص. م ص. م

يبدو أن المخزن مصر على مواصلة تصرفاته الصبيانية التي تتسبب في كل مرة في خلق مزيد من الأزمات الدبلوماسية مع مختلف الدول، والتي بلغ أذاها هذه المرة تونس التي لم تسلم من تهور نظام مخزني فقد بوصلته، وتعدى على كل الحدود المتعارف عليها في التعاملات الدبلوماسية ما بين الدول الشقيقة والصديقة. فقد استدعت تونس أمس، سفيرها في المغرب في اطار المعاملة بالمثل بعد استدعاء هذا الأخير لسفيره في تونس، بعذر أقبح من ذنب وهو الاحتجاج على استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لنظيره الصحراوي إبراهيم غالي، الذي حل منذ أول أمس، في تونس للمشاركة مثله مثل باقي رؤساء الدول والحكومات الافريقية في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا "تيكاد8".

وقررت تونس استدعاء سفيرها بالرباط "حالا" للتشاور على خلفية ما وصفته بـ"التحامل غير المقبول" و"المغالطات" بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8" التي تحتضنها العاصمة التونسية. وأعربت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، في بيان لها أمس، عن استغرابها "الشديد مما ورد في بيان المملكة المغربية من تحامل غير مقبول على الجمهورية التونسية، ومغالطات بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا". وأوضح البيان بأن تونس "حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء الغربية، التزاما بالشرعية الدولية. وهو موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلا سلميا يرتضيه الجميع"، مضيفا أن تونس "كما تلتزم بقرارات الأمم المتحدة فإنها ملتزمة أيضا بقرارات الاتحاد الإفريقي التي تعد بلادنا أحد مؤسسيه".

كما أوضح بأنه "خلافا لما ورد في البيان المغربي، فقد قام الاتحاد الإفريقي في مرحلة أولى بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية، بتعميم مذكرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي بما فيهم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للمشاركة في فعاليات قمة (تيكاد-8) بتونس. كما وجه رئيس المفوضية الإفريقية في مرحلة ثانية دعوة فردية مباشرة للجمهورية الصحراوية لحضور القمة". وتأتي هاتان الدعوتان ـ حسب البيان ـ "تنفيذا لقرارات المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في اجتماعه المنعقد بلوزاكا بزامبيا يومي 14 و15 جويلية 2022، بحضور الوفد المغربي، حيث أكد القرار على ضرورة دعوة كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي للمشاركة في قمة (تيكاد-8)". وبينما ذكر بيان الخارجية التونسية بمختلف مشاركات الجمهورية الصحراوية في عدة محافل اقليمية ودولية، فقد أكدت أنه وبناء على ما سبق من معطيات موثقة لدى الاتحاد الإفريقي فإنه "لا وجود لأي تبرير منطقي للبيان المغربي، خاصة وأنها احترمت جميع الإجراءات الترتيبية المتعلقة باحتضان القمة وفقا للمرجعيات القانونية الإفريقية ذات الصلة بتنظيم القمم والمؤتمرات واجتماعات الشراكات".

بل وأكدت أنه "وباعتبار ندوة طوكيو الدولية هي مؤتمر إقليمي متعدد الأطراف، فقد سعت تونس إلى توفير أفضل ظروف النجاح لها بالتنسيق الحثيث مع كل الجهات المشاركة في تنظيم هذا الاستحقاق الهام وتأمين استقبال لجميع ضيوف تونس على قدم المساواة وفقا لقواعد اللياقة وحسن الوفادة المتأصلة لدى الشعب التونسي". وبينما أكدت تونس "حرصها على المحافظة على علاقاتها الودية والأخوية والتاريخية العريقة التي تجمعها بالشعب المغربي، فإنها شددت رفضها رفضا قاطعا ما تضمنه البيان المغربي من عبارات تتهم بلادنا باتخاذ موقف عدواني تجاه المغرب ويضر بالمصالح المغربية".

وانطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام خياراتها، فقد أكدت تونس أيضا على "رفضها التدخل في شؤونها الداخلية وعلى سيادة قرارها الوطني". واستقبل الرئيس التونسي أول أمس، نظيره الصحراوي ابراهيم غالي، عند نزوله من الطائرة مثله مثل باقي رؤساء الدول الافريقية التي حلت بتونس لحضور أشغال قمة "تيكاد8" في مشهد كرس حقيقة وجود الدولة الصحراوية على أرض الواقع. وهو ما أغاض البلاط الملكي في الرباط الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، حيث انسحب وفده من أشغال قمة "تيكاد8" وذهب الى حد استدعاء سفيره في تونس، للاحتجاج على حقيقة قائمة أمام أعين الجميع ولا يرد المخزن الإقرار بها.