ندوة إفريقيا حول الكوارث الكبرى

حتمية تكيّف دول القارة مع التغيرات المناخية

حتمية تكيّف دول القارة مع التغيرات المناخية
  • 326
 ي. س ي. س

انطلقت بالعاصمة، أمس، أشغال الدورة 18 لفريق العمل الإفريقي المختص في الحد من أخطار الكوارث، تم خلالها التأكيد على أهمية مناقشة القضايا ذات القاسم المشترك على المستوى القاري والعمل على تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ والكوارث وبلوغ أهداف أجندة 2063. وتم خلال الدورة، التي تعقد تحت شعار من الالتزام إلى العمل: تعزيز الأعمال الاستباقية في إفريقيا والتنفيذ الفعال لبرنامج الإنذار المبكر للأخطار المتعددة والتدخل السريع بإفريقيا، التأكيد على أهمية بلوغ أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة وأجندة 2063: إفريقيا التي نريدها.

وأشار حميد عفرة ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، المندوب الوطني للأخطار الكبرى خلال انطلاق أشغال الندوة إلى أن البلدان الإفريقية أصبحت أكثر تعرضا للأخطار بسبب عوامل طبيعية وبشرية والتي تتسبب في وقوع الكثير من الضحايا. وأضاف أن البنك الدولي للمعلومات ذكر أن إفريقيا سجلت، ما بين سنتي 2010 و2021 نحو 1215 حادث، بعضها طبيعي وبعضها الآخر تكنولوجي، وما هو من فعل الإنسان. وأضاف حميد عفرة أن الجزائر تبذل جهودا في نفس سياق جهود مختلف بلدان العالم الرامية إلى تعزيز القدرات لمجابهة أخطار الكوارث وقضايا المناخ لتحقيق الأهداف المسطرة على المستوى القاري. وأشاد عفرة  بالدور الذي يلعبه فريق العمل الإفريقي المختص في الحد من أخطار الكوارث، مثمّنا في ذلك موقف بلدان القارة الذي تم تبنيه خلال المنتدى العالمي المنعقد شهر ماي الماضي بالعاصمة الإندونيسية، جاكارتا.

وستعرف أشغال الدورة، التي تختتم أشغالها يوم غد  توفير منصة لأعضاء فريق العمل الإفريقي المختص وللجهات الفاعلة لمناقشة النتائج والتحديات والتوجهات المعتمدة في كل ما تعلق بتنفيذ توصيات ونقاط العمل المتفق عليها في الدورة الأخيرة. وفي إطار تعزيز التعاون الدولي في مجال الوقاية والحد من المخاطر الكبرى، وبالموازاة مع انعقاد الدورة سيتم دراسة التصور والرؤية الكفيلين بتجسيد اقتراح رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتبنى من قبل المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، خلال دورته الأربعين، المنعقدة شهر فيفري الماضي. وتضمن الاقتراح حسب وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إنشاء آلية إفريقية للوقاية والحماية من أخطار الكوارث، في إطار مقاربة تكرس التضامن الإفريقي وتعزيز قدرات مختلف الدول وتعاضد إمكانياتها بما يسمح بإضفاء فعالية أكبر لمجابهة الكوارث.

كما ستخصص أشغال ذات اللقاء لمناقشة سبل تطبيق التوصيات السابقة، سيما الالتزامات والأولويات المحددة في إعلان نيروبي وفي لجنة الاتحاد الإفريقي 2022، بما يسمح بوضع برنامج عمل لتجسيد إطار سانداي 4 إفريقيا وإنجاحه وهي خطة عمل اعتمدت في المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة المعني بالحد من مخاطر الكوارث، في الفترة من سنة 2015 إلى 2030. وفي السياق، ستشهد فعاليات هذه الدورة تنظيم فضاءات عرض وتبادل خبرات تسمح بتثمين التجربة الجزائرية في مجابهة المخاطر الكبرى، تنشطها عدد من الهيئات  والمؤسسات الجزائرية الفاعلة في المجال. ويشارك في الندوة المندوبية الوطنية للأخطار الكبرى والحماية المدنية والمركز الوطني للبحث في علم الفلك وعلم الفيزياء الفلكية والجيوفيزياء إلى جانب خبراء جزائريين وأجانب مختصين في مجال البيئة والحماية من الأخطار.

مناقشة اقتراح الجزائر لإنشاء آلية إقليمية للتصدي للأخطار الكبرى

أعلن ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، المندوب الوطني للأخطار الكبرى، حميد عفرة، إدراج مناقشة اقتراح الجزائر بإنشاء آلية إقليمية للتصدي للأخطار الكبرى على هامش أشغال الدورة 18 لفريق العمل الافريقي المختص في الحد من أخطار الكوارث. وأوضح عفرة في تصريح صحفي أن "الاقتراح الجزائري بإنشاء آلية إقليمية للتصدي للأخطار الناجمة عن الكوارث، الذي قدمه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وصادق عليه المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في فبراير الماضي، ستتم مناقشته اليوم على هامش أشغال هذه الدورة".

وبعد الإشادة بالمصادقة على الاقتراح الجزائري، أشار ممثل وزارة الداخلية إلى برمجة مناقشة المبادرة الجزائرية اليوم ليتم بعد ذلك إدراج الاقتراح في جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقي المقبلة (فيفري  2023) قبل الإنشاء الفعلي للآلية. وأكد في هذا الصدد أن "الجزائر لديها بالفعل خبرة دولية في إدارة الكوارث، من خلال الحماية المدنية، لذا من الأجدر تنظيمها على المستوى الأفريقي، إذ يتم اللجوء أحيانا للمساعدة الدولية في حين أن القدرات متوفرة في القارة". وأبرز السيد عرفة أهمية الآلية المذكورة، موضحا أن هذه المبادرة "ستوحد جهود القارة في مجال الوقاية من الكوارث وإدارتها، من خلال إدماج جميع الآليات النشطة في هذا المجال".

وأضاف أن الرهان يكمن في تحقيق المزيد من الفعالية مع تعزيز العمل الأفريقي المشترك في هذا المجال الحيوي، معربا عن قناعته بتوصل المشاركين إلى "رؤية مرنة وفعّالة كفيلة بتعزيز القدرات القائمة". وإذ تطرق المتحدث إلى جهود الجزائر في هذا المجال، أشار إلى أهم المؤسسات المتخصصة مثل الحماية المدنية والديوان الوطني للأرصاد الجوية والمركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل والوكالة الفضائية الجزائرية، المدرجة في برنامج زيارات الضيوف الأفارقة.

من جهته، أبرز ممثل وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، جمال بنعوم، أهمية المبادرة الجزائرية، مذكرا بأن الرئيس تبون "اقترح توحيد الجهود في مجال الوقاية من الأخطار الكبرى كما هو الحال في مجال الأمن والسلم والتنمية في إفريقيا". وأوضح أن الأمر يتعلق بأداة أفريقية موحدة ومتكاملة تشمل جميع الآليات القائمة على المستوى القاري (...) تسمح بتنسيق جميع الدراسات والأنشطة المتعلقة بالأخطار الكبرى. وأضاف أن هذه الآلية ستكون بمثابة واجهة القارة مع الشركاء الأجانب والمنظمات الدولية في مجال الحد من الأخطار الكبرى وإدارتها والتدخل السريع.