أكد أن جهودها في المصالحة مقبولة فلسطينيا ومدعومة عربيّا.. لعمامرة:
الجزائر لاعب أساسي في المنطقة.. والقمة العربية ستنجح
- 340
❊ صفحة جديدة مع الشريك الفرنسي برؤية جديدة ومبدأ رابح – رابح
أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس، مواصلة الجزائر جهودها "لتحضير أمثل للقمة العربية التي ستحتضها يومي الفائح والثاني من نوفمبر المقبل"، في سياق تطلعها لأن يشكل هذا الاستحقاق الهام فرصة لاتخاذ قرارات جريئة وبروح توافقية للارتقاء بالعمل العربي المشترك. وأكد لعمامرة خلال ندوة صحفية على هامش احياء اليوم الوطني للدبلوماسية، حرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ورغبته في أن تكون هذه القمة "قمة جامعة وشاملة"، مؤكدا استكمال كافة التحضيرات اللوجستية والتنظيمية والجوهرية المؤدية إلى الانعقاد الفعلي للقمة، مشيرا في ذلك إلى أن الجزائر قامت في هذا السياق بمشاورات موسعة مع الدول العربية وأطراف أخرى بدءا من جامعة الدول العربية.
وذكر الوزير لعمامرة، أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، سيحل بالجزائر خلال أيام في سياق التشاور الذي ينظم مع البلد المضيف، ضمن لقاءات "ستكون خاتمة فعلية للمسار التحضيري ونكون قد وضعنا كافة الترتيبات التي تساهم في إنجاح القمة". ولفت رئيس الدبلوماسية الجزائرية، إلى أن الرئيس تبون أبى إلا أن يوجه رسائل دعوة شخصية لقادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن الرسالة الأخيرة ستسلم اليوم الاثنين لرئيس جمهورية جزر القمر. وأبرز لعمامرة أنه "علينا كجامعة عربية ودول عربية تجمعنا مصالح ومقومات وقيم حضارية ودينية مشتركة، أن ننظر إلى المستقبل نظرة الجسم الواحد الذي يتماسك ويتداعى كله عندما يتضرر جزء منه جراء الأوضاع الدولية المتقلبة"، معربا عن يقينه بأن "القادة سيغتنمون الفرصة للحديث بمنتهى الصراحة وصولا إلى نتائج تستجيب لإرادة شعوبنا في وجود عربي قوي ومصالح مشتركة".
ووصف وزير الخارجية، جدول أعمال القمة بـ"الواسع والكبير والطموح ويرتكز أساسا على ما يرتئيه رؤساء الدول فعله في خضم محيط دولي متقلب وما تتطلب المصالح العربية أن يتخذ من تدابير توافقية لفرض وجودنا في عهد ما بعد جائحة كورونا وما بعد أزمة أوكرانيا". وأردف أنه يشمل أيضا "كافة المسائل السياسية والاقتصادية المتعلقة بالدول وبالشعوب العربية وبحياة المواطن وما يرقى إلى مستوى التفكير في مستقبل أفضل، مرتكزين على دور المجتمع المدني مثلما برهنا على ذلك من خلال منتدى وهران لتواصل الأجيال، دعما للعمل العربي المشترك". وأكد كذلك على إدراج "الأوضاع الفلسطينية ودعم المؤسسات والديمقراطية الفلسطينية وجمع الشمل الفلسطيني وجعل القيادة الفلسطينية تتحدث دون منازع باسم المصير الفلسطيني الواحد ونيابة عن الشعب الفلسطيني وكافة التنظيمات والتشكيلات السياسية والفعاليات من المجتمع المدني والشخصيات الفلسطينية المستقلة".
وأوضح بخصوص اجتماع الفصائل الفلسطينية المرتقب عقده بالجزائر، أنه "جزء لا يتجزأ من شروط نجاح القمة، فإذا توحد الأشقاء الفلسطينيون فإن ذلك سيكون قاعدة قوية لدعم وحدة العالم العربي في نصرة القضية الفلسطينية وابتكار وسائل عمل متجددة ومرتبطة بالمعطيات الجديدة في الساحة المشرقية والدولية، لنتمكن من رفع نجاعة الكلمة العربية الموحدة ودور الدول العربية في المحافل الدولية". وتابع بأن الوفود الفلسطينية ستصل تباعا إلى الجزائر، مؤكدا أن "هناك قبول كامل لدعوة الرئيس عبد المجيد تبون لكافة الفعاليات الفلسطينية"، في حين ذكر بالعمل التحضيري الدقيق الذي قامت به الجزائر، حيث أصبحت "المبادرة الجزائرية مقبولة فلسطينيا ومدعومة عربيا".
الجزائر لها مؤهلات لشغل مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن
وأوضح لعمامرة من جهة أخرى، أن الدبلوماسية الجزائرية "أثبتت عبر التاريخ أنها دبلوماسية مسؤولة وتقوم بدور بناء في العلاقات الدولية، الأمر الذي يؤهلها لشغل للمرة الرابعة منذ استقلالها، مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن". ولفت في هذا الصدد، إلى أن الحملة الجزائرية قد انطلقت وأن الترشيح مزكى من قبل الاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وعديد الدول، مضيفا أنه "لا شك في أن النتيجة ستكون ايجابية وستتمكن الجزائر من أداء دورها كاملا غير منقوص في الأمم المتحدة". وبخصوص العلاقات مع فرنسا، قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية، إن هناك "صفحة جديدة مع الشريك الفرنسي، برؤية جديدة انبثقت عن زيارة الرئيس، ايمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ أسابيع وتميزت بمحادثات مطولة ومعمقة مع الرئيس تبون"، مشيرا إلى أن "التفاهم بينهما كان كاملا".
وأعرب لعمامرة عن ثقته في أن تنفذ الرؤية التي وضعها الرئيسان وتبلورت في إعلان الجزائر على وجه الخصوص، لافتا إلى أول اجتماع ما بعد لقاء تبون- ماكرون في سياق اللجنة الحكومية رفيعة المستوى الجزائرية-الفرنسية، لـ"ترجمة هذه التوافقات والروح والانطلاقة الجديدة إلى اتفاقات ورغبة وإرادة الجانب الجزائري في أن تفتح صفحة نوعية جديدة وتترجم العلاقات الجديدة في تعاملات تستجيب لما تعتبره الجزائر من الأساسيات".
كما لفت إلى رغبة الجزائر في تنفيذ كل الأمور التي من شأنها جعل العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموذجا لعلاقات "رابح / رابح"، بين دولة مصنعة وأخرى لها من الامكانيات الاقتصادية الهائلة ما يؤهلها للعب دور مرموق في المنطقة، وكذا في العلاقة ما بين أوروبا وافريقيا وأوروبا والعالم العربي "لاسيما على ضوء الدور الاستراتيجي الكبير الذي أصبحت المحروقات تؤديه في الساحة الدولية وتجعل من الجزائر لاعبا أساسيا في المنطقة وعلى ساحة العلاقات الاقتصادية الدولية". وقال لعمامرة بخصوص التغيرات غير الدستورية في منطقة الساحل، إن للاتحاد الإفريقي "موقفا قويا ومبدئيا منها، حيث ينجر عنها تجميد أو تعليق مشاركة الدولة المعنية في اجتماعات الاتحاد الإفريقي"، معربا في هذا الصدد عن "التزام الجزائر بعقيدة هذا الأخير".