بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين
ريشي سوناك.. أول ملوّن على رأس الحكومة البريطانية
- 447
فاز وزير المالية البريطاني السابق، ريشي سوناك، بسباق الوصول إلى مقر "10 داونينغ ستريت" بعد تراجع منافسه الأول، بوريس جونسون، وعدم تمكن غريمته الثانية، بيني مورداونت، من الحصول على دعم كاف من قبل أعضاء حزب المحافظين لدخول غمار المنافسة على زعامة الحزب. وبذلك يكون ريشي سوناك، البالغ من العمر 42 عاما والمنحدر من عائلة مهاجرة من أصول هندية، أول رئيس وزراء ملون يقود الحكومة البريطانية في سابقة لم تشهدها بريطانيا من قبل.
وقال غراهام برادي، المشرف على عملية الاقتراع، أنه تم اعتماد ترشيح واحد فقط، وبالتالي انتخاب ريشي سوناك على رأس الحزب المحافظ، وهو الذي كانت حظوظه قوية للفوز بهذا المنصب الذي كان خسره شهر سبتمبر الماضي أمام منافسته، ليز تروس. ولكن سوناك، تمكن هذه المرة من حسم سباق المنافسة لصالحه بعدما وجد نفسه وحيدا في السباق الذي توفرت فيه الشروط للتنافس على زعامة حزب المحافظين بما يؤهله مباشرة لدخول مبنى "داونينغ ستريت" دون أي تصويت. وبينما أقرت غريمته وزيرة العلاقات مع البرلمان، بيني مورداونت، البالغة من العمر 49 عاما بهزيمتها بعد عجزها في الحصول على دعم 100 صوت من اعضاء حزبها المحافظ، أعلن، رئيس الوزراء الأسبق، بوريس جونسون، البالغ من العمر 58 تراجعه عن الترشح لزعامة الحزب بسبب انقسامات على مستوى الأغلبية.
لكن جونسون الذي كان اضطر هو الآخر إلى الاستقالة شهر جويلية الماضي، بعد سلسلة الفضائح لاحقته، تمسك بثقته في نفسه عندما اعتبر انه سيكون الأوفر حظا للعودة مجددا إلى "داونينغ ستريت" لو يتراجع عن الترشح. وسيقوم الملك شارلز الثالث، بمجرد استلامه استقالة ليز تروس، بتكليف سوناك بتشكيل طاقم تنفيذي جديد، بما سيشكل سابقة أيضا بالنسبة للملك الجديد الذي تولى عرش بريطانيا في الثامن سبتمبر الماضي بعد وفاة والدته الملكة اليزابيث الثانية لممارسة مهامه الملكية. ويخلف بذلك سوناك زميلته، ليز تروس، التي اضطرت مؤخرا لتقديم استقالتها بعد فشلها في اداء مهامها وهي التي دخلت تاريخ "دوانينغ ستريت" لكن ليس من بابه الواسع بعد أن قضت أقصر مدة كرئيسة حكومة في تاريخ بريطانية لم تتجاوز 44 يوما.
وسيكون أمام الوافد الخامس على "داونينغ ستريت" منذ خروج بريطانيا من حضن الاتحاد الاوروبي "بريكسيت" عام 2016، والذي ادخل هذا البلد الأوروبي في سلسلة طويلة من الاضرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مواجهة أزمة اجتماعية خانقة كانت سببا في الاطاحة بسابقته ليز تروس، والعمل على توحيد أغلبية يعتبرها البعض أنها لم تعد قابلة للإدارة بعد 12 عاما في السلطة. ويدرك سوناك حجم المهمة الصعبة والمعقدة التي تنتظره بما جعله يستبق الأحداث بالتأكيد، أول أمس بمناسبة إعلان ترشحه الرسمي بأنه يريد إصلاح اقتصاد بلاده وتوحيد حزبه والعمل من أجل بلده.