قمة الجزائر بأعين الصحافة العربية والأجنبية
إشادة دولية بجهود الدبلوماسية الجزائرية للم الشمل العربي
- 368
يحظى انعقاد القمة العربية بالجزائر يومي 1 و 2 نوفمبر القادم، باهتمام غير مسبوق من طرف وسائل إعلام عربية وأجنبة، لم يسبق أن لاقته قمم عربية سابقة بالنظر إلى الرهانات السياسية والآمال الشعبية المعلقة على مخرجاتها. وركزت مختلف وسائل الإعلام العربية على الأهمية القصوى التي تكتسيها هذه القمة من حيث كونها فرصة تاريخية للم الشمل العربي والنهوض في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد موقع "العربية. نت" السعودي في هذا السياق، أن قضايا كثيرة ستطرح للنقاش خلال القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين، معتبرا انه لا ينتظر إيجاد حلول لجميع المشاكل العالقة في الوقت الراهن، لكن المؤكد عدم صدور أي قرار يحمل غدرا أو طعنا ضد أي دولة عربية من الجزائر، أي أن القمة المقبلة إذا عجزت عن جمع العرب حول موقف موحد، فهي من المؤكد لن تزيد في تفرقتهم ولن تعمق خلافاتهم، ولن ترهن مصيرهم كما حدث في قمم كثيرة خلال العقود السبعة الماضية.
وكتبت جريدة "اليوم السابع" المصرية مقال تحليليا بعنوان "الجزائر تعلن انتهاءها من استعدادات القمة العربية التي تعقد لأول مرة بدون أوراق" ركز صاحبه على حضور و مشاركة القادة والزعماء العرب الذين يعملون على إنجاح هذه القمة التي تعقد في ظروف مميزة بهدف الخروج بنتائج ترتقي إلى تطلعات الشعوب العربية. وخصصت قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني تغطية إعلامية مستمرة وخاصة بهذا الحدث العربي الهام، من خلال إعداد برامج وحوارات تناولت بالتحليل والنقاش الحلول التي ستقدمها القمة العربية بعد انقطاع دام أزيد من ثلاث سنوات، تفاقمت خلالها أزمات العرب وزادت خلافاتهم وتصدعت وحدتهم، بما يجعل قمة الجزائر فرصة للمصالحات والتوافقات العربية.
وتحت عنوان "قمة الجزائر.. من سيحضر ليمثل الدول العربية"، قال موقع "روسيا اليوم" الناطق بالعربية إنه مع اقتراب موعد انعقاد القمة بدأت تتضح خارطة المشاركين فيها، حيث جاء في المقال أن معظم القادة العرب أكدوا حضورهم، ما عدا الرئيسين السوري بشار الأسد، نظرا لتعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية منذ بداية الأزمة في سوريا، واللبناني ميشال عون لانتهاء عهدته الرئاسية. فيما طرح موقع "أورو نيوز" الناطق بالعربية تساؤلات تتعلق بمدى نجاح الجزائر في حل الملفات الهامة والقضايا الإقليمية العالقة، مبرزا أن انعقاد القمة العربية في نسختها الحادية والثلاثين تعقد وسط تحديات كبيرة وظروف وعلاقات معقدة تشهدها المنطقة العربية، فضلاً عن وضع عالمي مضطرب.
واعتبرت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية، أن توقيع إعلان الجزائر للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية كان انتصارا دبلوماسيا للجزائر، خاصة أنه يأتي قبيل احتضانها لقمة الجامعة العربية. وفي تقرير نشرته أول أمس، ذكرت الصحيفة "أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حقق نجاحا دبلوماسيا كبيرا في 13 أكتوبر، بعد توقيع إعلان الجزائر الذي سيجعل دعم القضية الفلسطينية محور المناقشات في القمة العربية المقبلة."
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس تبون، أكد منذ وصوله إلى سدة الحكم في 2019، التزامه الكامل بالقضايا العربية والإفريقية، وبالفعل تمكّنت الجزائر في ظرف زمني قصير من العودة إلى الساحة الدولية، حيث أعاد الرئيس عبد المجيد تبون، إطلاق اتفاق الجزائر بشأن مالي. كما لعبت دبلوماسية الجزائر ـ حسب الصحيفة ـ دورا إيجابيا في الملف الليبي، وفي الأزمة بين مصر وإثيوبيا أيضا.
تغطية إعلامية دولية مكثفة للقمة العربية بالجزائر
فيما تطرقت بعض القنوات والمواقع الإخبارية والجرائد إلى آخر التحضيرات والرتوشات التي باشرتها الجزائر لاحتضان ضيوفها من القادة العرب، سيما وأن انعقاد القمة العربية تزامن مع الذكرى الـ68 لاندلاع ثورة أول نوفمبر. وجاء في بعض التقارير الإعلامية ان شهر أكتوبر الجاري، مر بشكل مختلف على سكان العاصمة حيث لم تتوقف الأشغال في الأحياء والشوارع، وسط حالة من الترقب والإحساس العام بأهمية الموعد. كما نشرت مختلف وسائل الإعلام سواء المرئية أو المكتوبة صورا تبرز الحلة التي تميزت بها الشوارع على غرار تزيين مدخلها بمجسمات تمثل رموز جميع الدول العربية، والتي وضعت في الساحة المقابلة لمسجد الجزائر الأعظم، إضافة إلى انتشار أعلام الدول العربية في كل مكان، على أعمدة الإنارة والطرقات، مع عبارات كبيرة كتبت عليها "مرحبا بالأشقاء العرب" و"أهلا بضيوف الجزائر". ولم تقتصر التحضيرات حسب ذات الوسائل الإعلامية على مستوى البنية التحتية، بل شملت أيضا النشاطات الثقافية والفكرية، حيث سطرت الجزائر أكثر من ألفي نشاط ثقافي ليرافق القمة العربية وإحياء ذكرى ثورة أول نوفمبر.