إعــــلامــيون عــــرب يؤكــدون لــ "المساء"
الجزائر جسّدت شعار لمّ الشمل
- 288
عبر إعلاميون عرب التقت بهم “المساء”، أمس، عن إعجابهم بالتنظيم المحكم والتسهيلات الموفرة لهم لتغطية أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي تنظمها الجزائر غدا، سواء من حيث توفير المعلومات أو الأجهزة المخصصة لنقل حيثيات هذا الحدث الذي يحظى بالأهمية لدى مختلف وسائل الإعلام الدولية، كونه جاء بعد 3 سنوات من الانقطاع، مشيرين إلى أن مؤشرات نجاح هذا الموعد العربي كانت بادية للعيان منذ أن رعت الجزائر بنجاح لقاء المصالحة الوطنية في سياق الشعار الذي تبنه القمة، وهو لمّ الشمل وتوحيد الصف العربي.
قبل يومين من عقد القمة العربية على مستوى القادة العرب، مازال المركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال يعج بممثلي الصحافة الوطنية والأجنبية التي تأهبت لرصد ما يمكن أن يتسرب من الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية العرب، والذي جرى في صباح يومه الثاني في جلسة مغلقة، واغتنمت “المساء” هذه المناسبة للتقرب من الصحافيين العرب من أجل استقاء آرائهم حول أجواء العمل العامة وتوقعاتهم من القرارات التي ستفضي إليها القمة في طبعتها 31.
فاديا الحسيني ممثلة وكالة نيو نيوز للأخبار (لبنان): الجزائر صاحبة قرار ومواقف
تعقد الجزائر قمة دون أوراق ولكن رغم ذلك هناك تسهيلات كبيرة في توفير المعلومة والأجهزة التي وضعت تحت تصرف الإعلاميين على مستوى المركز الإعلامي والفنادق. كما لاحظنا هذا الاهتمام على مستوى السفارات، حيث أننا تفاجأنا للإجراءات المرنة خلال استخراجنا للتأشيرة، فقد تعودنا عند تقديم ملف طلب دخول بلد ما، أن يتم إهمال الأوراق في حال تسجيل نقص في مكوّنات الملف، لكن على عكس ذلك كانت السفارات الجزائرية تتصل بنا وتؤكد على ضرورة استكماله .
كما لمسنا هذه التسهيلات منذ أن وصلنا مطار الجزائر والتحقنا بالفنادق، فقد حضرت عديد القمم العربية لكن أن تجرى الأشغال للمندوبين ووزراء الخارجية والقادة في نفس المركز الإعلامي، فهذا أمر ممتاز جدا ونشكر الجزائر على كل ما وفرته لنا من إمكانيات، حيث لا نفتقد لأي شيء، فضلا عن المتابعة الدائمة للمشرفين إزاء كل ما يخصنا.
فقد تعودنا أن يطلق المندوبون ووزراء الخارجية والمنتمون لقطاع الاقتصاد وعودا لتقديم المساعدة لكن ليس بنفس الصخب والكم الذي تعرفه اجتماعات الجزائر والتي كانت على المباشر، لكن لا يجب أن نتفاجأ بـ«العقلية الجزائرية” المعروفة عبر التاريخ والتي درسناها في المدراس والجامعات، حيث يعرف الجميع أن الجزائر صاحبة قرار ومواقف.
الدكتور غانم السليماني، جريدة الرأي الكويتية: الجزائر قدمت موقفا مشرفا
سعدنا اليوم بالمشاركة في تغطية القمة العربية إعلاميا بالجزائر، وبلاشك فإن هذا الحدث المهم يأتي في ظروف صعبة ودقيقة، حيث يعيش العالم أزمات متعددة، بدءا من أزمة إمدادات الطاقة والغذاء ومشاكل التسليح والصراعات وعلى رأسها الصراع الروسي الأوكراني. كما أن الجزائر قدمت اليوم موقفا مشرفا باحتضانها هذه القمة، لما تمتلكه من عمق دبلوماسي في العالم، فضلا عن مكانتها التاريخية التي سمحت لها الاضطلاع بهذا الدور في هذه الظروف الصعبة، وذلك بدءا باستقبال الوفود، حيث شعرنا بوجود رغبة لدى الجزائريين لإنجاح القمة. ولمسنا ذلك أيضا في التحضير الجيد وقبل ذلك رعايتها للاجتماعات التي جمعت الفصائل الفلسطينية التي أفضت إلى وثيقة مصالحة ولم الشمل وهو ما اعتبره بمثابة نجاح قبل عقد القمة، باعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية لدى العرب . نأمل أن تستكمل هذه الإجراءات بالخروج بقرارات هامة، رغم علمنا بصعوبة الظروف، لكننا نتمنى كصحفيين أن تطغى العقلانية في ظل الرغبة الصادقة للجزائر لإنجاح الموعد العربي ونتمنى التنازل عن بعض الأمور الشخصية والسطحية، مقابل تقديم مصلحة الشعوب العربية والخروج بقرارات تصب في المصلحة العربية. وككويتي يسعدني الحضور في هذه القمة لأن شعار القيادة السياسية في بلادي نفذ بحذافيره عندما قالت بأن الكويت ستكون أول الحاضرين وآخر المغادرين لها. كما آمل أن تستكمل القمة بمزيد من الإصلاحات.
مزمل سليمان حمد مدير البرامج بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في السودان.. الجزائريون يستحقون الوفاء
سعيد أن أزور الجزائر لتغطية أشغال القمة. وهي قمة مهمة تأتي بعد غياب 3 سنوات جراء تداعيات كوفيد 19 وجراء الحرب الروسية الأوكرانية. كما أنها تأتي في ظل ظروف ومتغيرات أبرزها المناخ، فضلا عن التغيرات التي طرأت على خارطة العالم جراء عديد الأحداث. بالتالي فهذه القمة التي رفعت شعار لم الشمل وهي قمة بلا أورق، كما أرادها الجزائريون، جاءت في توقيتها تماما، ولا بد أن أشيد في هذا الصدد بالترتيبات الجيدة والتنظيم المحكم للجزائر، حيث وفرت لنا جميع الأجهزة في مختلف وسائل الإعلام. وأكثر ما لفت انتباهي هو أن المشرفين يتمتعون بحس وطني واحد، همهم نجاح القمة بتوفير حسن الضيافة وإزالة كافة العقبات التي تواجه زملاء المهنة عبر توفير كل الوثائق وأنترنت واتصالات عالية الجودة، حيث مكننا ذلك من ضخ عشرات الرسائل و التقارير والرسائل الإخبارية و الحوارات إلى مؤسستنا.
الجزائريون يستحقون الوفاء فحينما يستضيفون مثل هذه القمة فإنهم يقومون بمسؤوليات وطنية تجاه العالم العربي الذي يعيش الشتات والفرقة. في الوقت الذي تعيش فيه الكثير من الدول العربية بمعزل عن الدول الأخرى والغريب أنه حتى شعوبنا تتغذى من دول أخرى رغم ما تزخر به من خيرات. فالجزائر فتحت هذا الباب وجعلت جميع الدول أمام مسؤولياتها وأنا أتوقّع لها النجاح .
حتى إذا لم توفق القمة في شيء، فسيكفيها أنها ناقشت الأمن الغذائي وهذا شرف للجزائر، التي نبّهت لقضية حيوية تمس الملايين من الناس على صعيد وطننا العربي الذي يعاني من اختلافات سياسية فضلا عن التباعد والتباغض، ومشكلتنا أننا لا نتجه الى بعضنا البعض. وقمة الجزائر حملت شعارا رائعا وهو لمّ الشمل وهو ما تحتاجه هذه المرحلة لجمع كلمة العرب في كلمة واحدة.
كما أن القمة توفر قواسم مشتركة للدول العربية لتأمين غذاء شعوبها، فيمكن أن تختلف فيما بينها تجاه بعض القضايا وهذا متاح ولكن لابد من البحث عن موارد غذائية بالاعتماد على الذات لأن تبعية الخارج باتت امرآ صعبا للغاية، فيجب أن ننتبه إلى مثل هذه القضايا وأعتقد ان التحدي الذي يواجه القمة بعد توفر الإرادة، هي ضرورة توفير الموارد المالية والاستعانة بكافة الخبراء في مجال الاقتصاد و الفلاحة لإرساء استراتيجية زراعية فعالة.
ضياء حوشية من قناة الغد.. الجزائر نجحت في حلحلة الملف الفلسطيني
أتيت لتغطية القمة العربية الهامة جدا، خاصة وانها تعقد في الجزائر، بالنظر إلى تاريخها العريق في الكفاح المسلح، هذه القمة تعد من أهم القمم، خاصة وأن القضية الفلسطينية تمر بأحلك الظروف وأصعبها في ظل الاحتلال الإسرائيلي للمدن الفلسطينية وعلى وجه التحديد القدس.
قبل ذلك كانت الجزائر قد استضافت حوارات للفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، ويتركز الأمل حاليا على ما ستفضيه على أرض الواقع. فالجزائر نجحت في لم الشمل لكن يبقى التطبيق وما إذا كانت هناك ضمانات لذلك وأعلم أنه ليس للجزائر القدرة على ممارسة الضغوط على الفصائل الفلسطينية لكن هذا يتطلب جهدا عربيا لأن الثقل يجب أن يكون كبيرا والضغط يجب أن يكون على الفصيلين الكبيرين في الساحة الفلسطينية “حماس” و"فتح” لإنجاح المصالحة، لذلك فإن احتضان الجزائر للقمة في هذا الوقت امر مهم جدا، إذ يكفي أنها نجحت في حلحلة هذا الملف والوصول الى نقاط رئيسية بعد لقاءات الفصائل الفلسطينية.
كما أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في الوطن العربي التي يبقى موقفها ثابتا إزاء القضية الفلسطينية، حيث لم ينقطع دعمها المادي لها إلى غاية هذه اللحظة لأنها تعتبرها قضيتها الأساسية، وعلى مستوى أجندة القمة نتمنى أن تكون واضحة بخصوص هذه القضية ويكفي ان نستدل في هذا الصدد بتصريح الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط، عندما قال إن الأوضاع متفجرة في الأراضي الفلسطينية في ظل مخططات صهيونية واضحة من أجل تهويد القدس. وبخصوص ترتيبات عقد القمة فهي تتسم بقدر من المسؤولية وسبق لي أن قمت بتغطية قمم سابقة، وأعتبر أن هذه الترتيبات هي الأفضل بالنسبة لي، خاصة من حيث حرية التنقل و دقة المواعيد.