بايدن وأوباما في مواجهة نادرة مع ترامب بولاية بنسلفانيا

اشتداد التنافس يومين قبل انتخابات التجديد النصفي

اشتداد التنافس يومين قبل انتخابات التجديد النصفي
  • القراءات: 441
ق. د ق. د

بين دفاع الرئيسين الأمريكيين الأسبق والحالي، باراك أوباما وجو بايدين، على التوالي عن "الديمقراطية" وسعي الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، لإنقاذ ما يصفه بـ"الحلم الأمريكي"، تشتد المنافسة بين أهم حزبين في الولايات المتحدة الديمقراطي والجمهوري، ثلاثة أيام من انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس، التي تبقى محطة حاسمة بالنسبة للولايات المتحدة.

وخلال يوم ماراطوني، ميزته تجمعات شعبية تنافسية لاستمالة الناخبين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة بين الديمقراطيين والجمهوريين، والهامة في تحديد نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة يوم غد، تواجه الرئيس الأمريكي 46 و44 عن قرب مع الرئيس 45، قبل اقتراع حاسم ستحدّد نتائجه انتخابات الرئاسة عام 2024. وتجمع الآلاف من أنصار الرئيس، دونالد ترامب، بهذه الولاية لدعم "موجة حمراء ضخمة" للجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي، حيث أكد الرئيس الأمريكي السابق، وبلهجة الواثق من نفسه، في خطاب دام لأكثر من ساعتين، بأنه "قبل ثلاثة أيام فقط من اهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة، سوف نسترجع مجلسي النواب والشيوخ".

أما الرئيس بايدن، فقد أكد من جانبه، أن "الديمقراطية تتحدّد على ورقة الاقتراع، هذه لحظة حاسمة للأمة وعلينا جميعا التحدث بصوت واحد". وبينما اعتبر بايدن وأوباما الانتخابات معركة من أجل الديمقراطية، رأى ترامب أن أمن وسلامة البلاد على المحك. ومن النادر أن يوجّه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الرسالة نفسها التي يوجّهها سلفه، باراك أوباما والرئيس الحالي، جو بايدن، لكن هذا ما حدث، أمس، عندما كان الثلاثة في مؤتمرات انتخابية بنفس الولاية وفي نفس اليوم، ووجهوا جمعيهم نفس الرسالة بدعوة الجميع للتصويت. ومن المقرر أن تحدّد انتخابات التجديد النصفي، التي تنظم يوم غد، الحزب الذي سيفوز بأغلبية مقاعد الكونغرس إما الحزب الديمقراطي الحاكم أم الحزب الجمهوري.

ويتنافس مرشحو الحزبين على 435 مقعد في مجلس النواب وعلى 35 مقعدا فقط في مجلس الشيوخ. ورغم أن الاقتراع لا يشمل الرئيس جو بايدن نفسه، إلا أن انتخابات التجديد النصفي ستحدّد من يسيطر على الكونغرس وكذلك المجالس التشريعية في الولايات ومكاتب حكام الولايات، ضمن نتائج ستكون بمثابة "بارومتر" حول الوجهة التي ستتخذها انتخابات الرئاسة سنة 2024، خاصة أنها قد تشهد إثارة كبيرة مع احتمالات ترشح الرئيس السابق، دونالد ترامب، الطامح للعودة إلى البيت الأبيض رغم المتابعات القضائية التي تلاحقه بسبب حادثة اقتحام أنصاره لمقر الكابتول. وتعتبر انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة بمثابة استفتاء على أول عامين من فترة الرئاسة، حيث كثيرا ما عرفت تعرض الحزب الحاكم لضربة في هذا الاقتراع الحاسم، ضمن احتمال قد يتكرر هذه المرة أيضا مع الرئيس بايدن، الذي تراجعت شعبيته بشكل لافت العام الجاري.

وفي وقت بدّت فيه حظوظ الديمقراطيين قائمة لضمان الأغلبية النيابية، إلا أن مواصلة معدلات التضخم لمنحاها التصاعدي وطغيان المخاوف من الركود الذي يعرفه الاقتصاد الأمريكي، قد تجعل الحزب يدخل معركة شاقة للمحافظة على أغلبيته في الكونغرس. وبرأي متتبعين، فإن الرئيس الأمريكي تمكّن، خلال عامين منذ توليه الرئاسة، من تمرير مشاريع قوانين جوهرية بشأن تغير المناخ ومراقبة الأسلحة والاستثمار في البنى التحتية، رغم الأغلبية البسيطة التي يحوزها حزبه داخل الكونغرس. ومع ذلك، فإنه في حال سيطر الجمهوريون على إحدى غرف الكونغرس، فإن نافذة الإنجازات التشريعية سوف تغلق أمام الرئيس لبقية فترة رئاسته. وسيتم تفسير أي نتيجة سلبية للديمقراطيين في الانتخابات على أنها علامة على الضعف السياسي المستمر لبايدن، وقد تتجدّد الدعوات لمنع ترشيحه لخوض سباق الرئاسة في العام 2024.