وسط منافسة تحبس الأنفاس في انتخابات التجديد النصفي

مصير بايدن وترامب السياسي على المحك

مصير بايدن وترامب السياسي على المحك
  • القراءات: 450
ص. م ص. م

بدأ الأمريكيون عملية التصويت، أمس، في انتخابات التجديد النصفي الحاسمة، في ظل محاولة الجمهوريين الحصول على غالبية في الكونغرس من شأنها أن تشل جدول أعمال الرئيس الحالي، جو بايدن، للسنتين المقبلتين وقد تمهّد الطريق أمام عودة سابقه، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض. فبينما دعا الرئيس، جو بايدن، الأمريكيين إلى "الدفاع عن الديمقراطية"، وعد غريمه المغادر دونالد ترامب بـ"إعلان مهم" الأسبوع المقبل، فاتحا المجال أمام تكهنات بشأن إعلان ترشحه للبيت الأبيض خلال انتخابات 2024.

ورغم أن الرئيس الأمريكي أبدى تفاؤله بشأن نتيجة الانتخابات، إلا أنه أقر بأن الاحتفاظ بالسيطرة على مجلسي مبنى الكابيتول يبقى أمرا صعبا. وقال ترامب، في تجمع حاشد بولاية أوهايو، عشية الانتخابات التي ستحدّد من مِن الحزبين سيضمن سيطرته على الكونغرس، أنه "دون التقليل من أهمية هذه الانتخابات الهامة جدا بل المصيرية، سوف أقوم بإعلان هام جدا 15 نوفمبر في مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا". وبالاستناد إلى الرسالة التي بعث بها الأسبوع الماضي في حديثه عن الانتخابات الرئاسية، حين قال بأنه "يرجّح جدا بأنه سيفعل ذلك مجدّدا"، في تلميح صريح إلى رغبته في خوض التنافس على كرسي البيت الأبيض سنة 2024.

ومما زاد في تأكيد هذه التوقعات، نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، التي كشفت بأن للحزب الجمهوري فرصة الفوز بـ25 مقعدا إضافيا في مجلس النواب، في نتيجة ستكون أكثر من كافية لحصوله على الأغلبية وسط معطيات مماثلة باحتمال تحقيق الجمهوريين تقدما على مستوى مجلس الشيوخ، رغم أن استطلاعات الرأي جاءت أكثر غموضا فيما يخص هذه الغرفة التمثيلية. وكانت الحملة بين قطبي المعادلة السياسية في الولايات المتحدة جد شرسة، خاصة وأن كلا الحزبين ركّزا على نسبة التضخم الذي أجمعت كل الاستطلاعات على أنه يبقى مصدر القلق الرئيسي للعائلات الأمريكية. وهو إشكال استغله الجمهوريون الذين يحمّلون بايدن وحزبه الديمقراطي مسؤولية ارتفاع الاسعار، بما جعل هؤلاء يبدون واثقين، بشكل متزايد، من فرصهم في تجريد بايدن من أغلبية حزبه في الكونغرس.

وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي، الذي أعرب عن "نيته" الترشح لانتخابات 2024، بما ينذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020 عندما انحصر التنافس خلالها بين بايدن الديمقراطي وترامب الجمهوري. وتنوعت انشغالات ملايين الناخبين الأمريكيين من حقوق الإجهاض مرروا بمسألة الهجرة وصولا الى التضخم والجريمة أو الدفاع عن الديمقراطية، وسط مساعي مرشحي الحزبين لاستمالة أكبر عدد من الأصوات في هذا الاقتراع الحاسم. ووسط منافسة تحبس الأنفاس، تشهد بعض الولايات الرئيسية، على غرار بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكنسن ونورث كارولينا، انتخابات محتدمة وهي نفسها الولايات التي كانت، بالفعل، على المحك في الانتخابات الرئاسية للعام 2020. وقد أنفقت ملايين الدولارات على هذه المنافسة، مما يجعل من هذا الاقتراع في الانتخابات النصفية، الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.