"معجم الثقافة الجزائرية" و"الكشاف التفصيلي لمقالات المجلة الإفريقية"
نافذة ورقية ورقمية على ذاكرة الأمة الجزائرية
- 590
احتفى المجلس الأعلى للغة العربية بفندق الأبيار بالعاصمة، أمس، بصدور "معجم الثقافة الجزائرية" في جزئه الأول، وكذا "الكشاف التفصيلي لمقالات المجلة الإفريقية" من سنة 1956 إلى 1962، قصد التعريف بثقافة وتاريخ وفنون وعادات وتقاليد المجتمع الجزائري، الضاربة في أزل الزمان، وليكونا مرجعين للباحثين والطلبة والتلاميذ والسياح، في انتظار إصدار الجزء الثاني الذي سيكون أكثر تفصيلا وشمولية. ونشط اللقاء البروفيسور، صالح بلعيد وأعضاء من اللجنة العلمية التي أشرفت على هذين الإنجازين، للمساهمة في البناء المنظم للذاكرة الحية للأمة الجزائرية والاعتناء بمكوناتها الثقافية والاعتزاز بمقوماتها.
ويتوزع المعجم، بنسختيه الورقية والرقمية، على 11 مجالا بألفي مدخل، حيث تم بالمناسبة، إطلاق تطبيق هاتفي للمعجم لتسهيل الإطلاع عليه، بينما تضمن "الكشاف" الخاص بمقالات المجلة الإفريقية الشهيرة مقالات ببياناتها التفصيلية مرتبة أبجديا وفق 7 مجالات بحثية رئيسية بأسماء المؤلفين والباحثين والسنوات. وأشار الدكتور، كبير بن عيسى، إلى أن العدد الأول من المجلة الإفريقية صدر في 1856 قبل توقفها لعدة سنوات ثم عودتها للظهور تزامنا مع الحرب العالمية الأولى. وأضاف أن المسعى يرمي إلى تقريب الدراسات التي كتبت بغير العربية للاستفادة منها، خاصة تلك التي تُعنى بالجزائر حضارة وثقافة وتراثا لتكون في متناول الطلبة والباحثين. ويُعنى معجم الثقافة الجزائرية بالمعارف وبمقومات الهوية الجزائرية حيث اشتمل على اللغة والآداب والدين والعمران والتاريخ والعادات والتقاليد والأمثال والأحاجي والحرف والشعر والموسيقى والمسرح والسينما والفنون التشكيلية وغيرها.
كما استحضر المشاركون روح الفنان الفقيد الطيب العيدي، الذي خط عنوان المعجم وساهم بلوحاته وحروفياته في المجلة التي ترأس لجنتها العلمية، الدكتور حبيب مونسي، الذي وصف المنجز بـ"الفكرة والحلم" الذي تحقق رغم بعض العقبات، موضحا أنه يختلف عن الموسوعة وأنه لملم أطياف الذاكرة، كما شهدت هذه الاحتفالية حضورا للشعر الموزون بأحلى القوافي مع الشاعر إبراهيم صديقي. وتعاقب على المنصة عدة متدخلين للحديث عن المنجز، كان أغلبهم من أعضاء اللجنة العلمية وقفوا عند مميزاته وآفاقه وأبعاده على المدى القريب والبعيد، فيما تم بعدها تكريم أعضاء اللجنة بشهادات تقدير. وتم على هامش الاحتفالية إبرام اتفاقية تعاون بين المجلس الأعلى للغة العربية والمركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري ممثلا في مديرته الدكتورة، رشيدة عامري.