مشاركة خاصة لتونس في الدورة 12

"أندلسيات القليعة" تكرم بلجرب وبن عاشور

"أندلسيات القليعة" تكرم بلجرب وبن عاشور
  • 630
دليلة مالك دليلة مالك

ستنطلق الدورة الثانية عشرة للتظاهرة الفنية "أندلسيات القليعة"، غدا الجمعة، بدار الثقافة أحمد عروة بالقليعة (ولاية تيبازة). وينظم الحدث دار الغرناطية تحت شعار "التراث الموسيقي الأندلسي بين الأمس واليوم"، بمشاركة خاصة من تونس. وتكرم، هذا العام، الراحلين دحمان بن عاشور، وإبراهيم بلجرب. وتحيي جمعية الأمل للموسيقى الأندلسية من سوقر ولاية تيارت، السهرة الافتتاحية، إلى جانب جمعية "رصد وماية" لمدينة سكيكدة. وقبل ذلك يكرَم الراحل إبراهيم بلجرب (1947- 2016)، ويعرَض شريط وثائقي عن حياته ومسيرته الفنية.

إبراهيم بلجرب من مواليد 18 أبريل 1947 بالجزائر العاصمة. كان لديه مسار فني حافل. اشتغل، خلاله، على ترقية الفن الأندلسي في الجمعيات والمؤسسات التي مر عليها. وتتلمذ الراحل على عبد الكريم الحبيب العازف والمؤلف الموسيقي، الذي تلقّى عليه دروس العزف على آلة العود من 1964 إلى غاية 1968، ليلتحق بالموصلية؛ حيث تتلمذ على عدد من مشايخ الأندلسي، من بينهم الموسيقار سيد أحمد سري (1926 - 2015). وفي سنة 1973 بدأ مرحلة جديدة في عالم الفن؛ بالتحاقه بالغرناطية بالقليعة؛ حيث أصبح مدرسا، وقائد جوق في هذه الجمعية، التي ترأّسها إلى غاية 1993. وكان الفقيد أسس جمعية الفن الأصيل لمدينة القليعة سنة 1998، التي فتحت مدرسة لتعليم مبادئ الفن الأندلسي، وضمت في عضويتها عددا من الفنانين المحترفين. وقد سجلت جمعية الفن الأصيل تحت رئاسته، حضورها في عدد من النشاطات المرتبطة بالفن الأندلسي؛ على غرار الأيام الدراسية حول الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية.

وفي اليوم الثاني والأخير من التظاهرة، يحيي نادي الأصيل للموسيقى العربية لمدينة صفاقس من تونس، حفلا، إلى جانب جمعية دار الغرناطية لمدينة القليعة. كما ستقدَّم شذرات من أداء المطربة الجزائرية ليلى بورصالي، والفنان التونسي محمود فريح من مدينة المنستير في تونس، رفقة جوق دار الغرناطية، وتحت قيادة محمد شريف سعودي. وسيكرَم الراحل دحمان بن عاشور (1912- 1976). ويعرَض شريط وثائقي يروي مساره الفني الحافل. والراحل هو عبد الرحمان بن عاشور الملقب بدحمان بن عاشور. وُلد في 11 مارس 1912 بمنطقة ولاد يعيش بمدينة البليدة. تلقّى تعليمه الأول في المدرسة القرآنية. لم يتم دراسته، فانتقل إلى حرفة الحلاقة، قبل أن يمارس الموسيقى، التي أخذت كل وقته واهتمامه بعد ذلك. واستقر دحمان بن عاشور في شبابه، بالجزائر العاصمة، وبالضبط في شارع زاما مع والديه. والده كان تاجرا في ساحة الشهداء. وفي محل الحلاقة الذي كان يعمل فيه، ابتدأ مشواره الفني. كان في الأول يعزف على آلة المندولين مصحوبا، في هذه الفترة، بأحد أصدقائه، وهو علي ميلي المتخرج من إحدى كبريات المدارس الفنية الكلاسيكية.

وفي عام 1931 تم اكتشاف مواهبه، وصوته الجميل من طرف جمعية بليديان للموسيقى الأدبية، والتي كان يرأسها آنذاك شريف بن شرشالي. وضمن هذه الجمعية تعرّف على موسيقيين أكثر خبرة منه؛ كالحاج مجبور، الذي أصبح عازف كمان في فرقة دحمان بن عاشور بعد ذلك، وذراعه الأيمن. وانضم سنة 1946 إلى أوركسترا محمد فخارجي؛ حيث مكنه هذا الانضمام من معرفة أكبر وأعمق بالموسيقى الأندلسية؛ المنبع الأصيل لجل الطبوع المغاربية المختلفة. وكان آخر حفل قدمه دحمان بن عاشور في جويلية من عام 1976 في الجزائر العاصمة. وتوفي يوم 15 سبتمبر 1976 في البليدة، مسقط رأسه.