من مفارقات كأس العالم 2022

إبن الرئيس الليبيري جورج ويا يهدي هدفـا لمنتخب أمريكا

إبن الرئيس الليبيري جورج ويا يهدي هدفـا لمنتخب أمريكا
  • 2241
 ع . اسماعيل ع . اسماعيل

من المفارقات في كأس العالم 2022، التي تجري أطوارها في قطر، مشاركة عدة لاعبين بجنسيات لا تمثل بلدهم الأصلي، ولا شك أن المنتخب القطري حقق الرقم القياسي في هذا الجانب، حيث أن تعداده مشكل بنسبة تسعين في المائة من جنسيات آسيوية وأفريقية، يوجد من بينهم الجزائريان الأصل خوخي وبوضياف، الذان ينشطان في البطولة القطرية منذ بعض السنوات.

يبدو أن هذا الوضع طبيعي، لاسيما في البلدان التي ليس لها تقاليد عريقة في رياضة كرة القدم، وهي تحاول الآن تطوير هذه اللعبة، ليس بتشييد أحدث ملاعب كرة القدم فحسب، بل وتقوم بجلب لاعبين من الخارج وتجنسهم، وعليه تبدو هذه العملية سهلة للغاية بالنسبة لهذه البلدان التي تحقق مبتغاها بسهولة، عبر تقديم الإغراءات المالية. البعض من هؤلاء اللاعبين الذين يلجأون إلى هذا الخيار، يسعون إلى تحقيق هدفين اثنين، وهما كسب المال وبلوغ الشهرة التي تسمح لهم بالظهور على أعلى مستوى.

أصبح اختيار الجنسية من أجل ممارسة الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة، لا يشكل عائقا لهذا الصنف من اللاعبين، على غرار لاعبي كرة القدم الذين ازدادوا في بلد غير بلدهم الأصلي، وترعرعوا فيه، مما سمح لهم بكسب جنسية المولد، أي البلد الذي رأوا فيه النور، ونجد في مقدمة هذا المثال، اللاعبين المنضمين للمنتخب الفرنسي، الذي يتشكل بنسبة كبيرة من لاعبين أفارقة، وقليل منهم من أصبح يتشبث بجنسية بلده الأصلي وحمل ألوان منتخبه.

تواجد هذا النوع من اللاعبين الراغبين في كسب المال والشهرة، أصبح عاما ويمس كل قارات العالم، وعلى سبيل المثال، لاعب منتخب الولايات المتحدة الأمريكية ذو الأصول الليبيرية، والذي يصنع الحدث في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، كونه ابن رئيس ليبيريا والنجم العالمي السابق في كرة القدم جورج ويا. تيموثي ويا، جلب إليه الأنظار في دورة قطر، بعدما سجل أول أمس، هدفا لصالح منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، ومكنه من تعديل النتيجة في اللقاء الذي جمعه مع منتخب ويلز لحساب المجموعة الثانية. تيموثي ويا أصبح منذ تلك المباراة محط أنظار متابعي دورة قطر، كونه ابن لاعب بارع في كرة القدم وأكثر من ذلك، فهو ابن رئيس دولة إفريقية.

ولد نجل الرئيس الليبيري بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، ليكتسب جنسيتها ويشق طريقه في الرياضة، إلى أن وصل إلى المنتخب الأول لهذا البلد، الطامح إلى تحقيق إنجاز كبير في كأس العالم 2022 بقطر.

ويا الصغير، البالغ من العمر 22 سنة، هو أحد عناصر المنتخب الأمريكي الذي يجري إعداده للفوز بكأس العالم 2026، المقرر تنظيمها في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

لم يفكر نجل رئيس ليبيريا في تمثيل منتخب بلد والده، نظرا لابتعاده تماما عن الساحة الرياضية في ليبيريا، وعدم قدرته على المنافسة في القارة الأفريقية، من أجل الظهور في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مفضلا حمل ألوان منتخب البلد الذي رأى فيه النور.

وقد منح تيموثي ويا للفريق الأمريكي هدفا سيعني الكثير في حالة ما إذا جلب النقاط الثلاث، حيث سيقترب فريقه بقوة من التأهل إلى الدور الثاني في كأس العالم، مستفيدا من سقوط إيران أمام إنجلترا.